سياسة

مراكش تسعى للإنارة بالطاقة الشمسية واعتماد حافلات كهربائية

صادق المجلس الجماعي لمدينة مراكش في دورة الأخيرة لشهر ماي، على تأسيس شركتين للتنمية المحلية، تختص الأولى في تدبير الحافلات عالية الجودة (BHSN) والتي تشتغل بالطاقة الكهربائية وتوفر خدمة تتميز بالسرعة والسعة العالية، والثانية تتعلق بقطاع الإنارة العمومية في إطار مشروع “حاضرة الأنوار”، الذي يسعى إلى تزويد المدينة بنظام إنارة ذكي ويعتمد على الطاقة الشمسية.

“حاضرة الأنوار” توفير 40% من نفقات الإنارة العمومية

يسعى مشروع “حاضرة الأنوار” الذي صادق عليه المجلس الجماعي للمدينة الحمراء بالإجماع، في دورة ماي التي انعقد بداية الأسبوع الجاري، إلى توفير حوالي 40 في المائة من مصاريف الإنارة العمومية التي تكلف مجلس المدينة حوالي 60 مليون درهم تزداد كل سنة مع التوسع العمراني للمدينة الحمراء، عبر تزويد المدينة بنظام إنارة ذكي يتعمد بالأساس على الطاقة الشمسية ويمكن من التدخل السريع عبر برنامج معلوماتي لاستبدال المصابيح غير الصالحة.

ويهدف هذا المشروع الذي صادق المجلس على تأسيس شركة تنمية محلية خاصة به، إلى إدخال عاصمة النخيل في نادي المدن الذكية، كما يهدف اقتصاد الطاقة وتلاءم احتضان مدينة مراكش للقمة العالمية للمناخ نهاية السنة الجارية، مع سياستها في تدبير قطاع الطاقة.

“حاضرة الأنوار” هو الاسم الذي أطلقه المجلس على المشروع الذي ينتظر أن يزود المدينة بمصابيح ذكية من نوع “ليد” في أزيد من 60 ألف نقطة إنارة عمومية، والذي ينتظر أن يستنفذ حوالي ثلث مراحل تنزيله قبل شهر نونبر المقبل الذي ينتظر أن يشهد القمة العالمية للمناخ “كوب 22”.

وينتظر أن يتوفر المشروع المذكور على منظومة للإنذار في حالة تعطل أي مصباح لتمكين التقنيين للتنقل في الحين إلى المكان لإصلاحه، وكذلك على شبكة نقل المعلومات عن طريق شبكة الإنارة، خاصة فيما يتعلق بالإشارات الضوئية للمرور، وكذا فيما يخص الربط بين المصالح الإدارية وتتبع مناطق الإشهار.

مجلس مدينة مراكش الذي يقوده محمد العربي بلقايد عن حزب العدالة والتنمية، عقد شراكة مع شركة إسبانية متخصصة في المجال بعدما قدمت أحسن عرض والذي وصفه بالمتكامل من بين 19 شركة قدمت ملف ترشيحها، وهي الشركة التي تدبر الإنارة العمومية في مدن عالمية مثل مدريد وبرشلونة وعرفت نجاحا كبيرا في المجال.

BHSN حافلات عالية الجودة ومحافظة على البيئة

في الجلسة نفسها لدورة ماي، صادق المجلس الجماعي لمراكش على قرار آخر يتعلق بتأسيس شركة تنمية محلية ثانية يملك المجلس أكثر من نصف رأسمالها، وتعمل على تدبير جزء من النقل الحضري بالمدينة، والمتعلق بالحافلات العالية الجودة التي تربط وسط المدينة بأطرافها على محورين اثنين.

ويدخل مشروع الحافلات العالية الجودة ضمن مشروع “مراكش الحاضرة المتجددة” الذي أعطى الملك محمد السادس إنطلاقه في يناير 2014، ويضم عددا من المشاريع الضخمة لتأهيل مدينة مراكش.

وتتميز الحافلات ذات الجودة العالية أو ما يطلق عليه في الدول الأوروبية “الحافلة سريعة التردد”، بنظام نقل يوفر خدمة سريعة، كما تتميز بسعتها الكبيرة واستعمال طريق خاصة بها، ويهدف المشروع الذي كان من المنتظر أن يرى النور على عهد المجلس السابق الذي ترأسته فاطمة الزهراء المنصوري من حزب الأصالة والمعاصرة، إلى الجمع بين سعة وسرعة القطارات الخفيفة أو نظام المترو، مع مرونة وسعر وبساطة نظام الحافلات.

وارتأى المجلس الجماعي لمدينة مراكش الذي تولى مهمة تسيير المدينة بعد انتخابات الرابع من شتنبر الماضي، عدم إسناد المشروع لشركة ألزا التي تستفيد من تدبير النقل الحضري، كما كان ذلك رائجا قبل الانتخابات وطيلة مدة تهيئة الطريق، وأن يؤسس شركة تنمية محلية تدبر القطاع، وكذا أن تكون الحافلات كهربائية تماشيا مع احتضان المدينة الحمراء لـ “كوب22” في نونبر المقبل.

وحسب مصادر متطابقة ينتظر أن تكون مدينة مراكش أول المستفيدين من من الاتفاقية التي وقعتها  شركة الاستثمار الطاقي المغربية مع البنك المركزي الشعبي الصيني، خلال الزيارة الملكية الأخيرة لجمهورية الصين الشعبية، لتمويل وحدة لصناعة الحافلات الكهربائية من الجيل الجديد بالمغرب، بغلاف مالي يقدر بـ 1,2 مليار درهم.

ورجحت المصادر ذاتها، أن يتم إنشاء المصنع بالمدينة الحمراء والذي سيوفر مناصب شغل هامة، كما أنه ستستفيد المدينة من الحافلات بأسعار تفضيلية.