الشباب في واجهة التزكيات

يشهد المشهد السياسي بإقليم شفشاون دينامية جديدة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث برز توجه متزايد نحو دعم حضور الشباب في واجهة التزكيات. ويأتي هذا التوجه انسجاماً مع ما أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير، حين شدد على أن الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن، وأن إشراكهم في الحياة السياسية ليس خياراً تكميلياً بل ضرورة استراتيجية لتجديد النخب وبناء المستقبل.
في هذا السياق، يعمل حزب الحركة الشعبية على إعادة ترتيب بيته الداخلي بالإقليم، من خلال الدفع بوجوه شبابية قادرة على كسب ثقة الناخبين، وإعطاء صورة جديدة عن الحزب تتجاوز منطق الاعتماد على الأعيان والوجوه التقليدية. وقد أصبح واضحاً أن ترشيح الشباب لم يعد مجرد شعار انتخابي، بل أصبح شرطاً أساسياً لأي حزب يرغب في تعزيز حضوره واسترجاع ثقة المواطنين، خاصة في المناطق التي تعاني من الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية مثل شفشاون.
التزكيات المرتقبة داخل الحزب أظهرت اهتماماً متزايداً بالكفاءات الشابة، سواء في اللوائح المحلية أو التشريعية. فالإقليم، المعروف بوزنه الانتخابي وتنوعه المجالي، يحتاج إلى نخب جديدة تحمل هموم الساكنة وتترجمها إلى برامج واقعية في مجالات التشغيل، التعليم، الصحة والتنمية القروية. وهذا ما يجعل الشباب أكثر التصاقاً بمشاكل المجتمع وقدرة على تقديم أجوبة مبتكرة تتماشى مع النموذج التنموي الجديد.
ويعتبر إدماج الشباب في صلب العملية الانتخابية رسالة قوية موجهة للساكنة، مفادها أن الحزب يسعى إلى القطع مع الأساليب التقليدية في الترشيح، ويؤمن بأن المستقبل لا يُبنى إلا بمشاركة الجيل الجديد. كما أن هذه الخطوة تعزز حضور الشبيبة الحركية كقوة اقتراحية داخل الإقليم، وتمنحها فرصة لترسيخ مكانتها في صناعة القرار المحلي والوطني.
إن دعم الشباب في الانتخابات المقبلة بشفشاون لا يمثل فقط تفاعلاً مع الخطاب الملكي، بل هو أيضاً رهان انتخابي ذكي، يمكن أن يمنح الحزب زخماً جديداً، ويعيد الثقة إلى فئة واسعة من الناخبين الذين ظلوا لعقود يشعرون بالتهميش والإقصاء. والنجاح في هذا الرهان مرهون بمدى جدية الحزب في تمكين الشباب فعلاً، لا مجرد استغلال حضورهم كواجهة انتخابية
اترك تعليقاً