وليد كبير: خطاب العرش رهان ملكي على الشعب الجزائري لتجاوز عقبة النظام

أكد المعارض والناشط الإعلامي الجزائري، وليد كبير، أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد، يمثل دعوة مباشرة وصريحة للشعب الجزائري، ويراهن بشكل واضح على المستقبل لتجاوز حالة الجمود التي تطبع العلاقات الثنائية، متجاوزا بذلك القيادة الحالية في الجزائر التي يعتبر أنها لا تملك النية الصادقة لفتح صفحة جديدة.
وأوضح كبير في تصريح أدلى به لجريدة “العمق”، أن دعوة العاهل المغربي ليست حدثا معزولا أو جديدا، بل هي استمرار لنهج “حكمة ملوك المغرب” وسياسة اليد الممدودة التي طالما انتهجتها المملكة تجاه جارتها الشرقية، والتي تعد عقيدة وفلسفة حكم راسخة لدى ملوك المغرب في تعاملهم مع الجزائريين.
وأضاف كبير أن الخطاب الملكي وجه كلامه بالدرجة الأولى للشعب الجزائري، وذلك لإدراك العاهل المغربي بأن المنظومة الحاكمة الحالية في الجزائر تفتقر للإرادة السياسية الحقيقية لإعادة النظر في العلاقات بين البلدين أو بعثها من جديد على أسس سليمة.
واعتبر أن تجديد الملك لدعوته، رغم الرفض المستمر من الجانب الرسمي الجزائري، هو بمثابة تسجيل موقف للتاريخ، وتأكيد على أن الرهان الحقيقي معقود على المستقبل وعلى الشعب الجزائري من أجل بناء علاقات طبيعية، وهو ما يجب التشبث به كأفق للتفاؤل بالرغم من كل “الهجمات التي يقوم بها هذا النظام منذ سنوات” والتي يسخر لها إعلامه وأموال الشعب الجزائري في “قضية خاسرة”.
وختم كبير تحليله بالتأكيد على أن جوهر الرسالة الملكية هو أن المستقبل سيكون للسلام والاستقرار في المنطقة، وأن أي تغيير إيجابي في العلاقات رهين بتبوؤ قيادة جزائرية جديدة تتحاور وتستجيب لنداءات إعادة بناء الجسور مع المغرب، مشيرا إلى أن الإعلام الرسمي الجزائري سيستمر على الأرجح في تجاهل هذه الدعوات الإيجابية والرد عليها “بالكلام التافه والفارغ”.
وكان الملك محمد السادس قد أكد على الموقف المغربي الثابت تجاه الجزائر، مجددا دعوته الصريحة لفتح حوار مسؤول وجاد لمعالجة الخلافات القائمة، ومشيدا في الوقت نفسه بالدعم الدولي المتزايد الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد ونهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وجاء ذلك في خطاب وجهه للشعب المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على العرش، حيث شدد على أن سياسة اليد الممدودة تجاه الأشقاء في الجزائر تنبع من إيمان راسخ بوحدة المصير المشترك الذي تجمعه أواصر الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا، مؤكدا أن هذا الوضع المؤسف بين البلدين يمكن تجاوزه.
وأبرز أن التزام المغرب تجاه الجزائر هو جزء لا يتجزأ من الإيمان بوحدة الشعوب المغاربية، مجددا تمسك المملكة بخيار الاتحاد المغاربي الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بانخراط فاعل للمغرب والجزائر إلى جانب باقي الدول الشقيقة في المنطقة.
وعلى صعيد قضية الصحراء المغربية، أعرب الملك عن اعتزازه العميق بالدعم الدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي، وخص بالشكر المملكة المتحدة وجمهورية البرتغال على موقفهما البناء الذي يدعم المبادرة ضمن إطار سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، لينضما بذلك إلى قائمة طويلة من الدول الداعمة لمغربية الصحراء.
وأوضح أن هذا الاعتزاز بالمواقف الدولية المناصرة للشرعية والحق المغربي، يقابله حرص دائم على إيجاد حل سياسي توافقي يضمن مصالح جميع الأطراف، وفق منطق “لا غالب ولا مغلوب”، بما يخدم السلام والاستقرار في المنطقة.
اترك تعليقاً