سياسة

“دي ميستورا” يراهن على الأشهر المقبلة لحل نزاع الصحراء و”المينورسو” تدين البوليساريو

قدم ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، مساء أمس، تقريرا حول الوضع في الصحراء أمام مجلس الأمن، خلال جلسة مغلقة، مؤكدا أن المبعوث الأممي أن “الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون فرصة لتحقيق تهدئة إقليمية، ومن جهة أخرى، وضع خارطة طريق مُعزَّزة نحو حل نزاع الصحراء”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

في سياق متصل، شكك رئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو، ضمن إحاطته أيضا خلال هذا الاجتماع، في جدية الأطروحة التي تروج لها جبهة البوليساريو حول وجود “حرب” في المنطقة منذ أربع سنوات، مؤكدا عدم قدرتها على تغيير الوضع القائم ميدانيا بالوسائل العسكرية، في مقابل إشادته بالتزام المغرب بضبط النفس وتعاونه الفعّال مع البعثة الأممية.

وقال إيفانكو، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إن “جبهة البوليساريو لا تبدو قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بالقوات المسلحة الملكية، ولا على تغيير الوضع القائم بالوسائل العسكرية”، مضيفا أنها “لا تزال ترفض نداءاتي المتكررة لوقف الأعمال العدائية”.

وفي سياق متصل، كشف الدبلوماسي الروسي أن القوات المسلحة الملكية المغربية قبلت بمقترح الهدنة الذي تقدم به خلال شهر رمضان، مع احتفاظها بحق الرد على أي هجوم، في حين لم تُبدِ جبهة البوليساريو أي تجاوب مع المقترح.

وأشاد إيفانكو بما وصفه بـ”التعاون الوثيق” للقوات المسلحة الملكية مع بعثة المينورسو، مشيرا إلى “الزيارات المنتظمة لقائد القوة إلى قيادة القوات المسلحة الملكية بأكادير، والدوريات البرية والطلعات الجوية التي تتم بشكل منتظم، مع احترام حرية تنقل البعثة”. وأضاف أن القوات المغربية “تكرر باستمرار التزامها بوقف إطلاق النار والاتفاقات ذات الصلة، مع تأكيدها على حقها المشروع في الدفاع عن النفس”.

من جهة أخرى، عبّر إيفانكو عن قلقه من استمرار جبهة البوليساريو في تقييد حركة المراقبين التابعين للمينورسو، قائلا إن “الدوريات البرية لا تزال محصورة في ممرات لا تتجاوز 20 كيلومترا حول قواعد العمليات، ولا يُسمح بأي طلعات استطلاعية بالمروحيات”.

كما أشار إلى أن “قائد القوة لا يزال غير قادر على لقاء القادة العسكريين للبوليساريو شخصيا في منطقة الرابوني، ما يحد بشكل كبير من قدرة البعثة على مراقبة الوضع الميداني”.

وخلال إحاطته، تطرق رئيس بعثة المينورسو إلى مشروع الطريق الذي يشيده المغرب لربط مدينة السمارة بموريتانيا، موضحا أن “البعثة رصدت أشغال بناء طريق معبد يمتد على مسافة 93 كيلومترا، يربط السمارة ببوابة الجدار الرملي في منطقة أمگالة المؤدية إلى موريتانيا”، مضيفًا أن الطريق “صالح لحركة المركبات والمعدات العسكرية الثقيلة، مما يعزز من الفعالية العملياتية للقوات المسلحة الملكية”.

وأكد إيفانكو أن القوات المغربية أبلغت قائد القوة بأن المشروع لا يرتبط بمهام بعثة المينورسو، وإنما يندرج ضمن برنامج أشمل لتوسيع شبكة البنية التحتية بالمنطقة.

من جهته، نبه رئيس مينورسو إلى التحديات المالية التي تواجهها بعثة المينورسو، مشيرا إلى أن التأخر أو النقص في سداد مساهمات الدول الأعضاء دفعه إلى اتخاذ “تدابير صارمة” أثّرت بشكل مباشر على أداء البعثة.

وقال المتحدث: “اضطررتُ، منتصف شهر مارس، إلى تقليص عدد الدوريات البرية بشكل كبير شرق وغرب الجدار الرملي، وإلغاء جميع طلعات الاستطلاع بالمروحيات غرب الجدار، إلى جانب تأجيل عمليات تعويض المراقبين العسكريين المغادرين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *