كوكوس: الشباب يريد نتائج لا شعارات.. والأحزاب مطالبة بتغيير أساليبها لاستعادة الثقة

أكدت نجوى كوكوس، النائبة البرلمانية ورئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الجيل Z في المغرب لا يعبر عن رفض للسياسة بقدر ما يرفض عرضا سياسيا لم يعد يتواصل معه أو يلبي تطلعاته. وأوضحت كوكوس، في حوار أجرته معها مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن هذا الجيل لا يشعر بأن الوجوه أو الأساليب أو قنوات الاتصال التقليدية تمثله، مما يولد لديه شعورا بالإقصاء. وأشارت إلى أن الحل لا يكمن فقط في دعوة الشباب للانتظار حتى الانتخابات المقبلة، بل في ضرورة أن تتجه الأحزاب السياسية نحوهم وتغير من مقاربتها لقضاياهم، لأنهم ينتظرون أفعالا ونتائج ملموسة وليس مجرد شعارات.
وكشفت المتحدثة ذاتها أن كل الأطراف حاولت فتح حوار مباشر وبناء مع الشباب المحتجين باسم “GenZ212″، لكن المشكلة تكمن في غياب محاور أو هيكل منظم يتحدث باسمهم، واصفة تحركهم بالعفوي في الشوارع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. وأضافت، بناء على لقاءات جمعتها ببعضهم، أن هؤلاء الشباب منفتحون على الحوار مع جميع المؤسسات ولديهم رغبة في فهم الواقع الاقتصادي والسياسي للبلاد، مشيرة إلى أن كل ما يريدونه هو أن يتم الاستماع إليهم واحترامهم وإشراكهم في الشأن العام.
وأرجعت كوكوس الفجوة بين الشباب والسياسة إلى كون بعض الأحزاب السياسية لا تزال حبيسة الخطابات الإيديولوجية القديمة والأساليب الكلاسيكية، مما جعلها منفصلة عن تطور العصر وغير ممثلة لأجيال الشباب. وتابعت أن هذا الوضع يفرض على الفاعلين السياسيين إعادة التفكير في طريقة عملهم عبر الخروج من المكاتب، والتوجه نحو الشباب، والاستماع إليهم قبل الحديث، واستخدام قنواتهم الخاصة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، مع ضرورة التحلي بالصدق والشفافية.
إقرأ أيضا: احتجاجات “جيل z”.. ككوس: لا نتهرب من الأزمة.. لكن الحل ليس في الاستقالات
وأوضحت رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أنها تتفهم المطالب الداعية إلى التحكيم الملكي وإسقاط الحكومة في فترات التوتر الاجتماعي، لكنها شددت على أن الحل المستدام لا يمكن أن يمر إلا عبر عمل جماعي ومسؤول للمؤسسات. وأكدت أن إسقاط حكومة بمفرده لا يحل المشاكل الهيكلية المتعلقة بالصحة والتعليم وغلاء المعيشة والتشغيل، وأن المطلوب اليوم هو حوار اجتماعي حقيقي أو ميثاق اجتماعي يستند إلى المرجعيات الوطنية.
وفي ردها على الانتقادات الموجهة إليها بخصوص مواقفها داخل الأغلبية الحكومية، أفادت كوكوس أنها تمارس دورها الدستوري بمسؤولية، وأن انتماءها للأغلبية لا يلزمها بتقديم المجاملات المجانية، فالتزامها الأول هو تجاه المواطنين. وأضافت أن قول الحقيقة لا يعني المعارضة، بل الرغبة في التحسين والتصحيح والتقدم، معتبرة أن هذه هي الطريقة لتعزيز مصداقية المؤسسات واستعادة ثقة المواطنين في السياسة. ونفت في السياق ذاته وجود أي شعور بالإحباط داخل حزبها، مؤكدة أن وزراء الحزب يتحملون مسؤولياتهم بالكامل داخل الحكومة.
وأشارت إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة هو أول حزب في المغرب يعتمد ميثاقا داخليا للأخلاقيات يفرض معايير صارمة للنزاهة والشفافية والمسؤولية على جميع مرشحيه ومسؤوليه. وذكرت أن 70% من مرشحي الحزب في انتخابات 2021 كانوا يخوضون التجربة للمرة الأولى، واصفة ذلك بـ “الثورة الصامتة” في الحياة السياسية المغربية، ومؤكدة أن الحزب يعمل على تجديد نخبته بدلا من إعادة تدوير نفس الوجوه، وأن الشباب ليسوا غير مسيسين، بل لديهم حساسية تجاه النفاق السياسي.
تعليقات الزوار
كلشي تايشير إلى مجهول ... حتا واحد مابغا يشير لراسوا!!!!! ..