لقاء ماراطوني بدمنات يفضح صراع الأجنحة داخل الاستقلال ويمنح ولاية ثانية لبوغالم

أسفر لقاء تنظيمي ماراطوني لحزب الاستقلال بمدينة دمنات، دام ست ساعات وشهد اتهامات نارية، عن تجديد الثقة في الكاتب المحلي عبد اللطيف بوغالم لولاية ثانية، وذلك بعد أن فجر أزمة تنظيمية حادة متهما نائبا برلمانيا والمفتش الإقليمي للحزب صالح حيون بمحاولة إقصائه و”الانقلاب على الشرعية”.
وفجر بوغالم غضبه في مستهل اللقاء، وفق ما وثقه مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث هاجم أداء النائب البرلماني، معتبرا أنه تخلى عن مناضلي الحزب والمدينة بعد وصوله إلى قبة البرلمان. وتساءل بوغالم بشكل مباشر أمام الحضور والقيادة الإقليمية: “حين كان مناضلو الحزب ومستشاروه في الجماعة يواجهون المشاكل، هل أصدر المفتش الإقليمي بيانا للدفاع عنهم؟ هل طرح النائب البرلماني شيئا في البرلمان عن مشاكل دمنات؟”.
واعتبر بوغالم هذا الغياب تقصيرا واضحا وتخليا عن المسؤولية تجاه القاعدة النضالية التي أوصلته إلى منصبه، خاصة وأن مناضلي الحزب، حسب قوله، تعرضوا لهجومات شرسة طالتهم وعائلاتهم بسبب مواقفهم السياسية.
وكشف كاتب الفرع المحلي ما اعتبره “تهريبا للديمقراطية الداخلية”، مؤكدا أن الإعداد للجمع العام التجديدي تم في الكواليس بهدف إبعاده عن المسؤولية. واستدل على ذلك بأن الدعوات لحضور اللقاء لم توزع عبره بصفته الكاتب الشرعي للفرع، بل عن طريق شخص آخر لا يملك صفة منخرط، معتبرا ذلك “تعديا على الديمقراطية الداخلية لحزب الاستقلال”، ومؤكدا أن تجديد الهياكل يجب أن ينبثق من القاعدة وليس عبر “إملاءات” فوقية لتصفية الحسابات.
وأوضح المتحدث أنه وأعضاء الحزب بدمنات هم من تحملوا عبء الحملة الانتخابية التي حققت للحزب إنجازا تاريخيا بحصد تسعة مقاعد في جماعة دمنات، مستنكرا محاولة تهميشهم بعد تحقيق هذه النتائج. وذكر بوغالم الحاضرين بأنه هو من أدار الحملة الانتخابية سنة 2015 الذي كان قد تقدم للانتخابات التشريعية آنذاك بحزب “البصمة”، متهما القيادة الحالية بمحاولة إقصائه.
وفي تعليق على ما جرى، كشف حيون صالح المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال أن النقاش الحاد الذي شهده اجتماع الحزب في دمنات والذي أشار فيه بوغالم إلى “الكولسة” و “تهريب الديمقراطية”، كان في حقيقته “رأيه الخاص وموقفه” ويدخل في انتهى بتوافق شامل عزز الديمقراطية داخل الحزب، إذ أفضى إلى انتخاب نفس العضو الذي وجه الانتقادات كاتبا جديدا للفرع.
وأوضح صالح، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الاتهامات التي نشرت في مقطع فيديو نشر ع، جاءت في سياق لقاء تواصلي كان الهدف منه “المكاشفة” و”تعرية الواقع” بكل شفافية لمعالجة المشاكل التي كان يعرفها التنظيم المحلي، سواء بسبب التسيير أو تدخل جهات أخرى تسعى لإضعاف الحزب بالمنطقة.
واعتبر المفتش الإقليمي أن ما حدث هو ممارسة ديمقراطية تندرج ضمن مبدأ “النقد الذاتي” الذي أسس له الزعيم علال الفاسي، مؤكدا أن حزب الاستقلال معروف بشفافيته وصراحته ونقده البناء، وأن من حق أي مناضل التعبير عن كل ما يحس به داخل الأجهزة الحزبية.
وبخصوص موضوع “تهريب” الاستدعاءات الخاصة بالجمع العام وتوزيعها من طرف شخص لا ينتمي للحزب، أفاد حيون صالح أن من وزع الاستدعاءات ليس شخصا بل تم تكليف مجموعة من الأشخاص للقيام بالمهمة، وقال إن هذا الإجراء كان ضروريا لضمان حياد عملية التبليغ بسبب وجود خلاف في وجهات النظر داخل الفرع المحلي، وبوصفه مفتشا إقليميا تدخل لجمع كل الأطراف وتجاوز الخلاف طبقا للفصل 33 من النظام الأساسي للحزب.
وأكد المتحدث، بناء على تصريحه، أن الاجتماع الذي استمر من الثالثة والنصف عصرا حتى منتصف الليل، تحول إلى “عرس نضالي” حقيقي، حيث تمت الإجابة على كل التساؤلات وتوضيح الحقائق، مما أدى إلى تبديد سوء الفهم وتصحيح المعلومات المغلوطة لدى بعض الإخوة.
وشدد حيون على أن النتيجة النهائية هي الأهم، فقد خرج الجميع من الاجتماع متعانقين بعد أن تم تجاوز الخلافات، وتشكيل مكتب جديد للفرع بالتوافق وبدون تصويت، وأفرز بوغالم المسؤول الأول عن الفرع المحلي.
وانتقد حيون بشدة نشر الجزء المتعلق بالخلاف فقط دون إظهار النتيجة الإيجابية للقاء، معبرا عن أسفه للتركيز على هذا الجزء دون غيره، وأكد أن هذا “الغسيل الداخلي” هو دليل على حيوية الحزب وقدرته على معالجة مشاكله بآلياته الديمقراطية، عكس بعض الأحزاب التي تمنع الأصوات المعارضة، مما يؤدي إلى تفجر الأوضاع لاحقا.
ومن جهته أكد عبد اللطيف بوغالم، الكاتب المحلي لحزب الاستقلال بدمنات، أنه يجهل الجهة التي قامت بنشر مقطع فيديو من الاجتماع التنظيمي الأخير، موضحا أن الأمر يتعلق بنقاش داخلي بين مناضلي الحزب.
وأوضح بوغالم، في حديثه مع جريدة العمق، أن التصريح الوحيد الذي يتحمل مسؤوليته والموجه للنشر هو التصريح الختامي، حيث قدّم خلاله موجزا عن مجريات التجديد موجها الشكر لجميع المناضلين. وأضاف أن تعدد الهواتف التي كانت توجه نحو مداخلاته يجعل من الصعب تحديد مصدر الفيديو، معتبرا أن ما ورد فيه يدخل في إطار “مكاشفة صادقة” مع رفاقه حول طريقة تدبير عملية التجديد منذ مرحلة توزيع الدعوات.
وشدد المتحدث على تمسكه بمبادئ الديمقراطية الداخلية واحترام النظام الأساسي للحزب الذي أقره المؤتمر الوطني الأخير، معتبرا أنه كان محطة لإعادة وهج الاستقلال وطنيا. وبخصوص إعادة انتخابه كاتبا محليا، كشف بوغالم أنه تقدم بطلب الانسحاب حفاظا على لحمة التنظيم، غير أن إخوانه في المجلس الجماعي أصروا على تجديد الثقة فيه لولاية ثانية.
وجدد بوغالم في ختام تصريحه الدعوة إلى جميع منخرطي الحزب للحفاظ على وحدة الحزب ورص الصفوف ضد أية محاولة مغرضة للتشويش على الإنجازات التي حققها وسيحققها حزب الاستقلال بدمنات في مختلف الاستحقاقات المقبلة، وفق تعبيره.
تعليقات الزوار
كاتب الفرع الذي اعتمدتم مداخلته او بالحرى صراخه بداية الجمع حضر محملا بخلفية المؤامرة مصطحبا معه مفوض قضائي رغم عدم قانونيته ليوجه اصابع الاتهام للمفتش لعدم قانونية الجمع لكن هذا الاخير لقنه درسا بالعودة للنظامين الاساسي والداخلي للحزب اللذان يخولان للمفتش الدعوة للجمع العام والاشراف عليه بعد انتهاء صلاحية المكتب وعدم جديته ورغبته في التجديد كما حاصره عضو المجلس الوطني أ م حينما اتهم الجميع باقصاء احد المستشارين ع ب بهتانا رغم ان كاتب الفرع كان شاهدا على تسلم المستشار دعوته كما حاصره المفتش ونائب كاتب الفرع بخروجه ببيانات وقرارات انفرادية وتوقيعها دون العودة للمكتب او المفتش بينما فضحت مداخلة البرلماني كل افتراءات ومزاعم الفرع انطلاقا من قراءة نقدية للتقرير الادبي الذي ليس فيه من الانجازات الا تلك الصفحة اليتيمة للتقرير بحيث تحداه امام الملئ ان كان يتوفر ولو على محضر واحد لاجتماع لمكتب الفرع غير المحضر الذي انجز ابان الانتخابات او اي نشاط حزبي او اي لقاء تواصلي طيلة الاربع سنوات حيث ان المفتش بدوره فضحه حين طلب منه تنظيم ندوة او لقاء حول مواقف بعض الدول من القضية الوطنية وهو ما قوبل بالرفض من طرف الكاتب كما وضع البرلماني بعض النقط على الحروف بخصوص المؤتمر الاقليمي الذي اصر فيه كاتب الفرع على الترشح للمجلس الوطني ولم يستطع اتمام لائحته التي يجب ان تتكون من سبعة مرشحين في حين حصلت اللائحة الاخرى المكتملة على واحد وعشرين صوتا من اصل سبعة وعشرين وقد اكد هذه المعلومات كل اعضاء المجلس الوطني الحاضرون في الجمع كل هذا يثبت اننا امام شخص يدعي الصدق والمسؤولية في حين أن انجازاته في تحمل مسؤولية مكتب الفرع مرحلة الانتخابات قيمتها صفر وانكشف الستار عليه ليستحق لقب مسيلمة عصره