فوز المحليين على أنغولا يمنح السكتيوي دفعة جديدة في سباق كسب ثقة الجماهير

استطاع مدرب المنتخب الوطني المحلي، طارق السكتيوي، كسب نقاط إضافية في رصيده الجماهيري، بعد قيادته، بالصورة المُثلى، النخبة الوطنية إلى الانتصار في المباراة الأولى ضمن بطولة أمم أفريقيا للمحليين، أمس الأحد، على المنتخب الأنغولي، بهدفيْن نظيفيْن.
نجم بورتو البرتغالي السابق يُشيّد لبنة بعد أخرى رأسماله الجماهيري، الذي بلوره في الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، حيث حَمل المنتخب الأولمبي إلى احتلال المرتبة الثالثة وحيازة الميدالية النحاسية، مُوقّعا على مسار لاقى استحسان الكثيرين، في منافسة ضمّت آنذاك منتخبات عتيدة.
وأبدى الكثير من المناصرين المغاربة تنويههم بالظهور الذي بصم عليه المحليون في مقابلة الأمس، كما أثنوا على المقاربة التي دبّر بها السكتيوي مجريات المباراة، والتي اتّسمت بالواقعية الهجومية وكذلك التماسك الدفاعي، بالإضافة إلى الروح القتالية والمعنوية العالية التي خاض بها اللاعبون أطوار اللقاء.
مدرب المغرب الفاسي ونهضة بركان سابقا، أفلح في استخلاص الأفضل من معظم اللاعبين، واستثمار القدرات الحقيقية التي يملكونها في مواجهة الأمس، مما أفرز منتخبا منسجما يتحرّك كلُحمة واحدة على البساط الأخضر، فضلا عن التفاهم والتوافق بين مكوناته.
وأخذ العديدون، إثر وقوفهم على العرض الذي قدّمه المنتخب المحلي، في وضع السكتيوي في ميزان المقارنات مع مدرب المنتخب الوطني الأول، وليد الركراكي، مُسجّلين “نقاط التفوق” التي تميل إلى كفة الأول، على مستوى أسلوبه التسييري للمجموعة ونهجه التكتيكي الفعّال.
كما أبرز هؤلاء، من خلال تفاعلاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، الفارق في المنهجية التواصلية للسكتيوي والركراكي، مُشيدين بالطريقة التي يُبلّغ بها الأول رسائله للرأي العام، وحفاظه على اللياقة والدبلوماسية في خطاباته، بخلاف الثاني الذي دخل ما مرة في تشنجات مع مناصرين ووسائل إعلام.
وفي هذا النّطاق، قال الدولي المغربي السابق، ميري كريمو: “مباراة المنتخب الوطني المحلي يوم أمس كانت نموذجا في الواقعية، ظهرنا بصلابة دفاعية ونجاعة هجومية وحزم وصرامة تكتيكيتيْن، كان بإمكاننا الفوز بأكثر من هدفيْن وأرى أن النخبة الوطنية دخلت بشكل جيد غمار المسابقة”.
وتابع هدّاف المنتخب الوطني سابقا، في تصريحات لجريدة “العمق”: “طارق السكتيوي ويوسف وحجي طاقمهما يمضيان في المسار الصحيح، لمسنا في المقابلة رغبة جامحة من اللاعبين في تحقيق الانتصار، والذهاب إلى أبعد مدى في المنافسة والمقارعة على اللقب، ليس لدي أي ملاحظة سلبية لحدود الآن حول هذه المجموعة”.
أما بشأن وضعية السكتيوي وآفاقه المستقبلية في منظومة الكرة المغربية، أوضح كريمو بالقول: “أعرف طريق جيدا، وكذلك شقيقه الأكبر عبد الهادي، هما من أسرة كروية، لديه كل الشرعية للطموح مستقبلا كي يتولى تدريب المنتخب الأول، إنه لا يتلكأ في تلبية النداء الوطني والاضطلاع بأي مهمة مع الفئات السنية للمنتخبات الوطنية”.
إلى ذلك، اعتبرت بعض الأصوات أن الخط التصاعدي الذي يتخلّل مشوار السكتيوي التدريبي في الوقت الحالي يُلقي بالمزيد من الضغوطات على الركراكي، الذي يواجه رهانا صعبا بحتمية إحراز كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستُقام بالمملكة، وسط إلحاح شعبي على كسب هذا الرهان.
ورغم البداية المثالية للسكتيوي مع المحليين، إلا أنه لازالت تنتظره تحديات صعبة في النسخة الحالية من “الشّان”، التي تُحاصره بضرورة التتويج بها، خاصة أن الكرة الوطنية تملك لقبيْن في هذه المسابقة بقيادة إطاريْن محلييْن هما جمال السلامي سنة 2018 والحسين عموتة عام 2021.
اترك تعليقاً