وجهة نظر

قوم قريش يظهرون في رمضان

شهر رمضان شهر البركة والرحمة والغفران ومدرسة لتهذيب النفس وإصلاح المعاملات اليومية بين الناس…

في هذا الشهر الذي تصفد فيه الشياطين تظهر فيه شياطين من نوع آخر تحترف اللهو
واللغو وتنغمس في المحرمات والفساد…

إنهم قوم قريش.. قريش زماننا.
أناس يشبهون قوم قريش بلهوهم واستبدادهم وفسقهم وكفرهم –أقصد بتكذيبهم و جحودهم-تجدهم أكثر إقبالا على الرذيلة: خمر، دعارة، قمار ، سهرات ليلية…

المؤمنون الباحثون عن القرب من الخالق يملؤون المساجد…

أستسمح.. المساجد لا تصل إلى حد الامتلاء ، لأن القريشيين غافلون،مائعون،سابحون وهائمون في “النشاط” كما يحلو للبعض تسميته.
عندما تتجول بالمدينة أثناء صلاة العشاء، تجد المقاهي ممتلئة عن آخرها، والزبناء القريشيون يرتشفون السوائل ويتلصصون على عورات النساء-أقصد الإناث- ويشربون دخان سجائرهم المهربة والشيشة ويلعبون الورق والشطرنج، ويقهقهون بأصوات عالية…
فتيات تملأن ليل المدينة وشباب لا حول له ولا قوة أمام سحر الإغواء وضغط الغريزة…

قال أحدهم للآخر:هل حصلت على دواء للرأس؟ يقصد الحبوب المهلوسة
أي دواء هذا الذي يغيب العقل ويستحضر الغريزة والطبع الحيواني في البشر…
شباب ضائع بمعنى الكلمة وحيوان يسكن جسد كل فرد…

في رمضان كما هو معروف الشياطين تكون مصفدة، لكن لما هؤلاء القريشيون يذنبون أكثر مما يذنبونه في باقي الأشهر؟ يرفثون أكثر مما يرفثونه و الشياطين حرة طليقة…
يقضون ليلهم في اللهو واللعب . وعند السحور ودون أن يصلوا الصبح ينامون نومة أهل الكهف ، تظن أنهم لن يفيقوا إلا بعد ثلاث مائة سنة ، لكنهم في الاخير يستيقظون بعد الظهيرة أو عند آذان صلاة العصر…
فيعيدون رسم هذه اللوحة يوميا وعلى مدى أيام الشهر الفضيل…أي فضل أحرزه هؤلاء القريشيون؟
أين فضل صلاة التراويح والأجر المضاعف، صلة الرحم، أجر الدعاء، قراءة القرآن ؟؟

في نهاية الشهر، بينما المؤمنون، المصلون المسبحون يتسلمون جوائزهم، تجد قوم قريش نادمين..ليسوا نادمين على تفويت أجر رمضان ، ولكن نادمون على مومس أفلتت من قبضتهم ذات ليلة، أو مال أضاعوه …
ولأنهم من سلالة أبي جهل وأبي لهب وشيبة بن ربيعة ، فإنهم لا يبالون ..لا ينظرون ورائهم لاستدراك ما فات.
إلا قلة من قليل، ممن سيصدمون رؤوسهم بجدار الزمن.

فيوقظهم من غيبوبتهم ليبصروا الدنيا رخيصة ولا تساوي في الأصل جناح بعوضة…