مجتمع

منا أمير ومنكم أمير: حادث السقيفة – الحلقة 3

عودة إلى أصول الخلاف الذي أحدث التحول التاريخي في حياة الإسلام

بالنسبة للرواة والمؤرخين، عدت واقعة “سقيفة بني ساعدة”، نقطة تحول تاريخي في حياة الإسلام التي لازالت ترخي بظلالها على العالم الإسلامي إلى الآن. طرحت الواقعة إشكالية الخلافة، وسؤال من له أحقية خلافة المسلمين، وقضية الشورى، كإحدى أهم نقاط الخلاف التاريخي الديني الذي أوقع تصدعا بين المسلمين، ليفرقهم بين سنة وشيعة.

هي عودة تاريخية، نحن بحاجة إليها اليوم، لفهم ما جرى خلال وقائع حادثة السقيفة، سقيفة بني ساعدة، رغم اختلاف الروايات بشأنها، أين جرت أول مفاوضات علنية بين المسلمين لاختيار ومن يقوم على سياستهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، نوردها بقراءات الأطراف المتصارعة.

3- أنصار ومهاجرون، هؤلاء هم الذين حضروا اجتماع السقيفة

لا يمكن تصور حدث أو واقعة ما من دون شخصياتها المؤثرة فيه، بالحضور والفعل، والتي تصنف ضمن الشخصيات الرئيسية.
وبالنسبة لحدث اجتماع السقيفة، الذي تخلفت عن حضوره شخصيات أسهمت كثيرا في نشر الدعوة الإسلامية، لأسباب يوردها هذا السرد التاريخي، فإنها تميزت بحضور عديد الشخصيات الإسلامية المؤثرة في مجرى الأحداث آنذاك، وندرج هنا لائحتها تيسيرا لفهم مجرى الأحداث.

ضمت لائحة الحاضرين في اجتماع السقيفة جماعتين، فيما تشكلت الجماعة الأولى من أهل مكة من قبيلة قريش، وهم المهاجرون، فإن الجماعة الثانية ضمت أهل المدينة التي كانت تسمى يثرب، وهم المعروفون باسم الأنصار لكونهم ناصروا الدعوة الإسلامية، واحتضنوا الرسول وصحبهم كما احتضنوا الرسالة الإسلامية التي جاء بدعوتها.

وهؤلاء هم الحاضرون الأساسيون خلالها، حسب ما تجمع عليه الكثير من المصادر التاريخية:
أبوبكر بن أبي قحافة: ( الملقب بأبي بكر الصديق، مهاجر من قبيلة قريش).
عمر بن الخطاب العدوي: ( مهاجرمن قبيلة قريش).
أبوعبيدة عامر بن الجراح (مهاجر من قبيلة قريش).
عبد الرحمن بن عوف الزهري: (مهاجر من قريش).
سعد بن عبادة الخزرجي: (من الأنصار، سيد قبيلة الخزرج، وممعارض لخلافة أبي بكر).
الحباب بن المنذر: ( أنصاري من أهل المدينة).
زيد بن ثابت: ( من الأنصار، ومن المؤيدين للخليفة أبو بكر، كان يهوديا قبل أن يعلن إسلامه.
أسيد بن حضير الأوسي: (أنصاري من سادة قبيلة الأوس الأنصارية، من المؤيدين لأبي بكر، وحزبه نكاية في خصمه سيد الخزرج سعد بن عبادة، كان أسيد من المتخلفين عن معركة بدر، كما ورد في شرح “نهج البلاغة” لابن أبي الحديد).
بشير بن سعد: (أنصاري من أهل المدينة، ومن المؤيدين لأبي بكر، كان يكن العداء لسيد الخزرج سعد بن عبادة)..