وجهة نظر

اليسار والشيعة بالمغرب.. هل هو اختراق أم زواج متعة

في الأيام الأخيرة الماضية استعرض اليساريون عضلاتهم من خلال مقالات مغرضة نشرت في جرائدهم الورقية والإلكترونية ملؤوها بالإفك والبهتان والمغالطات ،و تعليب التهم و التحريض على جمعية فتية تنشط في العمل الاجتماعي والثقافي، كما وجهوا سهامهم المسمومة للمسؤولين الأفاضل بالمجلس العلمي بعمالة المضيق ، و ذلك على خلفية الإعلان عن مؤتمر يعرف المغاربة بحقوق آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، و يحذرهم من الفكر الشيعي الدخيل المليء بالغلو والطائفية والذي يخالف ثوابت هذا البلد الحبيب ، فانبرى كتاب اليسار إلي تسويد صحفهم خدمة و منافحة عن التيار الشيعي الذي أخاله في غاية الانتشاء بتلكم المقالات المأفونة .. 

والرأي العام يتساءل عن سر هذه العلاقة المشبوهة بين اليسار وشيعة المغرب ؟؟؟
والجواب يحتاج منا التطرق إلى أمور عدة مرتبطة بالتيارين و الفكر الذي يتبناه كل منهما و الذي أنتج هذه المزاوجة التي تشبه إلى حد بعيد زواج المتعة عند الشيعة ..

وهذه المزاوجة يمكن أن نرجعها إلى أمور عدة منها :
تقاطع المصالح فكل طرف يطمع في دعم الطرف الآخر فاليسار يعتبر الشيعة مكسبا سياسيا ،و البلد مقبلة على انتخابات ، و الشيعة يرون في اليسار غطاء سياسيا يمتطونه لتقوية شوكتهم والتغلغل في البلد من خلال الأحزاب السياسية ، و قد فعلوا ذلك في أكثر من بلد ..بل لا يستبعد وجود اختراق شيعيلأحزاب اليسار ..

فهجوم اليساريين الشرس على جمعية “الآل و الأصحاب للثقافة والتنمية”، و على المجلس العلمي للمضيق، زيادة على كونه نصرة لحليفه الجديد الشيعة الروافض هو محاولة للتغطية على انتكساته الأخيرة و التي وصل بعضها إلى الخيانة العضمى للمملكة ، فتصويت الشبيبة الاتحادية لفائدة عضوية البوليساريو في الاتحاد الدولي للشبيبات الاشتراكية، في مؤتمره المنعقد بالعاصمة الألبانية تيرانا، تجعل الاتحاديين متهمين بـ”الخيانة العظمى للوطن” .

اليسار يحاول أن يغطي على طوامه و خيانته لهذا الوطن بتنصيب عدو وهمي للمغاربة يسميه الوهابية ، و هو في الآن ذاته يدافع عن كيان دخيل على المغاربة ولاؤه الكامل لطهران و خطره كبير لحمله فكرا طائفيا استئصاليا يحكم بكفر كل من لم يتبناه و يهدر دمه لكنه متدثر بدثار التقية إلى حين تقوى شوكته و يكثر ناحلوه ..

و دفاع اليسار عن الفكر الشيعي يقوي شوكته، و يحدث له غطاء سياسيا يعرض أمن المغاربة الديني و القومي للخطر الجسيم، و لنا عبرة في كل البلاد التي دخلها الشيعة وتمكنوا فيها، ولا شك أنهم ما تمكنوا إلا بعدما وجدوا أمثال هؤلاء المتعاونين من اليساريين الجهلة ،أو المتشيعيين الذين اخترقوا تلك الأحزاب و المنظمات .

فاليسار يريد صرف الرأي العام عن لوازم تلك الخيانة الشنيعة ..
كما أن هجومهم هذا مع كونه مهرا مقدما في هذه (المتعة) بين التيار اليساري والشيعي، فهو نوع من النكاية بالتيار الإسلامي عموما ، و جزء من حملة انتخابية مبكرة تعتمد على إحداث فوبيا الوهابية، و استمالة الرأي العام من خلالها ..
و الذي على الرأي العام أن يعيه أن اللعب بملف التشيع في المغرب و الاستهانة بتبعاته لعب بالنار سيدفع ثمنه المواطنون السنة في هذا البلد الآمن ، وهذا الأمر لا يكترث له كثيرا هؤلاء اليساريون المتهوكون ..

و المتأمل لتلك المقالات التي نشرتها الاتحاد الاشتراكي و الوطن و أنفاس بريس و مثيلاتها من الجرائد التي تفتقد لكل مقومات المصداقية والتجرد يجد أن الطرح الذي اعتمدته بالأساس هو لوك فكرة خبيثة لشيطنة أهل الخير ،و لصياغة الرأي العام وتحريض القيادات و الساسة ضد الأفاضل ممن ينشطون في مواجهة التشيع في بلدنا الحبيب ، و الفكرة هي أن مواجهة التشيع والرد على الشيعة نقل للصراع الوهابي الشيعي إلى المغرب، و كأن القوم يريدوا إقناعنا بأن الروافض لا يعادون من أهل السنة إلا من يسمونهم وهابية ، و يكفي للعاقل أن يقلب بصره في أسقاع الدنيا ،و يراجع تاريخ الشيعة الأسود ليستيقن أن الشيعة يعتبرون السنة أعداء كفارا حلال الدم لا يجوز موالاتهم ولا مهادنتهم إلا على سبيل التقية .

من يقتل السنة بلبنان وسوريا والعراق و اليمن و غيرها من البلدان التي لا علاقة لها بالوهابية.؟؟!!
من قتل السنة قبل ظهور الوهابية بقرون ..؟؟!!

إن مهاجمة اليساريين عبر جرائدهم و مواقعهم الالكترونية ، للمجلس العلمي للمضيق و رميه للمسؤولين فيه بالترويج للوهابية هو محاولة فاشلة لعزل “جمعية الآل والأصحاب” و تهييج المسؤولين و الرأي العام على جهاز رسمي يؤدي مهامه على أكمل وجه .
و الذي يجهله هؤلاء المحرضون من اليسار هو أن ملف التشيع بالمغرب هو ملف أمني بامتياز، و أجهزة الدولة المختصة ليست نائمة ،ولا غافلة عن عمل المجالس العلمية، أو عمل الجمعيات ،ولا عن عمل من يتواطأ مع الشيعة، ويخدمهم سياسيا وإعلاميا ، و يخوض معارك ضارية بالوكالة عنهم ؛و المزايدة على أمن هذا الوطن جريمة كبرى ستسجل في حق كل من يتورط فيها .

إن عقيدة الشيعة مليئة بالطائفية والتحريض على الكراهية والتكفير و القتل لأهل السنة وهذا هو الارهاب بعينه، و الذي أعلن المجتمع الدولي الحرب عليه بما في ذلك المغرب ،و المتعاون مع من يحمل هذا الفكر أو يحميه أو يدافع عنه ، فهو متهم بالتعاون مع الإرهاب و أهله، و ليرجع هؤلاء إلى حسابات الشيعة المغاربة وتصريحاتهم في القنوات الشيعية ليعلموا مصداق كلامي هذا .

و قيادتنا الرشيدة ولله الحمد تدرك مدى خطر التمدد الشيعي في العالم الإسلامي ،و اتخذت موقفا واضحا في مؤازرة أشقائنا السنة، و الدخول معهم في حلف يضمن إيقاف هذا الزحف الشيعي الذي ما وصل إلى بلد إلا خربها وسام أهلها من السنة سوء العذاب ،و لا شيء يخدم مشروع إيران الصفوي مثل وجود سياسيين مغفلين من اليساريين، الذين يخوضون حربا عنها بالوكالة ..

