مجتمع

متخصصون: نسب المشاهدة ليست المعيار الوحيد لقياس جودة برامج التلفزيون المغربي

أجمع متخصصون في مجال السمعي البصري، على ضرورة تحديد معايير وآليات جديدة لتحديد جودة التلفزيون، وكذا جودة البرامج المعروضة عليها، بعيدا عن المعيار الواحد والوحيد وهو نسب المشاهدة، الذي من خلاله يتم الحكم على التلفزيون والبرامج المعروضة عليها.

وفي هذا الإطار قال محمد بلغوات مدير المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، إن سؤال الجودة في التلفزيون مطروح على المستوى العالمي، حيث بدأ الاهتمام بمسألة الجودة، مضيفا أنه يلاحظ في المغرب أن المشاهدة وحجم المشاهدة هو المعيار الوحيد الذي يؤخذ به في السياسات التلفزيونية”

وأوضح بلغوات في تصريح للصحافة، على هامش ندوة دولية، حول التلفزيون وسؤال الجودة، نظمت صباح اليوم الجمعة بالرباط، أنه بدأ الاهتمام والتفكير ومساءلة معيار الجودة على أساس أن نقول أن هناك أبعاد أخرى لكي نحصل على تلفزيون في مستوى ما يطلبه الجمهور، “فهناك أسئلة تطرح، وهي ما هي الجودة، وهل معيار وحجم المشاهدة هو المعيار الوحيد الذي يمكن أن نقول من خلاله أن هذا التلفزيون جيد ويقدم برامج جيدة” حسب قوله.

وأكد المتحدث ذاته، أن على مختلف الفاعلين، طرح سؤال الجودة، حتى يتم التأسيس لثقافة جديدة خلال السنوات القادمة، سواء من منظور البرمجة أو قياس المشاهدة، مشددا على ضرورة تطوير آليات جديدة، في السنوات المقبلة، حتى نصل لتجويد المنتوج المغربي” على حد تعبيره.

ومن جهة أخرى، تساءل فرانسوا جوست، من جامعة السربون بباريس، الذي قدم عرضا، حول كيف نقيم الجودة التلفزيونة، عن المعايير المتخذة في تحديد الجودة، “هل القناة أو طبيعة ونوعية البرامج”، مضيفا أن المشاهدين يجدون الجودة متوفرة في المرفق العمومي والقنوات التي تذيع ذلك، “فالقنوات العمومية هي التي تبرمج ما يحبه المشاهد”.

وأكد المتحدث ذاته، أن هناك علاقة بين المشاهدة وجودة التلفزيون هذه الأخيرة، لا تتعلق بطبيعة التلفزيون ورفض بعض البرامج، الشيء الذي دفعنا، يضيف جوست، بالقول إن “هناك برامج ذات جودة وأخرى برامج ينبغى الاستغناء عنها، فالمباريات مهمة لكنها لا تدخل في نطاق برامج ذات الجودة والمعيار في الحكم عليها هو نوع برامج الرياضة، والمسرح يعتبر في أعلى اللائحة وهناك أنواع نييلة كبرامج الاستقصاء وبعضها بعيد عن الجودة وهذا ما يبدو من خلال دفاتر التحملات التي تشتغل عليها”.

وأشار جوست، إلى أن “تثمين الجودة، يأتي تطبيقا للمعايير الخاصة التي ترتبط بأنواع التلفزيون والبرامج، و”هذا لا يعني أن الجودة محددة بمعايير داخلية لهذه البرامج، وعلى رأسها الأسلوب، لذلك فالجودة مرتبطة بطريقة تناول الموضوعات التي تعتبر هي المحددة للجودة، وكذا بنوعية البرامج”.

وخرج جوست، بخلاصات مهمة، حدد من خلالها الجودة، من خلال اعتبار أن هناك برامج نبيلة وأخرى غير نبيلة، وأن البرنامج الجيد هو الذي يحترم القناة وكل الباحثين يتفقون على ذلك، عن طريق احترام دفاتر التحملات كما ينبغي لهذه البرامج أن تكون لها القدرة على الابتكار، مضيفا أن السؤال الذي يظل مطروحا هو أين هي جودة التلفزيون ككل.