سياسة، مجتمع

نصف مليار تجهيزات فاخرة لوزارة “الأسرة والتضامن” والمتشردون ينتظرون الشتاء

بينما يستعد آلاف المتشردين في الشوارع المغربية لمقاومة قساوة الشتاء القادم، في ظل مسؤولية تقع على عاتق وزارة الأسرة والتضامن والادماج الاجتماعي، أعلنت الوزارة ذاتها عن ثلاث صفقات خلال شهر شتنبر فقط، بميزانية إجمالية تقارب نصف المليار سنتيم، لاقتناء مكاتب وكراسي وآلات تصوير رقمية وكاميرات مراقبة.

ويتعلق الأمر بصفقة لاقتناء معدات مكتبية متطورة، بما في ذلك آلات تصوير رقمية وآلات لتقطيع وتجليد الوثائق، بميزانية تتجاوز 233 مليون سنتيم لفائدة المقر المركزي للوزارة، وفقا لما ورد بدفتر تحملات الصفقة.

وبحسب المصدر ذاته، تسعى الوزارة إلى اقتناء مجموعة من الأجهزة الرقمية الحديثة، من بينها آلات تصوير بالأبيض والأسود وأخرى بالألوان، بسرعات طباعة متفاوتة تصل إلى 70 صفحة في الدقيقة، ودقة عالية تبلغ 1200 نقطة في البوصة. كما تتضمن الصفقة أجهزة مزودة بشاشات لمس متطورة، ووحدات تخزين داخلية بسعة تصل إلى 320 جيغابايت، فضلا عن أنظمة أمان متقدمة.

وتشمل الصفقة أيضا تجهيزات مساندة مثل آلات للتجليد الحراري والحلزوني، وأخرى لتخصيص المستندات بألوان معدنية، إضافة إلى آلة تقطيع ورق حديثة مزودة بشاشة لمس، قادرة على إتلاف الوثائق بشكل كامل وفق معايير الأمان الدولية، مع إمكانية تدمير بطاقات الائتمان والأقراص الرقمية.

أما الصفقة الثانية، فتتعلق باقتناء الأثاث المكتبي لفائدة الإدارة المركزية للتعاون الوطني التابعة للوزارة، بميزانية تتجاوز 158 مليون سنتيم، بما في ذلك: مكاتب خشبية من نوعين مختلفين، بالإضافة إلى مكاتب نصف معدنية، وكراسي متنوعة تشمل كرسي الرئيس وكراسي الزوار، وكراسي مخصصة لطاولات الاجتماعات، مع خيارات جلدية وقماشية.

كما تشمل الصفقة طاولات منخفضة ومستديرة، وطاولات اجتماعات، ووحدات تخزين مثل المكتبات والخزائن الخشبية، وأثاثا مكتبيا ذو مواصفات خاصة، مثل الكراسي ذات المساند المرتفعة. وتتعلق الصفقة الثالثة بشراء وتركيب كاميرات شبكية متطورة مع نظام مراقبة بالفيديو للمقر الرئيسي للتعاون الوطني بالرباط، بقيمة تقارب 37 مليون سنتيم.

وفي الوقت الذي تتجند فيه وزارة الداخلية، عبر عمالها وولاتها، لتنفيذ حملات ميدانية لإجلاء المتشردين وحمايتهم من قسوة البرد مع اقتراب فصل الشتاء، يبدو أن جهود قطاع الإدماج الاجتماعي محدودة للغاية، وغير متناسبة مع حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *