أدب وفنون

نائلة التازي: “كناوة” مشروع وطني برؤية فلسفية وإنسانية يساهم في النمو الاقتصادي للصويرة

انطلقت مساء الخميس بمدينة الصويرة فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان “كناوة وموسيقى العالم” التي تنظم في الفترة ما بين 19 و21 يونيو الجاري بمشاركة أزيد من 350 فناناً، بينهم 40 معلماً كناوياً، يقدمون 54 حفلاً موسيقياً على مدار الأيام الثلاثة المكثفة.

وجاب “كرنفال” متكون من مجموعة من الفرقة الكناوية أزقة المدينة العتيقة في لوحة استعراضية تكشف تنوع وغنى الموروث الثقافي الشعبي المغربي بحضور جمهور الفن الكناوي الذي حج من العديد من المدن المغربية، إضافة إلى أجانب من دول أفريقية وأوروبية.

وحضر حفل الافتتاح العديد من الشخصيات الهامة أبرزهم مستشار الملك ومؤسس جمعية الصويرة موكادور أندري أزولاي، ومديرة ومنتجة مهرجان كناوة نائلة التازي، ووالي جهة مراكش أسفي، إضافة إلى مجموعة من اشخصيات الثقافية والفنية.

وفي هذا الصدد، قال مديرة مهرجان “كناوة” نائلة التازي، إن الأخير كان قبل 28 عاما حلما ولازال كذلك اليوم بسبب الطموح الذي لازال القائمون عليه يرفعونه كل مرة، منها ضمان استمراره لسنوات عديدة ومحافظته على المستوى العالي الذي وصل إليه والشهرة التي اكتسبها على الصعيد العالمي بوجودها أو بدونه لأنه تراث لجميع المغاربة، وفق تعبيرها.

وأضافت نائلة التازي في تصريح لـ”العمق”، أن مهرجان “كناوة” خلق ديناميكية على مستوى الصناعة الثقافية والإبداعية بالمغرب وساهم في النمو الاقتصادي وخلق فرص الشغل للشباب في مدينة الرياح، مشيرة إلى أنه استقطب على مدار سنوات ميلاده أجيال جديدة وجمهور يتضاعف كل سنة أكثر من الأخرى.

وعبرت ذات المتحدثة عن فخرها بتصنيف الفن الكناوي في قائمة التراث اللامادي في اليونيسكو، متمنية أن يكون ذلك دافعا قويا للأشخاص الذين يرغبون في العمل في هذا القطاع وأن تبقى كناوة مراسلة فنية عميقة تبرز أن المغرب أرض أمان وسلام وتسامح، حسب تعبيرها.

وشددت نائلة التازي، على أن مهرجان “كناوة” ليس مجرد تظاهرة فنية أو مناسبة احتفالية موسمية بل هو مشروع ثقافي وطني يحمل رؤية فلسفية وإنسانية عميقة تؤمن بأن الثقافة رافعة إستراتيجية للوحدة الوطنية وأداة فاعلة للدبلوماسية الثقافية المغربية.

يشار إلى أن مهرجان “كناوة” سيمتع الجمهور بحفلات مزج غير مسبوقة وساحرة على غرار السنوات الماضية التي شهدت لقاءات مميزة جمعت بين المعلمين الكناويين وعمالقة موسيقى الجاز وموسيقى العالم مثل بات ميثيني، وجو زاوينول، وماركوس ميلر، وأووموسانغاري، وساليف كيتا ويوسو ندور.

والتقى خلال حفل الافتتاح المعلم حميد القصري، الذي يعد أحد أبرز رموز الفن الكناوي، بالقوة الإيقاعية لفرقة «باكالاما» السنغالية، التي تعد إحدى أبرز المرجعيات في رقصات وإيقاعات غرب إفريقيا، برفقة الصوتين المميزين لعبير العابد (المغرب) وكيا لوم (السنغال).

كما سيكون الجمهور وفق ذات المصدر، مع حفل مزج يجمع بين المعلم حسام كانية، ابن الأسطورة الراحل محمود كانية، الجيل الجديد من الفن الكناوي. وسيشاركه المنصة الموهبة الأمريكية ماركوس كيلمور أحد أكثر عازفي الدرامز ابتكاراً في الجاز المعاصر، إذ يقدّم تركيبة فريدة من الإبداع الإيقاعي والحداثة الأسلوبية. هذا اللقاء يعد بحوار حر وملهم بين عمق «الكنبري» وتعقيد مقامات الجاز.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *