مغاربة العالم

السوسي: مفردات القاموس السياسي المغربي خارج اللغة السياسية الحقيقية

قال الإعلامي والمناضل اليساري المغربي المقيم في لندن، حسن السوسي، إن القاموس السياسي المغربي، “أصبحت تؤثثه مفردات يصعب إدراجها ضمن لغة السياسة الحقيقية”، معتبرا في سياق انتقاده لما أسماه شيوع “سياسة التبخيس السياسي” في الحياة السياسية المغربية، معتبرا أن هذا الأمر هو صورة من أزمة المتجمع، وأن سيادته تميل إلى توليد أزمات مماثلة، بدل اعتماد النقد السياسي الرصين مدخلا حقيقيا لكل عملية بحث عن الحلول”.

واعتبر السوسي، في تدوينة له على حسابه بموقع “فايسبوك”، يعتقد السوسي، أن سياسة التبخيس، تقوم على مبدأ أساسي، “وهو عدم الاعتراف بما هو إيجابي، من أي عمل من الأعمال، والميل إلى زعم أن الجوانب السلبية، أو تلك التي تبدو كذلك، هي التي ينبغي اعتبارها معبرة عن الجهد المبذول، أو ربما الاستنكاف عن بذل أي مجهود في وقت كان متاحا بذله”، حسب تعبيره.

وأضاف بأن “القاموس السياسي المغربي يؤشر على إشاعة نوع من التفكير السلبي الساذج والساقط أحيانا كثيرة، خاصة ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف أشكال الشتم والنيل من كرامات الناس بمختلف الوسائل”.

وتابع في التدوينة ذاتها، “كما أن تساقط زلات لسان هذا أو ذاك أو إخراج تصريح هذا أو ذاك عن سياقه الحقيقي لتسخيره في معارك دونكشوتية تؤخر ولا تقدم، قد أضفى على هذا الواقع بعدا لا يختلف عن أي أزمة عميقة في الرؤية والتصور والأداء لبعض من يعتبرون أنفسهم نوابا عن الشعب المغربي في إصدار أحكام أقل ما يقال فيها كونها تزري بأصحابها قبل غيرهم”.

وأورد في تدوينته التي وسمها بـ”مشاكسات.. ليس إلا”، أنه يتم تبخيس إنجازات مختلف القوى السياسية في البلاد على مستوى الدولة والأحزاب السياسية والنقابية، وغيرها من المنظمات التي تهتم بالشأن العام، متسائلا “عندما يصل الأمر إلى هذا المستوى من تبخيس كل شيء وكل عمل، فهل يمكن التعامل معه بما هو أقل من التعامل مع كل أزمة بنيوية داخل المجتمع؟”.

وخلص السوسي إلى أنه “عندما تعم سياسة التبخيس مشهدا من مشاهد الحياة السياسية في مجتمع من المجتمعات، فاعلم أن أزمة ذلك المجتمع من النوع الذي يميل إلى توليد مثيلاتها من الأزمات وتناسلها اللانهائي، بدل اعتماد النقد السياسي الرصين مدخلا حقيقيا لكل عملية بحث عن الحلول”.