مجتمع

تحذيرات من “انهيار” منظومة الصحة بمستشفى تطوان.. نقص أدوية التخدير وخصاص الأطباء يهدد بتوقف العمليات الجراحية

وزير الصحة خالد أيت الطالب مدير مستشفى سانية الرمل

يعيش المستشفى الإقليمي بتطوان على وقع أزمة الأطباء الاختصاصيين وأدوية التخدير، خلال الأيام الجارية، وهو ما دفع هيئات مهنية وسياسية إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من احتمال “انهيار” المنظومة الصحية” بالمستشفى.

وأفاد المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بتطوان، بوجود نقص خطير في الأطباء الإختصاصيين بالمستشفى، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تفاقمت مؤخراً بغياب اختصاصات حيوية تشكل خطراً حقيقياً على المواطنين الذين يجدون ملاذهم بالمستشفى العمومي.

وأوضحت النقابة أن المستشفى يعرف ما أسمته “كارثة أخرى” تتجلى في نقص حاد في أدوية التخدير التي توفرها حصرياً مديرية التموين بالأدوية والمنتجات الصحية بالرباط، محذرة من أن هذا النقص “ينذر بكارثة حقيقة”.

واعتبرت النقابة أن خصاص أدوية التخدير سيؤدي إلى توقيف جميع العمليات الجراحية المبرمجة من بداية الأسبوع المقبل، مع تخصيص المخزون المتبقي للعمليات المستعجلة فقط.

وأشارت إلى أن هذه الأزمة تأتي “في ظل سياق وطني متأزم يعرف غلياناً غير مسبوق لدى الأطر الطبية، مع تهرب الوزارة من فتح حوار جاد ومسؤول يجد حلولاً جذرية لنزع فتيل الأزمة الحالية”.

وتابعت في بلاغ لها، تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، بالقول: في ظل التغييرات الجذرية التي يقال إنها ستشهدها المنظومة الصحية، التي لم يتم الإفصاح عن تفاصيل تنفيذها إلى الآن، نجد أنفسنا بإقليم تطوان أمام أزمة صحية حقيقية”.

وفي هذا الصدد، طالبت النقابة -بشكل عاجل- بتوفير الأطباء الاختصاصيين الذي شكل غيابهم شللاً وخطراً بعدة مصالح، داعية للإسراع بمعرفة مآل مستشفى الاختصاصات الجهوي ومستشفى بن قريش، و”الإفصاح عن الغموض الذي يلف تنزيل المجموعات الصحية الترابية وكأنه سر من أسرار الدولة”.

في نفس السياق، حذر حزب التقدم والاشتراكية بتطوان من أن الخصاص الحاد في الأطباء الاختصاصيين، والنقص الخطير في أدوية التخدير، يهدد بشلل شبه كلي للخدمات الجراحية، ويعمّق معاناة المواطنات والمواطنين الذين يجدون أنفسهم أمام أزمة صحية متفاقمة تنذر بالخطر.

وقال الحزب إن “هذا الوضع المؤسف لا يمس فقط ساكنة إقليم تطوان، بل يمتد ليشمل مواطني ومواطنات عمالات وأقاليم شفشاون، وزان، المضيق-الفنيدق، والفحص-أنجرة، الذين يعتمدون على هذا المستشفى كملاذ وحيد في ظل غياب بدائل صحية كافية”.

وأضاف حزب “الكتاب” في بلاغ له، تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، قائلا: “تزداد حدة الأزمة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المنطقة، مما يجعل الحق في الصحة مهددًا بانتهاك صارخ يتنافى مع المبادئ الدستورية والالتزامات الحكومية”.

وأمام هذا الوضع، دق الحزب ناقوس الخطر إزاء التدهور المستمر في الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل، محذرًا من التداعيات الإنسانية والاجتماعية الخطيرة لهذا الوضع.

وطالب الحكومة ووزارة الصحة بالتدخل الفوري والعاجل لسد الخصاص في الأطر الطبية والتمريضية، وتوفير المعدات والأدوية اللازمة لضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية.

كما دعا إلى الإسراع في إخراج مشروع المستشفى الجهوي بتطوان إلى حيز الوجود، باعتباره حاجة ملحة لضمان ولوج عادل ومنصف للخدمات الصحية، إلى جانب التعجيل بإنجاز مستشفى دار بنقريش وتعزيز البنيات الصحية الجهوية.

وشدد على ضرورة تحسين أوضاع الأطر الصحية، وتوفير بيئة عمل لائقة تليق بتضحياتهم الجسيمة، لضمان استمرارية الخدمات الصحية بجودة تحفظ كرامة المواطنين، مناشدا “كافة القوى الحية من أحزاب ونقابات وهيئات المجتمع المدني وعموم المواطنات والمواطنين لتوحيد الجهود وتكثيف الضغط الترافعي السلمي من أجل انتزاع الحق في صحة عمومية عادلة ولائقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *