سياسة

الخط.. هشتاغ أطلقه شباب بـ”البيجيدي” ضد ترشح الوجوه القديمة

أطلق خلال الأيام الماضية شباب بحزب العدالة والتنمية، وسما على فيسبوك تحت اسم “#الخط”، من أجل حث قيادة الحزب على عدم تزكية الوجوه التي قضت أكثر من ولاية، في الانتخابات التشريعية المقبلة، والتي سيعرفها المغرب خلال الـ 7 من أكتوبر المقبل.

ويرى المدافعون عن هذا الرأي أن التجديد لبعض الوجوه التي قضت ولايتين في البرلمان لا يختلف في شيء عن “التحكم الخارجي” بحسب تعبير أحد المشاركين في “الهاشتاغ”، مشيرا أن “التحكم الداخلي أخطر بكثير من التحكم الخارجي والتحكم البئيس”.

وفي هذا الصدد اعتبر هشام لحرش أن “الترشح لأكثر من ولايتين اثنين كان أمرا استثنائيا داخل حزب العدالة والتنمية … غير المسوغات والتبريرات التي أصبح يسوقها البعض دفاعا عن مبدأ الترشح لأكثر من ولايتين يجعلنا نخاف أن يتحول الاستثناء إلى قاعدة؛ ساعتها لن يصبح الحزب استثناء في هذا المجال، بل حزبا كباقي الأحزاب يخضع لنفس القاعدة التي تسري على باقي الأحزاب في هذا المجال”.

واعتبر رشيد بريمة، صاحب مبادرة هاشتاغ “الخط”، أن “شباب العدالة والتنمية قوة في النقد والانتقاد وقوة في التواجد في الميدان، يدافعون عن القيم بمبدئية و يتواجدون في الميدان بنضالية”، مشيرا إلى أنهم يبدعون في رسم ملامح حزب قوي يستحق ثقة الشعب يرفضون أن يتسلل بينهم مرتزقة المناصب و طلاب المواقع، وفق تعبيره.

وأضاف في تدوينته على فيسبوك، أن تفاعلهم في مواقع التواصل الاجتماعي ينم عن غيرة وحرقة على الحزب والوطن، حسب رأيه.

وأشار عمر يونسي أن “#الخط هو نداء الضمير وإحياء المتعاقد عليه داخل التنظيم والتذكير بالسير في خط المسير”، مضيفا أن “#الخط هو الخيط الناظم وموطن تناقح الأفكار”، وهو الأمر الذي نبه إليه أيضا الكاتب الجهوي لشبيبة البيجيدي بجهة سوس، حيث اعتبر أن “الخصم الأول لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة هو حزب العدالة والتنمية”.

واعتبر حريش أن “القليل من نكران الذات ورص الصف الداخلي والتغلب على أهواء النفس ونزواتها سيبقى الحزب في المقدمة”، مشددا على أن “التحكم وخيار مواجهته لم يعد شأنا خاصا بأنباء الحزب بل إنه خيار كل القوى الحية بالمجتمع”، مشيرا أن “من يذكرون بالخط لا يمارسون أستاذية على الآخرين ولايتهمونهم بالانحراف عن الخط إنما يذكرون أنفسهم أولا والآخرين ثانيا”.

وأضاف أن “من ينتقدون الحملة ليس بالضرورة لأنهم يشعرون أن أصابع الاتهام موجهة إليهم وإنما لأنهم يرون أن هذه الأمراض ليست إلا نتوءات واستثناءات لا تستحق كل هذا اللغط”، مشيرا أن “الجميل في النقاش أنه شبابي مئة في المئة ويؤكد أن الشباب ضمير هذا الحزب”، مشددا على أن #الخط ليس تيارا بل صرخة ضمير يقول أنا هاهنا.

وفي السياق ذاته اعتبر عضو آخر يدعى عبد الله خياري أن “أصحاب #الخط كاسحات ألغام من أن يستمر النضال وهم #خط الدفاع الأول ضد كل محاولات التحكم والنمطية الداخلية”، فيما أشار عضو يدعى محمد لعفيلي أن #الخط هو استجابة ذاتية لنداء العقل بعيدا عن التجييش والاستخدام ضد ممارسات دخيلة على تنظيماتنا ومتعارضة مع مبادئنا التي تأسست عليها الفكرة والمشروع”، معتبرا أن “#الخط هو جدار الصد الأخير أمام تهافت المتهافتين وشهوة الطامعين”.

وعبر أكثر من عضو من الحزب عن تخوفه من أن يتحول أصحاب الخط إلى متهمين بالخيانة، فيما اعتبرت إيمان يعقوبي أن “#الخط لا يحدده شخص أو تؤسس له طائفة في التنظيم، لأنه بمجرد أن تولد الطائفة داخليا، وتبدأ بممارسة الوصاية فيجب أن نبدأ بقراءة الفاتحة”، مشيرة أن “الخط ترسمه المبادئ التي نخرجها على شكل مساطر، وطالما تحترم المساطر فلا حق لأحد في الاحتجاج”.

من جهته اعتبر حسن حمورو أن “أصحاب هاشتاغ #الخط حتى وإن خلصت نيات الكثيرين منهم، فإن منطلقات نقاشاتهم خاطئة وفيها الكثير من التعميم ومن التعالي غير المحمود ومن الوصاية المرفوضة”، مشيرا أنه “على الرغم من كل الاختلالات الفكرية والقيمية والأعطاب التنظيمية ما يزال حزب العدالة والتنمية بخير وما يزال في أوج عنفوانه”.

وشدد حمورو على أن “المعركة التي ينبغي أن تتوحد عليها الجهود هي مواصلة المساهمة في إنقاذ الوطن وإنقاذ الدولة بكل مؤسساتها السيادية من خطر الاختناق وخطر الاختطاف وذلك بتثبيت الاختيار الديمقراطي والحرص على تمثله داخليا أولا بتجرد لكن باستيعاب لمتطلبات المرحلة”.

وفي السياق ذاته، دعا عضو آخر إلى دراسة تجربة حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات السابقة، حيث لما طبق مبدأ الولايتين اضطر للدخول للانتخابات بوجوه جديدة وهو ما لم يمكن الحزب من الأغلبية المطلقة وعجز عن تشكيل حكومة”، مشيرا أن حزب العدالة والتنمية التركي “ووعيا بهذا الخطأ اضطر إلى الدعوة لانتخابات أخرى بعدما قام بتعديل القانون الأساسي للحزب يمكن أكثر من ولايتين، وبهذا حصل على الأغلبية مستفيدا من المنتخبين ذوو القوة الانتخابية”.