اقتصاد

بفضل الذكاء الاصطناعي.. الجمارك المغربية تحقق إيرادات تاريخية في 2024

أعلنت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عن تحقيق إنجازات غير مسبوقة خلال سنة 2024، متوجة العام بحصيلة إيرادات تاريخية بلغت 144.8 مليار درهم، وهو رقم لا يمثل فقط زيادة مالية بنسبة 9.2% مقارنة بعام 2023، بل يعكس تحولا عميقا في فلسفة عمل الإدارة، التي باتت تعتمد على رؤية متكاملة تجمع بين التحصيل المالي الفعال، وتسهيل التجارة، وحماية الاقتصاد الوطني.

وجاء تحقيق هذه الأرقام نتيجة استثمار استراتيجي في التكنولوجيا المتقدمة، حيث شكل تبني الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة نقطة تحول حاسمة في تعزيز آليات الرقابة ومكافحة الغش.

وخلال تحليل الأنماط المعقدة وتحديد الشحنات عالية المخاطر بدقة، تمكنت الإدارة من كشف حقوق ورسوم غير مُصرّح بها بقيمة إجمالية ضخمة بلغت 34 مليار درهم، فيما نجحت الجهود في استخلاص 20 مليار درهم منها، مع فرض غرامات رادعة بقيمة 14 مليار درهم.

وبرز نظام “بدر” (BADR) كمثال حي على هذا التطور، حيث تمت ترقية بنيته التحتية بإضافة 434 قاعدة استهداف جديدة و199 تعديلا إضافيا، مما رفع من قدرته على رصد محاولات الغش، وهو ما تعكسه معالجة 1,540 إشعارا، بزيادة كبيرة عن العام السابق.

وفي موازاة تشديد الرقابة، أولت الإدارة أهمية قصوى لتسهيل المبادلات التجارية وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، حيث أثمرت جهود تحسين الإجراءات عن تقليص متوسط زمن معالجة الواردات بساعة و26 دقيقة، وهو مكسب ثمين للفاعلين الاقتصاديين يقلل من التكاليف اللوجستية ويعزز سلاسة سلاسل التوريد.

وتزامن هذا التحسن في الكفاءة مع نمو ملحوظ في النشاط التجاري، حيث تجاوز عدد التصريحات الجمركية لأول مرة في تاريخ الإدارة حاجز المليوني تصريح، بزيادة قدرها 7.1%.

ولمكافحة ظاهرة التقويم الناقص التي تضر بالصناعة المحلية وتؤدي إلى منافسة غير شريفة، كثفت الإدارة من عملها التحليلي بإنجاز 64 دراسة قطاعية ومراجعة 336 مؤشرا للقيمة، مما يضمن تقييما عادلا للبضائع المستوردة.

ويمتد دور الجمارك إلى ما هو أبعد من البوابات التجارية، ليشمل أمن وسلامة المواطنين. فمن خلال رقمنة عمليات مراقبة المسافرين، تم تسجيل 13,017 قضية خلال عام 2024، أسفرت عن تحصيل 137.7 مليون درهم كرسوم ومكوس، بالإضافة إلى غرامات بقيمة 82.7 مليون درهم.

وعلى صعيد التعاون، عززت الإدارة شراكاتها الاستراتيجية على المستويين الوطني والدولي. فعلى الصعيد الدولي، تعاملت مع 617 طلب مساعدة، 566 منها صادرة عن المغرب، إضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف طلب على المستوى الوطني، مع تعزيز الربط بقواعد بيانات الإنتربول والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي.

وتجلت الكفاءة اللوجستية والبعد الإنساني للإدارة بشكل واضح خلال عملية “مرحبا 2024″، حيث تم تسهيل دخول 3.7 ملايين من مغاربة العالم ومعالجة إجراءات ما يقرب من 447,670 مركبة، حيث ساهمت هذه الإدارة السلسة في ضمان تدفقات مرنة وآمنة عبر الموانئ والمطارات، وتقديم تجربة استقبال تليق بأفراد الجالية المغربية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *