أدب وفنون

“فصول الألم”.. دراما اجتماعية تكسر الصورة النمطية للمرأة الأمازيغية

انطلقت بمدينة مراكش أشغال تصوير المسلسل الأمازيغي الجديد “فصول الألم”، وهو عمل درامي اجتماعي من 30 حلقة، من توقيع المخرجة غزلان أسيف، وسيناريو السيناريست والممثل لحسن سرحان، ويهدف صناعه من خلاله إلى إحداث نقلة نوعية في الدراما الأمازيغية، من خلال طرح مواضيع معاصرة، وتقديم صورة مغايرة لما اعتاد عليه المشاهد المغربي في الأعمال السابقة.

وكشف لحسن سرحان، أنه جرى كتابة سيناريو “فصول الألم” قبل سنوات  غير أن جرأته في التطرق لقضايا اجتماعية حساسة جعلت إخراجه إلى العلن مؤجلا، قبل أن تأتي موافقة القناة الأمازيغية لتشكل دافعا قويا لتجسيده على أرض الواقع.

وقال السيناريست في تصريح لـ”العمق”، إن المسلسل يخرج عن الصورة النمطية التي ظلت تحصر الأمازيغية في أدوار “البدوي ابن الجبل”، ليقدم بدلا عنها شخصيات واقعية معاصرة، تمثل المجتمع الأمازيغي اليوم في انفتاحه وتعقيداته.

وتدور أحداث “فصول الألم” حول صراع بين محورين:  الأول يجسده رجل أعمال متسلط وعنصري، والثاني امرأة قوية وجدت نفسها أمام تحديات جسيمة بعد وفاة زوجها، إذ اضطرت لتولي إدارة شركة كبرى ومواجهة الأطماع التي تستهدفها هي وبناتها الثلاث.

ومن خلال هذه الحبكة، يسعى المسلسل إلى إبراز صمود المرأة الأمازيغية وقدرتها على مواجهة الأزمات، مع التركيز على أدوار نسائية بطولية تعكس مكانة المرأة في المجتمع ودورها الحيوي في الأسرة والاقتصاد.

وأضاف سرحان، أن السيناريو يتناول قضايا اجتماعية مركبة، من بينها الصراع الطبقي، الرأسمالية، التنافس في مجال الأعمال، أثر التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، إلى جانب التطرق لعالم المافيا، وذلك في إطار درامي لا يخلو من لمسة كوميدية خفيفة.

ويعكس هذا التنوع في المواضيع حسب السيناريست رغبة في تقديم عمل متكامل يلامس مختلف فئات المجتمع، ويضع المشاهد الأمازيغي أمام صورة حديثة لنفسه بعيدا عن الطرح التراثي أو الفلكلوري المعتاد.

ومن الناحية التقنية، يراهن فريق العمل على تقديم تجربة بصرية مميزة، إذ تم الحرص على اختيار ديكورات عالية الجودة وفضاءات تصوير واقعية تعكس البيئة الحضرية لمدينة مراكش ونواحيها.

ويرى صناع “فصول الألم” أن المسلسل ليس دراما اجتماعية عصرية باللغة الأمازيغية، بل يمثل أيضا محاولة لتوسيع أفق الدراما المغربية نحو قوالب جديدة، يكون فيها للمرأة حضور مركزي، وللمواضيع الراهنة مساحة أكبر للنقاش، وهو ما يجعل العمل مرشحا ليشكل محطة فارقة في مسار الإنتاج الأمازيغي التلفزيوني.

يشار إلى أن “فصول الألم” سيناريو الحسن سرحان، وإخراج غزلان أسيف، وأشرف على تنفيذ إنتاجه حسن الشاوي، ويشارك في بطولته عدد من الأسماء الأمازيغية منها: نورة الولتيتي، الزاهية الزاهيري، الحسن سرحان، حسناء نايت، روميساء أعساس، عزيز ظهيور، ورحيل عبد الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *