إلى من يهمهم الأمر: حتى لا يبقى سبع إفران يتيما أو يتآكل مع مرور الزمن

كم من مشروع ناجح ابتدأ بفكرة صغيرة وبسيطة وكم من فكرة كانت في بدايتها أقرب إلى الخيال والحلم من قربها إلى الواقع المعاش، وحده العمل الجاد المسؤول والمتواصل من يحول الفكرة إلى إنجاز ناجح.
الموضوع الذي سأبسطه هنا يتعلق باقتراح، لا غير، والفكرة راودتني مند مدة ليست بالقصيرة وهي مستوحاة أساسا من التمثال الحجري للأسد القائم وسط مدينة إفران.
بدلا من الاكتفاء بالمهرجانات الموسيقية التي صارت روتينية وربما مكلفة وجل المدن المغربية تتشرف بتنظيمها كل سنة، في مقالي هذا أتشرف وأقترح شكلا آخر من الأنشطة الثقافية الفنية والترفيهية المتميزة والمنفردة والمفيدة والمدرة للدخل، لعلها تساهم بقسط ولو بسيط وتفيد في تطوير المجال الثقافي والجمالي والسياحي بالمدينة وقد يصير للأمر إشعاعا فنيا وثقافيا وإفادة للوطن ككل.
المقترح الذي أعتقد في نجاعته وأهميته هو كالأتي وقد يكون على شكل مهرجان وطني موسمي أو جزء منه أو تظاهرة أو نشاطا أو مسابقة ثقافية وفنية سنوية بمساهمة جميع الفعاليات والجمعيات الثقافية والفنية. في بداية الأمر سيتم الاكتفاء بما هو محلي ووطني وبعد ذلك إن حقق النشاط نجاحا واكتسب من التجربة والخبرة والنضج والشهرة والنجاح ما يكفي، وقتها سيتم تحويله إلى نشاط ذو إشعاع عالمي منفتح على المشاركة والمساهمات الأجنبية، هكذا ستتحول التظاهرة من محلية ووطنية إلى أممية عالمية.
مقترحي الذي أتشرف بتقديمه هنا هو: “مسابقة سنوية للنحت على الحجر”؛ إذ سيتم استدعاء عددا من النحات المغاربة من داخل الوطن وحتى من خارجه إذا أمكن من أجل المشاركة في مسابقة نحت التماثيل الحجرية ذوو مواصفات معينة في وقت محدد وعلى أرض المدينة ومحيطها، والعمل الأول الذي يستوفي شروط المسابقة من حيث المعنى والجمالية والجودة سيكون هو الفائز وسيتم تكريم صاحبه وبعدها سيحتفظ بالتمثال بوضعه في مكان عمومي وسط المدينة مع التعريف بالفنان الناحت الذي أنجزه، كما هو الحال بالنسبة للتمثال الحجري للأسد المجود بإحدى الساحات بالمدينة. وأقترح أن تكون المسابقة الأولى مثلا حول نحت تماثيل حجرية لقرود الأطلس ( أسرة: أب، أم وأولاد) ويتم اختيار الأفضل والأجمل منها من طرف لجنة من الخبراء والمتخصصين في الميدان. وهذا فإن نجحت الفكرة وقدمت إضافات مفيدة للمدينة، أقترح بعدها أو حتى بالموازاة معها فكرة مسابقة في النقش على الخشب وأساسا الأرز والمنقوش المميز والمستوفي لشروط المسابقة والذي ستختاره لجنة الخبراء سيتم وضعه داخل زجاجة خاصة وتثبيته في مكان عمومي داخل المدينة مع تكريم صاحبه والتعريف به.
وإن عرف هذا النشاط رواجا ونجاحا وراكم تجارب عديدة لحظتها وجب التفكير في إنشاء سوقا محليا داخل المدينة من أجل عرض المنتوجات التي ينتجها المتبارون والتي تتوفر فيها الجودة والجمال من أجل بيعها للعموم.
بالطبع كل هذه المسابقات والأنشطة ستتم في إطار المسؤولية والالتزام بالمحافظة على هوية وجمالية ونظافة المدينة وعلى البيئة المحيطة بها.
إن الاشتغال على هذه الفكرة رغم بساطتها والعمل على إنجازها وتطبيقها وإنجاحها على أرض الواقع سيجعل المدينة تنفرد بنشاط ثقافي وجمالي استثنائي سيساهم بقسط كبير في تنشيط السياحة بالمدينة وتوفير مداخيل مالية متنوعة.
إن العمل من أجل تطوير وإنجاح هذا المشروع يستدعي من وزارة التعليم ومن وزارة الثقافة ومن وزارة السياحة التفكير بجدية من أجل إحداث شعبة “الجماليات للنحت والنقش” في المدرسة العمومية وربما إنشاء مدرسة خاصة للجماليات أو شعبة تخصص داخل الكليات.
اترك تعليقاً