مساهمة للحفاظ على وجودنا في هذا العالم

إعلان نتنياهو في 12/8/2025 العزم على تغيير الشرق الأوسط ليصل إلى إقامة إسرائيل الكبرى وتصريحه:
“نحن في مهمة تاريخية روحانية وهدفنا هو إسرائيل الكبرى بحسب الفكر الصهيوني فإن هذه الأراضي تعدّ جزءاً منها:
١٠٠٪ فلسطين والأردن ولبنان والكويت، ٧٥٪ من سوريا و٤5 ٪ من العراق، و٤0 ٪ من السعودية، و50 ٪ من مصر.”
هذا هو الفكر الصهيوني من حاييم وايزمان عام ١٩١٩، وهذا ما تضمنته مذكرة الوفد الصهيوني الموجهة الى مؤتمر الصلح في باريس التي كان عنوانها “إعلان المنظمة الصهيونية بصدد فلسطين” الى بن غوريون في كتابه ” بعث إسرائيل ومصيرها” عام ١٩٥٤،
وهذا ما ميزه وايزمان بدقة عام 1955 بين حدود الكيان/الوسيلة وحدود الدولة/ الهدف وما أكده عام 1964 ليفي أشكول بقوله:
“إن الأرض التي تملكها دولة إسرائيل لا تغطي في الحقيقة سوى 20٪ من فلسطين التاريخية”.
مما تقدم يعني ذلك بوضوح لا يقبل التفسير أو التأويل:
أولاً: إن الممالك والجمهوريات والإمارات مهددة بالزوال.
ثانياً: إن الملوك والرؤساء والأمراء على السواء سيفقدون القدرة على إدارة شؤون البلاد.
ثالثاً: إن الشعوب العربية سيتحول وجودها من دول سايكس بيكو الى دويلات طائفية ومذهبية ومناطقية مما يغيّب دور حكام البلاد.
رابعاً: وضع اليد على الثروات الطبيعية العربية ليستفيد منها الكيان الصهيوني وحلفاؤه.
أمام هذا الواقع الأليم والقاتل وجودياً لم يستعدّ العرب منذ عام 1919 للوقوف بوجه هذه الخطط الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية والإلغائية، واليوم وبعد تصريح (نتن ياهو) اكتفى البعض بشجبه فقط، والبعض الآخر ما زال صامتاً وبدون أي فعل، فما هو المطلوب:
أولاً: التواصل والتفاعل بين الرئاسات بشكل جدي والتلاحم بينها وبين شعوبها بكل الطرق المتاحة.
ثانياً: إعلان التجنيد الإجباري في كل الدول العربية والإسلامية.
ثالثاً: تفعيل مجلس الدفاع المشترك للجامعة العربية فهي المؤسسة المعنية التي أنشئت بموجب شروط معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي (1950) لتنسيق دفاع مشترك بين دول جامعة الدول العربية، لكن لم يشهد العرب أي تفعيل لها ولم تطبق أي من بنودها وكأن حبرها اختفى فور كتابتها.
هذا وإن أهمية مجلس الدفاع العربي المشترك هو: التنسيق والتعاون العسكري، ردع التهديدات، التكامل العسكري، حفظ الأمن والاستقرار، وعليه وضع الخطط والبرامج العسكرية، تنسيق المواقف والسياسات، تنفيذ التدريبات العسكرية المشتركة والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، التدخل في الأزمات التي تهدد الأمن القومي العربي، فهل يوجد تهديد أكثر مما صرح به (نتن ياهو) والمرتكز على الفكر الصهيوني منذ أكثر من قرن كما أسلفنا؟؟؟
رابعاً: الدعوة الى اجتماع فوري لجامعة الدول العربية ولمنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ كل التدابير المتاحة للحفاظ على الكرامة والإنسان العربي والمسلم وكل المقدسات (الكعبة الشريفة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة) والثروات الطبيعية، وهنا نقول لا بد من تفعيل اللجنة العسكرية الدائمة التي نصت عليها المادة الخامسة من معاهدة الدفاع المشترك.
خامساً: إلغاء كل المعاهدات القائمة مع العدو الصهيوني والمتعلقة بالتطبيع ايضاً ليحترمنا العالم ونكسب وقوفه الى جانبنا.
سادساً: دعوة الاتحادات والنقابات والأحزاب، وكل أنواع المجتمعات المدنية لتقف الى جانب مؤسساتها الرسمية لتوفر الزخم الشعبي والوطني والقومي، ولتكون قوة ضامنة ومدافعة عن كل القرارات التي تصدر عنها ضد العدو الصهيوني.
سابعاً: تأمين السلاح بكل أنواعه والمتاح لجيوشنا من كل الدول في العالم خاصة وان أميركا والدول الأوروبية تمنع عنا التسلّح لتعاونها مع العدو الصهيوني.
ثامناً: الحفاظ على القوى الوطنية والقومية المقاومة وفق ترتيبات بعيدة عن متطلبات العدو الصهيوني وحلفائه.
ما كتبناه مساهمة منا للحفاظ على وجودنا جميعاً عسى أن نبدأ فوراً قبل فوات الأوان.
*الأمين العام لاتحاد المحامين العرب(سابقا)
اترك تعليقاً