مجتمع

ساعف: التعليم المغربي نزع عنه الفكر وتوجه نحو البراغماتية

اعتبر المفكر المغربي عبد الله ساعف، أن التطورات البيداغوجية التي عرفها التعليم في المغرب منذ السبعينات إلى اليوم، توجهت نحو البراغماتية وتلبية حاجيات سوق الشغل، ما أدى إلى نزع الفكر عن التعليم، بما فيها التخصصات التي يعتبر الفكر فيها أساسيا كالفلسفة وعلم الاجتماعي وغيرهما.

وقال وزير التربية الوطنية في حكومة التناوب، إن المجزوءات والمواد التي تدرس في الجامعات، شهدت تطورات نحو التوجه الاستهلاكي في المعرفة وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه “لم نعد نرى تلك العلاقة الحميمية مع المعرفة والكتابة في الجامعة المغربية كما كان عليه الحال في السبيعينات”.

وتابع المتحدث قوله، خلال استضافته من طرف مؤسسة المشروع البحثية التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي، أمس الخميس بالرباط، “أن هناك من كان يعد أطروحته في الدكتوراه لمدة تصل إلى 15 سنة، بينما الآن أصبح الأمر لا يأخذ سوى سنوات قليلات”.

إلى ذلك، شدد أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الجامعة المغربية طيلة مسارها غذت بنية الدولة بالنخب والأطر، مضيفا أن الجامعة أنتجت نخبا بمساحة معتبرة عن الدولة، منهم معارضون ردكاليون بدرجات متفاوتة، وهذا ما يؤشر على وجود نوع من الاستقلالية للجامعة عن الدولة، لافتا إلى أن الحديث عن استقلالية مطلقة للجامعة المغربية عن الدولة هو أمر صعب.

وأشار رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية، إلى أن الوضعية المعرفية للأساتذة الجامعيين ومواقفهم السياسية في السبعينات والثمانينات والتسعينات، كانت تعطي للخطاب السياسي اعتبارا ومصداقية، مشددا على أن الجامعة ليست إلا تعبيرا عن الوضعية الاجتماعية للمجتمع.

من جهة أخرى، اعتبر ساعف أن الخطاب السلبي عن التعليم في المغرب والحديث عن انحطاطه، هي “فكرة خاطئة وخطاب سياسي يستعمل لأغراض سياسية”، لافتا إلى أن التعليم في المغرب جزء منه جيد والآخر سيئ، مضيفا أن التشخيص الذي أقيم على النظام التعليمي في المغرب غير مقنع، حسب رأيه.

ودعا ساعف، صاحب 20 مؤلفا في الفكر والسياسة باللغتين العربية والفرنسية، إلى عدم تحميل التعليم مسؤولية كل الإشكالات التي تحدث في الدولة والمجتمع، من رشوة وحوادث سير وفساد سياسي وغياب الديمقراطية، معتبرا أن التعليم ليس إلا جزءا من مؤسسات المجتمع.