وجهة نظر

التجديدية التي نريد..

فتح ديننا الإسلامي الحنيف للمرأة أبوابا واسعة للفعالية في المجتمع والإسهام في تنميته وتطويره في شتى الميادين فقد كانت الأم المربية والزوجة المستشارة والطبيبة والمحاسبة والجندية أحيانا . ولنا في ذلك مواقف خالدة مع أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات فهذه أمنا عائشة معلمة الرجال وحافظة لجزء كبير من السنة الشريفة من الكذب والتدليس وتلك أمنا سلمة المستشارة التي دبّرت مسألة حساسة إبان صلح الحديبية ونستلهم شجاعة أم عمارة (نسيبة بنت كعب الخزرجية ) من عبق السير لذوذها عن رسول الله وحمايته من العدو يوم أحد كما نستشفّ حس القيادة عند الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس الصحابية التي ولاّها عمر بن الخطّاب ولاية السوق كمحاسبة . إن الغرض هنا يا أخيّة ليس الوقوف عند أمجاد الأمّة بقدر ماهو تذكير وتحذير في نفس الآن من فقدان البوصلة .

إن الطالبة التجديدية خاصة والطالبة عامّة التي نريد حاملة لهم الأمة تمتح من معين العفاف الخلق الحسن الذي لا ينضب ،فهي مرابطة في مدرّجات الدراسة حائزة على التفوّق والتألّق ،قائدة في ساحات الجامعة ناشرة لقيم العلم والمعرفة مناهضة للظواهر السلبية بانية لثقافتها وفكرها الوسطي المعتدل مستوعبة لدورها في الحياة ملمّة ومواكبة لما يجري حولها من تغيرات وتحولات اقتصادية وفكرية وسياسية واجتماعية ….

إنها ياسادتي امرأة ملهبة الهمة طامحة نحو القمة متميزة بتخطيط سليم نحو أهدافها المنشودة ، ناشرةللمعروفبمحيطها المؤسسي والأسري ناهية عن المنكر في كل حركاتها سكناتها ،ملبّية لنداء الرحمن دائمة الحرص على العمل بالقرآن والسير على خطى العدنان ،أولويّاتها تتجاوز الإستقرار العاطفي منه إلى الإجتماعي والعلمي ،متشبعة برساليتها أينما حلّت وارتحلت غير منصاعة لملهيات الطريق .

طالبتنا التجديدية مجددة محافظة في علاقاتها بالأفراد حريصة على استقامة قلبها وقالبها مسارعة إلى مواطن الخير ومبادرة فيها صبورة على ابتلاءات الدنيا قوية قنوعة بالذي قسمه الله لها ثائرة ضد كل مظاهر التخلف والمعيقات الحضارية راضية مرضيّة بارّة بوالديها واثقة من نفسها وفي قدراتها ، واضحة صادقةم خلصة في أعمالها ،مجتنبة للشبهات ماظهر منها وما بطن ، مفحمة بحجتها ونقاشاتها عاشقة للحرف والكتاب .

طالبتنا التجديدية ياسادة تبني و تبنى تغير وتتغير تصلح وتصلح تابثة في موقفها وموقعها منحازة للإصلاح والصلاح .

ختاما يا أخيتي حاربي كل مسببات الوهن الحضاري في نفسك ومن حولك كوني قدوة لا قاضية كوني منارة يستقي منها الحيارى أنوارهم بقيم الحب والإيخاء والعفة والحياء فأنتي كل المجتمع .

عزيزة اكريش / طالبة بماستر دراسات في الثقافة الشعبية المغربية بالقنيطرة