مشاهير يقودون حملة “كلنا البشير”.. وغضب شعبي يطالب بالإعدام لمغتصبي الأطفال

تصدر هاشتاغ “كلنا البشير” منصات التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الساعات الماضية، وذلك عقب جريمة الاغتصاب البشعة التي راح ضحيتها الطفل البشير البالغ من العمر 13 سنة، بعد أن استدرجه مجموعة من الأشخاص أثناء فعاليات موسم مولاي عبد الله، لتتعالى أصوات الغضب الشعبي مطالبة بإنزال أقصى العقوبات على الجناة.
الجريمة التي وُصفت بـ”المروعة” خلفت صدمة عميقة في الأوساط المغربية، إذ اعتبرها كثيرون دليلا جديدا على تفاقم ظاهرة الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال وضرورة التصدي لها بحزم أكبر.
وتفاعل آلاف النشطاء الإلكترونين مع القضية، حيث عبروا عن رفضهم لما وصفوه بـ”تساهل القوانين الحالية”، والتي لا تتجاوز عقوباتها في حالات الاغتصاب الجنائي خمس عشرة سنة سجنا، وترتفع إلى عشرين سنة فقط في بعض الظروف المشددة.
ويرى عدد كبير من النشطاء المغاربة أن هذه العقوبات غير رادعة، مطالبين بإعادة النظر في التشريعات الجنائية الخاصة بجرائم الاغتصاب، حيث تنوعت الدعوات بين المطالبة بتطبيق الإعدام، أو السجن المؤبد، أو حتى الإخصاء الجراحي، كوسيلة لردع “المنحرفين والمرضى النفسيين الذين يشكلون خطرا على الأطفال والنساء”.
ولم تقتصر حملة التضامن على النشطاء ورواد العالم الافتراضي، بل انخرط فيها فنانون ومشاهير من مجالات مختلفة، عبر منشورات مؤثرة أعادت إحياء النقاش حول ضرورة حماية الطفولة.
ونشرت المغنية منال بنشليخة صورة للطفل البشير عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” وأرفقتها بتعليق جاء فيه: “كلنا الطفل البشير، لا لاغتصاب الطفولة، رجاء لا تنسوه، يجب معاقبة المجرم بأقصى العقوبات”.
من جهتها اعتبرت الممثلة صفاء حبيركو، في منشور لها عبر “انستغرام” أن قضية البشير “ليست حدثا عابرا بل قضية رأي عام”، قائلة: “اليوم جات فالبشير وسكتي، غدا تجي فيك وغاتلقا كلشي ساكت، صوت البشير وكرامتو أمانة في عنق المغاربة كاملين”.
وتحت شعار “الإعدام هو الحل” عبر المنشط الإذاعي رشيد الإدريسي عن استيائه من جريمة اغتصاب طفل موسم مولاي عبد الله واصفا مرتكبيها بـ”الوحوش الآدمية”، ومعتبرة الحادث انعكاس لمجموعة من الممارسات السيئة التي تقوم بها مجموعات بشكل يومي في المجتمع مثل الكذب والاحتيال وشهادة الزور”.
والتحق بحملة “كلنا البشير” فنانون ومشاهير آخرون، بينهم الممثل هشام بهلول ونبيل عاطف، والممثلات رباب كويد، فرح الفاسي، لبنى شكلاط، نادية آيت وندى هداوي والكوميدي أسامة رمزي، بالإضافة إلى المؤثرات مريم أصواب ونهيلة باربي.
وأعاد التفاعل الشعبي العارم مع القضية فتح ملف حماية الأطفال في المغرب، حيث شدد كثير من المدونين على أن “السكوت عن هذه الجريمة يعني قبولا ضمنيا باستمرارها”. فيما رأى آخرون أن ضعف الردع القانوني يشجع المعتدين على تكرار جرائمهم.
وحذرت جمعيات حقوقية من خطورة تنامي جرائم العنف الجنسي ضد القاصرين، معتبرة أن هذه الظاهرة تهدد استقرار المجتمع وأمن أطفاله.
وطالبت الجمعيات الحكومة والبرلمان بالتسريع في مراجعة القوانين الجنائية ورفع العقوبات إلى مستويات أشد صرامة، بما يضمن حماية أكبر للطفولة ويحقق الردع العام.
واهتزت مدينة الجديدة، السبت الماضي، على وقع جريمة بشعة تمثلت في اغتصاب جماعي لطفل قاصر لا يتجاوز عمره 13 سنة، وذلك خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار.
وذكرت مصادر مطلعة لجريدة “العمق” أن الطفل الضحية، الذي ينحدر من مدينة اليوسفية، كان قد قدم إلى الموسم رفقة أحد أصدقائه قبل أن يتعرض للاعتداء من قبل مجموعة مكونة من 14 شخصا.
وحسب المصادر ذاتها، فقد تناوب الجناة، الذين ينحدرون من مدن اليوسفية، وسيدي بنور، وسيدي أحمد، على اغتصاب الطفل الذي يعيش ظروفا اجتماعية صعبة، حيث أنه يتيم الأب ووالدته تعاني من مرض نفسي.
وأصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة تعليماته بوضع شخص راشد تحت تدبير الحراسة النظرية، للاشتباه في ضلوعه في الاعتداء الجنسي الجماعي على طفل قاصر خلال موسم مولاي عبد الله أمغار. كما تم تحديد هويات مشتبه فيهم آخرين ما تزال الأبحاث جارية بخصوصهم.
وفي السياق ذاته، فتحت النيابة العامة بحثا قضائيا موسعا حول واقعة الاعتداء، حيث خضع الطفل الضحية، البالغ من العمر 13 سنة، لخبرة طبية شرعية الاثنين الماضي، كما جرى الاستماع إلى أقواله بحضور والدته، في وقت تتواصل فيه التحقيقات الأمنية لتعقب باقي المتورطين وتقديمهم أمام العدالة.
اترك تعليقاً