و التحرك الشيعي في السعي إلى اختراق التكثلات والأحزاب اليسارية كان واضحا خلال السنوات الأخيرة، فمنهج الشيعة المبني على التقية يجعلهم يتحالفون مع الشيطان للوصول إلى مآربهم ،فكيف إذا كان هذا الهدف يمكنهم من كسب مناصب سياسية ،أو التغلغل في أحزاب تدافع عن كيانهم وتكرس وجودهم، لا شك أن هذا الأمر سيكون من أولوياتهم ..

فنحن نجزم اليوم بأن عددا من الأحزاب اليسارية مخترقة من هؤلاء و لا شك أنهم يسعون للهيمنة عليها لتكون يوما ما أحزاب شيعية تسعى لإلحاق المغرب بولاية الفقيه بطهران .

و لعل بعض اليساريين يبرر تعاطفه مع هذا التيار الذي يشكل خطرا كبيرا على بلدنا بحفظ حقوق الأقليات، و حرية المعتقد، و غيرها من التبريرات التي تتماشى مع البراغماتية اليسارية ، أو قد يسلكون مبدأ خلق التوازنات داخل المجتمع من أجل تحصيل مكاسب سياسية و هذا التعامل مع ملف التشيع في بلادنا له تبعات خطيرة ، فهل غاب عنا ما يفعله الشيعة في كل البلدان التي تغلغلوا فيها، و أصبحت لهم شوكة ،و ما كان لهم أن يصلوا إلى ذلك لولا وجود سياسات ضعيفة مضطربة لا مبالية بمآلات الأمور، فجنت على نفسها براقش .

لذلك على الرأي العام أن يكون على وعي تام بالخطر المحدق جراء اللعب بهذا الملف .
وإليكم بعض فتاوى القوم التي تؤصل للطائفية و تنشر الإرهاب باسم موالاة آل البيت و التشيع لهم :

قال علامتهم نعمة الله الجزائري في حكم أهل السنةالذين يسميهم الشيعة زورا بالنواصب :
( إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شرّ من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة ) الأنوار النعمانية/206، 207.
و انظروا إلى نقل إجماع الشيعة الاثناعشرية على تكفير أهل السنة والحكم بنجاستهم ، وشيعة المغرب كلهم إثناعشرية ..

ولهذا فقد أباحوا دماء أهل للسنة وأموالهم، وإليكم هذا النقل الخطير :
عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟
فقال: ( حلال الدم، ولكني اتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل ) وسائل الشيعة 18/463، بحار الأنوار 27/ 231.

وعلق الخميني على هذا بقوله:
(( فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس ))
كما أنهم يصفون أهل السنة بأوصف شنيعة تدل على الحقد الأسود الذي يحمله هؤلاء القوم .
روى الكليني وهو بالنسبة للشيعة في مقام البخاري عند أهل السنة : (إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا) الروضة 8/ 135.

وقال شيخهم العلامة نعمة الله الجزائري مبيناً حقيقة حجم الخلاف –كما يراه هو- بين الشيعة والسنة: (لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا). الأنوار النعمانية(2/279).
وفي “بحار الأنوار” للمجلسي: “أن من لم يقل بكفر المخالف(أهل السنة ) فهو كافر أو قريب من الكافر” [65/281]

وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص في الآتي :

إنهم كفار، أنجاس، شر من اليهود والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في رب، ولا في نبي، ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسول الله صلوات الله عليه في دعوته وجهاده ، بل عندهم نصوص في تكفير بعض الملائكة و الرسل و الحيوانات و الجمادات بحجة انهم لم يقروا بولاية علي رضي الله عنه و عن جميع الصحابة الكرام .

فهذا هو الفكر الطائفي التكفيري الإرهابي الذي يحمله شيعة المغرب والذي يدافع عنه اليسار و يروج له ..

