المغرب العميق، مجتمع

اختبارات الابتدائي.. فجوات زمنية تحاصر أطفال العالم القروي في مراكز الامتحان

مع اقتراب موعد الامتحانات الإشهادية لنيل شهادة التعليم الابتدائي، المقررة يومي 23 24 يونيو الجاري، تتزايد التساؤلات بين المتتبعين للشأن التعليمي بالمغرب حول طريقة برمجة هذه الامتحانات وتوزيع المواد على مدار اليومين، والتي يعتبرها البعض لا تراعي بشكل كافٍ ظروف شريحة مهمة من التلاميذ، خصوصا القاطنين بالمناطق القروية والذين يتابعون دراستهم في الفرعيات المدرسية.

ويشير عدد من المهتمين بالشأن التعليمي إلى أن الإشكالية الرئيسية تكمن في وجود “فجوات زمنية” طويلة بين الحصة الصباحية والحصة المسائية في جدول الامتحانات، كما يظهر في وثائق البرمجة التي وضعتها الوزارة في المذكرة المنظمة رقم 25-005 في شأن مواعد ومواقيت إجراء الامتحانات الإشهادية للسنة الدراسية 2024-2025. فبعد الانتهاء من المادة الأولى في الصباح من الساعة 8:30 إلى 10:00 صباحا، يضطر التلاميذ للانتظار لساعات طويلة، تصل إلى الساعة الثالثة بعد الزوال، لاجتياز المادة الموالية.

ويشكل هذا التوزيع الزمني عبئا كبيرا على تلاميذ العالم القروي تحديدا، والذين يتابعون دراستهم في مدارس فرعية ويتحتم عليهم الانتقال إلى “الوحدات المركزية” لاجتياز الامتحان. وتبعد هذه الوحدات غالبا عن مقر سكناهم بمسافات تتجاوز الـ 10 كيلومترات في كثير من الحالات، عبر مسالك وعرة، مما يعني غياب إمكانية العودة إلى منازلهم خلال فترة الانتظار بين الامتحانين، ويجبرون على قضاء يوم كامل في مركز الامتحان.

ويتساءل المتتبعون عن الظروف التي يقضي فيها هؤلاء التلاميذ هذه الساعات الطويلة، خصوصا مع حلول فصل الصيف وما يصاحبه من حرارة مفرطة، حيث غالبا ما تفتقر مراكز الامتحان في هذه المناطق إلى مرافق ملائمة تقي التلاميذ من حرارة الشمس أو توفر لهم أماكن مريحة للانتظار. كما تطرح مسألة توفير احتياجاتهم الأساسية، مثل مياه الشرب وتغذية بسيطة، في ظل غياب ميزانيات مخصصة لمثل هذه الأمور خلال أيام الامتحانات الإشهادية.

واعتبر متتبعون أن هذه البرمجة تعكس انفصالا عن واقع معيش هذه الشريحة من التلاميذ وظروف تنقلهم، مشيرين إلى أن من يضع هذه البرمجة ربما لا يستحضر صعوبة الوصول إلى مراكز الامتحان أو قسوة الظروف التي يعيشها أطفال العالم القروي مقارنة بنظرائهم في المدن، مما يضع التلاميذ أمام معاناة إضافية تتجاوز رهبة الامتحان نفسه.

وفي ظل هذه التساؤلات، يطالب عدد من المتدخلين في الشأن التعليمي بإعادة النظر في برمجة الامتحانات الإشهادية، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الجغرافية والاجتماعية لجميع التلاميذ، لضمان تكافؤ الفرص وتخفيف العبء عن أطفال المناطق القروية.

وفي السياق ذاته، أشار نورالدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب في تصريح لجريدة “العمق” إلى “تنسيق” بين الفيدرالية والمؤسسات التعليمية والوزارة الوصية في هذا الإذار، وأوضح أنه سيتم “احتضان” تلاميذ العالم القروي، والذين يدرسون في مدارس فرعية، داخل مكان مخصص في مركز الامتحان خلال فترة الانتظار بين المواد.

وأوضح عكوري أن عملية الاحتضان هذه ستشمل توفير احتياجات التلاميذ الأساسية خلال تلك الساعات الطويلة، مثل تقديم وجبة خفيفة. وأكد أن مسؤولية توفير هذه الإمكانيات تقع على عاتق “جمعيات الآباء والمؤسسة” التعليمية المعنية.

وأبدى عكوري تفاؤله بأن هذه المسألة “لن تطرح مشكلا”، مؤكدا أنه تم التخطيط لكل شيء في إطار هذا التنسيق. واعتبر أن عملية احتضان التلاميذ وتوفير ظروف مناسبة لانتظارهم هي عملية “لا تُناقش”، لما لها من أهمية بالغة، لا سيما بالنسبة للأطفال القادمين من مسافات بعيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ شهر واحد

    السيد رئيس الفدرالية المؤسسة ليست مسؤولة عن الاطعام الا في اطار ماھو قانوني.الاطعام المدرسي صفقة يتداخل فيھا المالي والقانوني والصحي .سلام عليكم.الامتحان يجب ان يمر في يوم واحد تتخللھ استراحة لمدة ساعتين

  • غير معروف
    منذ شهر واحد

    حتى برمجة امتحانات الابتدائي في هذا التاريخ فيه استهتار بالأطفال الذين سيضطرون لاجتياز الامتحانات في حرارة مفرطة وظروف جد صعبة بعد سنة طويلة كون الابتدائي أول من يبدأ السنة الدراسية فعليا مطلع شتنبر وآخر من ينهيها (28يونيو)

  • حم
    منذ شهر واحد

    هؤلاء زعماء جمعيات الاباء فيهم غير الهدرة وجمع أموال التلاميذ واوليائهم فقط اما واقع التلاميذ فهو مزري لا أماكن تقيهم من حر الشمس ولا تغدية ولا راحة جسدية ونفسية وزارة التربية جمعيات ما يسمى الابا في واد وحالة التلاميذ في واد آخر.... كلام في كلام لدر الرماد في عيون الشعب...