فعاليات مدنية ومهنية تشتكي بطء أشغال طريق جهوية تربط تنغير بأزيلال (فيديو)

تعيش ساكنة جماعة آيت واسيف والمناطق المجاورة لها أوضاعا صعبة بسبب تعثر مشروع تقوية وتوسيع الطريق الجهوية رقم 317، في المقطع الرابط بين قلعة مكونة مرورا بجماعتي آيت واسيف وإغيل نومكون بإقليم تنغير وصولا إلى إقليم أزيلال.
فبعد مرور أشهر على انطلاق الأشغال، ما تزال الطريق في حالة مزرية، وسط بطء في الإنجاز وانقطاعات متكررة، وهو ما جعل الساكنة تستقبل هذا المشروع بكثير من القلق والاستياء بدل الأمل.
“سرعة السلحفاة”
في هذا السياق، قال مبارك أمزيل، رئيس فيدرالية جمعيات آيت واسيف، إن “الطريق الجهوية رقم 317 “تعيش وضعية مزرية أدت إلى بطء التنمية في هذه المنطقة، رغم أنها تعد ممرا استراتيجيا يربط قلعة مكونة بإغيل نومكون وصولا إلى أزيلال”.
وأوضح أمزيل في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “الفيدرالية سبق لها أن وجهت مجموعة من المراسلات إلى الجهات الوطنية والإقليمية والمحلية دون أن تجد تلك المراسلات طريقها إلى الحل”، مبرزا أن “المشكل الأساسي اليوم هو بطء وثيرة الأشغال، حيث تسير بسرعة أشبه بسرعة السلحفاة، وهو ما جعل الساكنة تفقد ثقتها في المشروع الذي انتظرته طويلا”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن“الساكنة استبشرت خيرا حين أعطى عامل إقليم تنغير العام الماضي انطلاقة هذا الورش الكبير، والذي كان الهدف منه توسيع وتقوية الطريق لتسهيل تنقل المواطنين وتعزيز الجاذبية السياحية للمنطقة. غير أن بطء الإنجاز خيب الآمال، وجعل الساكنة تعيش معاناة مضاعفة بسبب الانقطاعات والغبار الكثيف الذي يرافق الورش”.
وأشار أمزيل ضمن التصريح ذاته، إلى أن “وكالات الأسفار والسياح صاروا يشتكون من الوضع، وأنه باعتباره منعشا سياحيا لمس ذلك بشكل مباشر، حيث أن العديد من الزوار لا يعودون مرة أخرى بسبب رداءة الطريق وظروف التنقل الصعبة”.
وفي هذا الإطار، سبق لفيدرالية جمعيات آيت واسيف للتنمية الاجتماعية والثقافية أن راسلت المديرية الإقليمية للتجهيز والماء، ملتمسة التدخل العاجل لتسريع وتيرة الأشغال بالطريق الجهوية رقم 317، وخاصة المقطع الرابط بين جماعتي آيت واصيف وإغيل نومكون.
وأكدت المراسلة أن الطريق تعاني من توقفات متكررة للأشغال، وأن وضعيتها الحالية تفتقر إلى وسائل السلامة والتشوير، مما أدى إلى حوادث متكررة وأعاق حركة السير العادية، في وقت تعتبر فيه هذه الطريق شريانا حيويا لربط الدواوير والمناطق الجبلية بالعالم الخارجي وتنشيط الحركة التجارية والسياحية.
وشددت الفيدرالية في مراسلتها على أن استمرار هذا التأخر يهدد سلامة المواطنين ويؤثر سلبا على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، داعية إلى التدخل العاجل لضمان استكمال المشروع وفق معايير الجودة والسلامة في أقرب الآجال.
“مغرب السرعتين”
من جانبه، قال الأستاذ والفاعل المدني حسن أبراهيم، إن “الطريق الرابطة بين قلعة مكونة وإغيل نومكون وآيت واسيف تعد معضلة كبيرة أثقلت كاهل الساكنة”، مؤكدا أن “الساكنة كانت تنتظر أن يتم إنجاز الأشغال بوتيرة سريعة كما يحدث في مدن أخرى، حيث يتم العمل ليلا ونهارا، لكن الواقع مختلف تماما في هذه المنطقة”.
وأضاف أبراهيم “أن الأشغال تسير ببطء شديد ودون حماس، وهو ما لا ينسجم مع أهمية هذا المقطع الطرقي الذي يمثل شريان الحياة لساكنة آيت واصيف والمناطق المجاورة، إذ يعتبر المنفذ الوحيد للوصول إلى الخدمات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، في وقت يزيد بطء الأشغال من عزلة المنطقة بدل أن يفكها”.
وأكد الفاعل المدني أن “الساكنة ما تزال تتشبث بالأمل في تدخل الجهات المسؤولة من أجل تصحيح الوضع”، معتبرا أن “هذه الطريق ليست مجرد مشروع تقني بل قضية تنمية متكاملة تخص آلاف الأسر التي تربط حياتها اليومية بهذا المقطع الطرقي”.
أما الأستاذ والفاعل المدني جواد برادة، فأكد أن “حالة الطريق سالفة الذكر مهترئة وتثير الاستياء”، مضيفا أن“الساكنة فرحت بتدشين الورش من طرف عامل الإقليم، غير أن التباطؤ الحاصل سرعان ما خيب الآمال”.
وأوضح برادة في تصريح لـ“العمق المغربي”، أن “من بين الفئات الأكثر تضررا من هذا الوضع تلاميذ المؤسسات التعليمية المتواجدة على طول المحور الطرقي، حيث يواجهون يوميا صعوبات كبيرة في التنقل، في وقت يحتاجون فيه إلى ظروف آمنة لضمان جودة التعلمات، وأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤثر سلبا على مستقبل هؤلاء الأطفال”.
كما طالب برادة الجهات المعنية بـ“ضرورة الإسراع في إنجاز المشروع حتى ينعم التلاميذ وعموم الساكنة ببيئة آمنة وصالحة”، لافتا في الوقت نفسه إلى أن “تحسين وضعية الطريق سينعكس إيجابا على المستوى الدراسي والاجتماعي للأجيال القادمة”.
معاناة لا تنتهي
وفي السياق ذاته، قال السائق المهني طارق سباطة في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن “هذا المقطع الطرقي “تسبب في مشاكل متكررة للسائقين المهنيين الذين يتكبدون خسائر يومية بسبب رداءة الطريق”.
وأوضح سباطة، أن “أعطاب العجلات والإصلاحات الميكانيكية المتكررة أصبحت جزءا من معاناة يومية يواجهها سائقو سيارات الأجرة والنقل العمومي بجميع أنواعه، وعلى رأسه حافلات النقل المدرسي التي تجوب هذه الطريق صباح مساء، وفي جميع الفصول”.
وأضاف المصدر عينه، أن “السائقين لا يعانون فقط على المستوى المادي، بل يتكبدون أيضا عناء مضاعفا بسبب صعوبة المسالك الجبلية وكثرة الحفر التي تعيق التنقل، معتبرا أن استمرار الوضع دون حل سيزيد من معاناة هذه الفئة الحيوية التي تنقل مئات المواطنين يوميا”.
وشدد السائق المهني ذاته ضمن تصريحه، على أن “تسريع إنجاز الطريق لن يخدم الساكنة فقط، بل سيخفف أيضا من الضغط النفسي والمادي عن السائقين، وسيسمح لهم بتقديم خدمة أفضل وأكثر أمانا للساكنة”.
من جهته، كشف رشيد أيت مولاي، وهو فاعل مدني بالمنطقة، أن “المعاناة هي سيدة الموقف بالنسبة لأباء واولياء وأمهات التلاميذ جراء هذا الوضع”، مضيفا أن “أبناءهم يعانون الويلات نتيجة تنقلهم إلى مؤسساتهم التعليمي من أجل التحصيل العلمي”.
وأكد أيت مولاي في تصريح “العمق المغربي”، أن “ هذا الموضوع يستوجب إلتفاتة حقيقية إلى هذه الطريق من أجل انجازها في أقرب وقت، بإعتبار أن هذه المقطع يتسبب في متاعب كبيرة لكل مرتاديه، سواء تعلق الأمر بالمهنيين كشركات النقل السياحي أو التاكسيات أو حتى حافلات النقل المدرسي، بل حتى مستعملو الدراجات لم يسلموا من هذا المشكل الذي قض مضجع الساكنة”.
اترك تعليقاً