مجتمع

سلاح فتاك بيد الإرهابيين..مواد “الدروكريات” تستدعي يقظة الأمن وحذر المهنيين

أماطت العمليات الأخيرة لتفكيك الخلايا الإرهابية في المغرب اللثام عن خطر متزايد يتمثل في استخدام مواد متوفرة في الأسواق، وخاصة تلك التي تُباع في محلات بيع العقاقير أو (الدروكريات)، في تصنيع المتفجرات. وقد كشف العثور على هذه المواد بحوزة المشتبه بهم عن تحد أمني يتطلب مزيدا من اليقظة، ليس فقط من السلطات، بل أيضا من المهنيين الذين يبيعون هذه المواد.

ويلجأ أفراد الخلايا الإرهابية إلى شراء مواد كيميائية على شكل مساحيق وسوائل قابلة للاشتعال، بالإضافة إلى المسامير والأسلاك الحديدية، من محلات بيع العقاقير، لاستخدامها في صناعة عبوات ناسفة تقليدية. ووفقا لرئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمعهد العلوم والأدلة الجنائية للأمن الوطني، عبد الرحمان اليوسفي العلوي، فإن هذه المتفجرات تُعدّ أشد خطورة وأكثر فتكًا من المتفجرات التقليدية.

من جهته، يرى الخبير الأمني والاستراتيجي، محمد الطيار، أن المواد المستخدمة في الأعمال التخريبية متاحة للجميع، ولا يمكن حصرها أو تقنينها بشكل كامل، مشيرا إلى أنه بعد أحداث الدار البيضاء، تمكنت السلطات من ضبط مسارات توزيع مادة “البارود”، لكن المواد الأخرى تُستخدم لأغراض حرفية وصناعية، مما يجعل فرض قيود صارمة عليها أمرًا معقدًا.

وأوضح الطيار، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الحل يكمن في تعزيز الوعي الأمني والمراقبة المستمرة، مضيفا أن المهنيين بإمكانهم التمييز بين الزبائن بناءً على نوعية المشتريات، إذ تدرك المحلات التجارية أن بعض الزبائن قد تكون لديهم نوايا مشبوهة.

وشدد الطيار على أهمية التوعية، مشيرا إلى أن إدراج بعض المواد في إطار الجهود التوعوية قد يساعد في الحد من إساءة استخدامها. كما أكد أنه في حال نجاح هذه الجهود، يمكن للمتاجر، وفقا للقانون، الإبلاغ عن أي عملية شراء مشبوهة قد تكون مرتبطة بأنشطة تخريبية.

في سياق متصل، أوضح بوبكر سابيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، أن تفكيك “خلية الأشقاء الثلاثة” في يناير الماضي كشف عن أسلوب جديد يتمثل في شراء مواد غير مشروعة بشكل متفرق ومن عدة محلات خلال فترة قصيرة، مثل المبيدات والمسامير، مما يستدعي يقظة أكبر من السلطات والمهنيين المعنيين.

وأضاف سابيك، خلال ندوة صحفية بمقر “البسيج”، أن المحلات التي تبيع مواد قابلة للاستخدام في أنشطة غير قانونية أو إرهابية ملزمة قانونيًا بتنبيه السلطات الأمنية عند الاشتباه في أي عملية شراء مشبوهة.

من جانبه، كشف عبد الرحمان اليوسفي العلوي، رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمعهد العلوم والأدلة الجنائية للأمن الوطني، أن التحاليل العلمية التي أجريت على محجوزات “خلية الأشقاء الثلاثة” أكدت احتواءها على مواد خطرة، منها: نترات الأمونيوم، بيكربونات الصوديوم، كلوريد الصوديوم، حمض الهيدروكلوريك، الكبريت، ماء الأوكسجين (بيروكسيد الهيدروجين)، الأسيتون، “الوايت سبيريت”، الكحول الميثيلي، مسحوق الاشتعال، الفحم الخشبي، مسحوق الفحم، مسحوق السكر، وسم الفئران القاتل.

وأشار إلى أن هذه المكونات تتيح إمكانية تحضير عبوات ناسفة متنوعة من حيث المكونات، الحساسية، والقوة الانفجارية، مما يعكس خطورة الخلية وجاهزيتها لتنفيذ عمليات إرهابية وشيكة.

وأضاف اليوسفي العلوي أن الفحوصات التقنية على المحجوزات أظهرت أن أنابيب PVC كانت معدة لاستخدامها كأوعية للمواد المتفجرة، إلى جانب بطاريات، أسلاك كهربائية، أشرطة لاصقة، ومسامير حديدية، والتي يتم إضافتها داخل العبوات لزيادة مدى القتل والتدمير. كما تبين أن سم الفئران كان مخصصًا لتعزيز فتك العبوات، خصوصًا عند إصابة الضحايا.

وأبرز أن المعدات المحجوزة، مثل أجهزة القياس الإلكترونية، آلات التلحيم، والميزان الإلكتروني، كانت تُستخدم لتحضير الخلائط المتفجرة بدقة متناهية، مما يشير إلى مستوى متقدم من التخطيط والتنظيم لدى هذه الخلية الإرهابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • said
    منذ 6 أشهر

    لزال النظام الشياشي يلعب لعبة جورج بوش الابن من الافلام البورنو الى اكشن كما قال زكرياء مومني شيء ما يطبخ في الخفاء