خارج الحدود

زيارة وزير الخارجية المصري لـ”إسرائيل” بين الترحيب والانتقاد

تزامنا مع زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لـ”إسرائيل” تباينت ردود الأفعال بين مرحب لهذه الزيارة، باعتبار أن الزيارة تأتي في إطار تنشيط لعملية السلام في المنطقة، ومنتقدين لها اعتبروا الزيارة تطبيعا للعلاقات بين القاهرة وتل أبيب واتهم بعضهم شكري بالعمالة و”التصهين” والخيانة للقضية الفلسطينية.

وعلى خلفية الزيارة علق الكاتب والصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلا: “وزير خارجية السيسي في تل أبيب اليوم للقاء نتنياهو. السبب المعلن مفاوضات السلام. أي مفاوضات وهم يعجزون عن إقناعه بوقف الاستيطان؟”، مضيفا أن زيارة شكري لتل أبيب محطة لإطلاق عملية تفاوض، يعلم الجميع أنها لن تفضي إلى شيء سوى إطلاق موجة تطبيع عربي مع الصهاينة.

ولا يستبعد الزعاترة أن تكون قضية سد النهضة والحوار مع إثيوبيا جزءا من لقاء سامح شكري مع نتنياهو بعد زيارة الأخير لأديس أبابا، معتبرا أنه لن يكون بوسع السيسي ترويج التطبيع مع “إسرائيل” بمواجهة إيران، على حد تعبيره.

وقال المتحدث ذاته، أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو” يطوف بدول حوض النيل، ويعلن استمرار الاستيطان، ويرفض مبادرة فرنسا، ويرد على خطاب دافئ للسيسي بتعيين ليبرمان، فيُكافأ بزيارة شكري”.

من جهته، رحب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بزيارة سامح شكري، حيث  نقلت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن نتنياهو قوله صباح اليوم: “يسرني أن أحيطكم علما أن وزير الخارجية المصري سامح شكرى سيصل إسرائيل اليوم وسألتقي معه بعد ظهر اليوم، مضيفا أن “وزير الخارجية المصري يزور تل أبيب بتعليمات من الرئيس المصري ونحن نرحب به”.

ويتوجه وزير الخارجية سامح شكري، صباح اليوم، إلى “إسرائيل” في زيارة مهمة تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، وكذلك الإعداد لزيارة ممكنة لنتنياهو للقاهرة.

وأفاد المستشار احمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، أن زيارة شكري إلى “إسرائيل” تأتي في ظرفية مهمة، بعد دعوة عبد الفتاح السيسي للجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي” بأهمية التوصل إلى “حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن ل”إسرائيل”.

يذكر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى، كان ثاني مسؤول يزور القدس المحتلة بعد الزيارة الشهيرة للرئيس الراحل أنور السادات، سنة 1994 بصفته وزير الخارجية وقتها، ورفض حينها زيارة متحف جرائم النازية بدعوى أن برنامج الزيارة الذي وضعته “إسرائيل” لا يروقه.

ولم يكن عمرو موسى الوزير الأخير الذي زار “إسرائيل”، حيث سبق وأن زارها وزير الإعلام صفوت الشريف، ورئيس الوزراء السابق مصطفى خليل، حيث اصطحبهما الرئيس المخلوع حسني مبارك للمشاركة في جنازة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إسحق رابين، الذي توفي في 4 نونبر 1995.