
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن إطلاق النسخة الجديدة من البوابة الوطنية “Maroc.ma”، وهي منصة رقمية متطورة تهدف إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات الرسمية، وتقديم خدمات موجهة للمواطنين والمقيمين الأجانب والشركات، بالإضافة إلى زوار المملكة المغربية.
تعتمد النسخة الجديدة من “Maroc.ma” على محتوى غني يعزز الهوية المغربية من خلال تقديم معلومات دقيقة حول الرموز الوطنية، والتاريخ المغربي، والتراث الثقافي، والمشاريع الاستراتيجية التي تشهدها المملكة، بالإضافة إلى أن البوابة تتناول الإصلاحات الكبرى، والمبادرات الحكومية، والأخبار الوطنية والدولية، إضافة إلى عرض تاريخ الأحزاب السياسية المغربية، ما يجعلها مرجعًا رقميًا متكاملاً للمعلومات الرسمية.
في إطار تحديث شامل، تم إعادة تصميم البوابة الوطنية لتوفير تجربة تصفح سهلة وأكثر تطورا، من خلال واجهة حديثة تتيح للمستخدمين الوصول إلى المعلومات بسرعة وسلاسة، كما تم دمج نظام “ChatBot” ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يعمل كمساعد افتراضي لتقديم الإجابات الفورية وتوجيه المستخدمين داخل المنصة، مما يعزز من كفاءة استخدام البوابة وتوفير تجربة رقمية تفاعلية.
في هذا السياق، أكدت نسرين السويسي، مديرة مديرية تنمية صناعة الألعاب الإلكترونية ونظم المعلومات بقطاع التواصل، أن هذه المنصة الإلكترونية تمتد مسيرتها لأكثر من 20 سنة، حيث يتم تمويلها من طرف الوزارة منذ عام 2005، ويأتي هذا التحديث في إطار مواكبة التطورات التكنولوجية وتحيين المحتوى الرقمي ليواكب احتياجات المستخدمين الجدد، من خلال تحسين الجوانب التقنية وتوفير محتوى أكثر شمولية ودقة.
في تصريح لـ”العمق المغربي”، أوضحت السويسي، أن النسخة الجديدة من البوابة الوطنية ستضع الثقافة المغربية في صلب اهتماماتها، عبر تقديم محتوى غني يبرز التراث الوطني، سواء تعلق الأمر بالمواقع الأثرية أو التراث اللامادي، كما سيتم دعم هذا المحتوى عبر كبسولات رقمية تقدم المعلومات بطريقة سلسة ومبسطة، تستهدف بالأساس الشباب والأجانب، خاصة أن البوابة ستتوفر بخمس لغات لضمان انتشار أوسع لهذا الإرث الثقافي.
وأضافت أن النسخة الجديدة ستعزز كذلك البعد التاريخي للبوابة، بعدما تبين أن منصة “ويكيبيديا” أصبحت المصدر الأساسي للعديد من المعلومات التاريخية حول المغرب، مسجلة أن الأمر استدعى تدخلا رسميا لإثراء المحتوى التاريخي للبوابة الوطنية بمعلومات دقيقة وموثوقة، بالشراكة مع المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، باعتبار البوابة مصدرا رسميا للمعلومات الموثوقة التي يعتمد عليها المواطنون والباحثون.
وفي إطار التوجه نحو التحول الرقمي، أكدت المتحدثة أن البوابة الجديدة ستوفر مجموعة من الخدمات الرقمية المتطورة، التي تستهدف جميع فئات المواطنين، سواء المغاربة بمختلف شرائحهم أو الأجانب المقيمين في المملكة، كما ستتجاوز الخدمات الرقمية نطاق وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لتشمل كافة القطاعات الحكومية، بما في ذلك وزارة العدل ووزارة المالية، مما يعزز دور البوابة كمنصة وطنية شاملة للخدمات الرقمية.
وأشارت السويسي إلى أن النسخة الجديدة ستقدم أيضا محتوى يعزز رموز المملكة المغربية، حيث سيتم توفير خريطة رسمية للمملكة بجودة عالية قابلة للتحميل، إضافة إلى نشر العلم الوطني والنشيد الوطني بطريقة متميزة عبر قنوات رسمية، لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الرموز السيادية في الفضاء الرقمي.
وفي سياق تعزيز الإدماج الرقمي، أوضحت المتحدثة أن البوابة أخذت بعين الاعتبار مختلف الفئات المجتمعية، بما في ذلك الأشخاص غير القادرين على القراءة، حيث سيتم توفير خيار الاستماع إلى المحتوى لضمان وصول المعلومات إلى جميع فئات المجتمع، بغض النظر عن مستواهم التعليمي.
ولتوسيع نطاق الاستفادة، أكدت أن المعلومات والخدمات الرقمية التي توفرها البوابة ستكون متاحة عبر عدة قنوات، تشمل الموقع الإلكتروني الرسمي، وتطبيق الهاتف الذكي، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، مما يتيح للمواطنين الوصول إلى المعلومات بسهولة ومن أي مكان.
ويأتي تحديث البوابة الوطنية للمملكة المغربية في سياق رؤية استراتيجية تستهدف تعزيز الهوية الثقافية والتاريخية للمملكة، وتقديم خدمات حكومية رقمية متكاملة، بما يتماشى مع التحول الرقمي الذي تشهده مختلف القطاعات، ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية في المشهد الرقمي المغربي، إذ يضع التكنولوجيا في خدمة الثقافة، التاريخ، والخدمات العمومية، لضمان تجربة رقمية متكاملة تخدم المواطن المغربي والمقيمين على حد سواء.
اترك تعليقاً