مجتمع

الأمطار تزيل “غم” الكسابة وسط توقعات بانتعاش الزراعات الربيعية بجهة البيضاء

أعادت التساقطات المطرية التي استمرت لأكثر من أسبوع في مختلف أرجاء العاصمة الاقتصادية والمناطق المجاورة لها، الفرحة  إلى نفوس مربي المواشي بجهة الدار البيضاء – سطات، بعد أن خلف قرار إلغاء عيد الأضحى المبارك،  شيئا من الغضب والحزن في صفوف “الكسابة”.

وأكدت مصادر مهنية، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “الأمطار الأخيرة أنعشت الأراضي الفلاحية بجهة الدار البيضاء – سطات، مما أعاد الأمل إلى الكسابة بعد قرار إلغاء شعيرة النحر لهذا العام ، وهو ما دفع مجموعة من المهنيين إلى بيع قطعانهم للمجازر”.

وأضافت المصادر نفسها أن “هذه الأمطار ستساعد الكسابة في مختلف مناطق الجهة، سواء في سطات أو برشيد أو مديونة أو النواصر أو غيرها من المناطق الفلاحية، على الاستفادة من الكلأ الطبيعي، وهو أمر مهم بالنسبة للمربين الذين اعتبروا أنفسهم متضررين من قرار الإلغاء”.

وأوضحت المصادر أن “التساقطات المطرية كانت رحمة للمشتغلين في مجال تربية المواشي، إذ من المنتظر أن تساهم في خفض أثمان الأعلاف، كما ستسهل عملية التسمين التي بدأت في العديد من الضيعات استعدادا لعيد الأضحى الملغى”.

وفي هذا السياق، قال عبد الحق البوتشيشي، مستشار فلاحي معتمد من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إن “التساقطات المطرية التي شهدتها المملكة المغربية كانت مهمة من حيث الكمية والتوقيت، حيث ساهمت في إنعاش حقينة السدود وإغناء الفرشة المائية”، مضيفا: “هذه الأمطار ستساعد على ازدهار القطاع الفلاحي، وخاصة مجال تربية المواشي”.

وأضاف البوتشيشي، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “هذه الأمطار أعادت الأمل إلى الكسابة بعد قرار إلغاء عيد الأضحى، إذ وفرت نسبة مهمة من الكلأ الطبيعي، مما سيساعد في تربية المواشي والحفاظ على التوازن لدى مربي الأغنام والأبقار على وجه الخصوص”.

وتابع أن “الأمطار ساهمت في تراجع أسعار الأعلاف، وأبرزها “النخالة”، في انتظار انخفاض باقي المواد خلال الأيام المقبلة”، مشيرا إلى أن “عملية الرعي ستستمر مع هذه التساقطات المطرية حتى شهر يوليوز المقبل”.

وأشار المستشار الفلاحي إلى أن “التساقطات المطرية سترفع أيضًا من مردودية الإنتاج لدى الكسابة، مما يشكل حافزا كبيرا لتطوير هذا القطاع الحيوي، الذي شهد تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف”.

من جهته، أوضح المدير الجهوي للفلاحة بجهة الدار البيضاء – سطات، احساين رحاوي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “رغم تأخر هذه التساقطات المطرية، فإن تأثيرها الإيجابي يبدو جليًا على المخزون المائي بالسدود والفرشات الجوفية، وكذا على مختلف القطاعات الفلاحية والرعوية، مما يعزز التوقعات بتحسن الموسم الفلاحي الحالي، الذي يبقى رهينًا بمزيد من الغيث لدعم الإنتاج الفلاحي خلال الأشهر المقبلة”.

وأضاف: “بفضل هذه الظروف الملائمة، سيُقبل عدد كبير من الفلاحين على تهيئة الأراضي استعدادًا للزراعات الربيعية، مثل زراعة الذرة والحمص، مع توقع توسع المساحات المزروعة لتعويض الحبوب التي تأثرت بالجفاف في بعض المناطق بالجهة”.

وتابع: “ستساعد هذه التساقطات أيضًا في تحسين نمو الزراعات الربيعية، من خلال زيادة الكتلة الحيوية وتقليل تكاليف السقي بالتنقيط مؤقتًا، مما سيساهم في تخفيف الضغط على مياه الآبار المستعملة لهذه المزروعات. كما أن تحسن إنتاج الخضروات والمحاصيل الربيعية قد ينعكس إيجابيًا على أسعارها في الأسواق المحلية”.

وختم بالقول: “أدت هذه التساقطات المطرية المهمة إلى انتعاش المراعي، بفضل استعادة الغطاء النباتي لحيويته، مما سيساهم في توفير الكلأ وتخفيف الأعباء المالية عن الفلاحين من خلال تقليص تكلفة الأعلاف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *