بدعم 330 مليون سنتيم.. “تاج الموسم” يعري “العار والشرف” تحت سلطة القبيلة

دخل الفيلم الروائي الطويل “تاج الموسم” غمار المنافسة على شباك التذاكر في القاعات السينمائية المغربية، حاملا قصة إنسانية واجتماعية تعكس صراع الضحية مع التقاليد والسلطة الجماعية في الوسط القروي.
الفيلم الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، يحكي قصة زواج “بوطيب” من شابة تدعى “رابحة” كانت محط أنظار رجال القرية، قبل أن يسافر عاما كاملا تاركا زوجته ووالدته لرعاية الماشية والأرض. لكن رحلة الغياب تنقلب إلى مأساة بعدما يتلقى مكالمة من “زعيم القرية” تخبره بحمل زوجته من غريب، فيتحول الشك إلى سيف مسلط على رقبة رابحة.
ويتناول الشريط السينمائي الطويل معاناة “رابحة” التي تصر على تعرضها للاغتصاب في مقابل رفض أهل القبيلة لروايتها ومطالبتهم لزوجها بالعودة من أجل التعامل مع “العار” الذي جلبته زوجته، ما يضعه تحت ضغط اجتماعي كبير يدفعه للتخلي عنها وإعادتها إلى بيت أسرتها.
وتتقاطع أحداث الفيلم، حسب مخرجه محمد الحسيني، مع قضايا حساسة مرتبطة بالشرف والصمت المجتمعي، إذ يسلط الضوء على التناقض بين صوت الضحية الذي يطالب بالاعتراف والعدالة، وبين منظومة تقاليد تفرض التكميم والإقصاء.
“تاج الموسم” من إخراج محمد الحسيني عن سيناريو من تأليفه، وإنتاج شركة “كراتيا فيلم”، وقد حصل على دعم لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي بمبلغ 3 ملايين و300 ألف درهم (330 مليون سنتيم).
وشارك في بطولة الفيلم الذي يتناول وضعية المرأة وقيود المجتمع التقليدي، عدد من الوجوه الفنية المعروفة، من بينهم إيمان مشرافي، مالك أخميس، نادية علمي، سعيد باي، لينا أغدور، محمد أمين بلمقدم، خديجة عماري وأخرون.
ويرتقب أن ينافس “تاج الموسم” مجموعة من الأفلام المغربية التي استحوذت على شباك تذاكر القاعات السينمائية وحققت إيرادات عالية خلال الأشهر الأخيرة أبرزها: “ماي فراند”، “حادة وكريمو”، “البوز” و”زعزوع”، “الربحة”، “أنا ماشي أنا”.
وتحتكر الأفلام الكوميدية التجارية قائمة الأعمال المغربية المعروضة في القاعات السينمائية، بسبب عدم تمكن الإنتاجات الروائية الطويلة من المنافسة على شباك التذاكر وخروجها من حلبة سباق المشاهدات الأعلى في وقت سريع.
اترك تعليقاً