وجهة نظر

من إسهامات الدكتور أحمد الريسوني في المقاصد

أفتتح هذا المقال بقول الريسوني في حق الإمام الجويني: “الأعمال التأسيسية مهما تكن قلتها و محدوديتها،  و مهما يكن من قصورها و عدم كفايتها،  و مهما يرد عليها من ملاحظات و استدراكات،  فإنها تظل أعمالا عظيمة لا يأتي بها إلا العظماء المبدعون”.

ولاشك أن هذه القولة تنطبق على أستاذنا أحمد الريسوني ، ومن خلال احتكاكي ببعض مؤلفاته وجدت بعض العبارات التي تشير إلى بعض إسهاماته في هذا العلم، وهذه من أبرز الأعمال التأسيسية الذي جاء بها الريسوني في المقاصد:

تحديده مجالات العقل في إدراك وتقدير المصالح:

تكلم العلماء عن إمكانية إستعمال العقل في إدراك المصالح ، ولما جاء الريسوني حدد للعقل ثلاث مجالات في ذلك :

التفسير المصلحي للنصوص؛

تقدير المصالح المتغيرة والمتعارضة؛

تقدير المصالح المرسلة؛

استخراجه القواعد المقاصدية:

للريسوني فضل السبق في استخراج القواعد المقاصدية من مظانها، ويعتبر بذلك أول من طرق هذا الباب.يقول:”وقد كانت هذه أول خطوة في استخراج القواعد المقاصدية وتصنيفها وهي التي مهدت الطريق لخطوات مماثلة، تجاوزت الاستخراج والتصنيف إلى الشرح والدراسة”[3]

ثم جاء بعده اليوبي في كتابه ” مقاصد الشريعة وعلاقتها بالأدلة ” والكيلاني في “قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي ..” كما له كتاب اسمه : ” قواعد المقاصد قواعده وفوائده”

تحديده لمسالك الاجتهاد المقاصدي:

يعتبر الريسوني من أوائل من حدد أهم مسالك الاجتهاد المقاصدي ، وهذا مايستفاد من قوله :” فإن هذه هي المناسبة الخاصة ، لجمع ماتفرق من هذا الموضوع ، وإضافة ما يمكنني ـ الآن ـ إضافته …وهوأمرلاتخفى صعوبته وخطورته ، ولكن لابد من اقتحام العقبة، ولو في مرحلة أولى منها . والاعتماد على العلماء يشجع ويساعد “[4] وقال في موضع آخر :”  فلتكن تلك المحاولة ، خطوة في الطريق ،إن أحسنت فبها ونعمت ، والافلتكن إثارة وتحفيزا لمن يستطعون خوض الموضوع وضبطه “[5]

وحدد هذه المسالك في:

النصوص والأحكام بمقاصدها

الجمع بين الكليات العامة والأدلة الخاصة

3 جلب المصالح ودرء المفاسد

4 اعتبار المآلات.

تقسيمه لكليات القرآن:

قسم الريسوني كليات القرآن إلى أربع كليات، وظاهر من عبارته أن هذ التقسيم من وضعه ، حيث قال : ” والمعتمد عندي حتى الآن ، هوتصنيفها إلى أربعة أصناف … لم يكن عندي نموذج سابق أبني عليه [6]

وهذه الكليات هي :

الصنف الأول: الكليات العقدية

الصنف الثاني: الكليات الخلقية

الصنف الثالث: الكليات التشريعية

الصنف الرابع : الكليات المقاصدية ـ وهذاهو الذي يهمنا هنا ـ وقسم كليات القرآن المقاصدية إلى مايلي :

ليبلوكم أيكم أحسن عملا (الابتلاء )

التعليم والتزكية

3 جلب المصالح ودرء المفاسد

4 ليقوم الناس بالقسط (إقامة القسط)

هذه بعض الاسهامات التي وقفت عليها للدكتور أحمد الريسوني في علم المقاصد، كما لاأنسى دفاعه عن استقلالية علم المقاصد، ولو استقلالية نسبية ، بحيث أنه استجمع شروط استقلالية أي علم من : أعلام ، وقواعد، ومؤلفات، ومصطلحات، وموضوعات…

 —

* مقتطف من بحثي الموسوم ب: “قواعد المقاصد عند الدكتور أحمد الريسوني” في إطار أولمبياد المقاصد بكلية الشريعة أكادير ، دورة الدكتور أحمد الريسوني2014 .

 

[2]من أعلام الفكرالمقاصدي للريسوني، ط1 1424ـ2003 ص: 12

[3]موسوعة معلمة زايد، المقدمة الرابعة عشر ص:13

[4]نظرية المقاصد للريسوني ص: 335

[5]نظرية المقاصد ص:359

[6]الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية للريسوني ص: 63  ومابعدها