وشيعة المغرب لا يلتقون معنا في ثوابت هذا الوطن و التي تتلخص في الشعار العظيم “الله الوطن الملك “.

فهاهم يعلنون انهم لا يلتقون معنا في رب ولا نبي بله مذهب إمامنا مالك رحمه الله الذي يبغضه الشيعة ،و يشتمونه ،وينعتونه بفقيه السلاطين ، ووصفوه بالمبتدع الضال، ولعنوه.

وهم يبغضون كل الأئمة الأربعة واشتهر عندهم أبيات يلوكونها :

إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبا *** ينجيك يوم البعث من ألم النـــار

فدع عنك قول الشافعي ومـــالك *** وأحمد والنعمان أو كعب أحبار.

و أما الوطن فهم نقمة وشؤم عليه، وولاء الشيعة المغاربة لإيران وحزب الله الإرهابي، وكتابات الشيعة المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي طافحة بذلك..

فهم يسبون المغرب، و يصفون أهله بأبشع الأوصاف، و يتبجحون بحب و مدح إيران و حزب الله الإرهابي ..

و قبل أيام قليلة طلع شيعي مغربي على قناة فدك الشيعية، ووصف المغاربة بأنهم منافقون، و أنهم في الدرك الأسفل من النار، أليس هذا تكفير صريح للمغاربة؟؟ ، فكيف يسكت عن هؤلاء ،و كيف يسكت عمن يدافع عنهم، ويروج لهم في جرائدهم وندواتهم ؟؟!!..
و الشيعة لهم اتصال مباشر مع أسيادهم في إيران و لبنان يمولونهم ، و يملون عليهم الخطط و يدربونهم على التغلغل في المجتمعات السنية، حتى تأتي نقطة الصفر لإعلان ثورتهم و انقلابهم على اهل السنة، ولنا عبرة في هذه الدول التي تعاني منهم الويلات .

إن كثير من شيعة المغرب يترددون على إيران و لبنان و سوريا وعلى رأسهم الشيعي إدريس هاني، و قد حضر المؤتمر الأخير بسوريا الذي نظمه النظام السوري بإيعاز من إيران والذي بث من خلاله الشيعة رسائل عدائية إلى سنة العالم .

و أما نظرة الشيعة إلى النظام الملكي في المغرب فهي خطيرة جدا، فهم يرون من يتسمى بأمير المؤمنين ناصبي غاصب لحق إمامهم ، و شيعة المغرب على علاقة وطيدة بالمعمم الإرهابي ياسر الحبيب الذي يحرض على التكفير و القتل لأهل السنةعموما، وله كلام شنيع في حق جلالة الملك محمد السادس نصره و أيده و أجرى الخير على يديه و يحرض على جلالته ..

كما أنه وعد أتباعه و توعد المغاربة بإنشاء دولة شيعية بالمغرب، و يقسم على ذلك مرارا ،وكلامه مسجل صوتا وصورة ، و هذا يوحي بأنه يخطط بمعية شيعة المغرب من خلال نشاط منسق و استراتيجيات وضعت بطهران للإطاحة بالنظام الملكي السني بالمغرب فهل بعد هذا الشر شر !!! ..

وكل ما تقدم هو غيض من فيض مما يحمله هذا التيار من الأفكار الهدامة، و الخطر الجسيم على ثوابت أمتنا المغربية، و أمنها الروحي والقومي فهم لا يلتقون مع المغاربة في شعارهم ( الله الوطن الملك ).

فندعو من خلال هذا المنبر قيادتنا الرشيدة ملكا وحكومة إلى الحزم في مواجهة هذا الخطرالجسيم ، و تسخير المنابر الرسمية لتوعية المواطنين بشر وخطر هذا الفكر الهدام، كما هو الشأن مع فكر الخوارج التكفيريين.

فوالله إن شر الروافض أعظم من شر الخوارج .

كما يجدر الإشارة إلى ضرورة فسح المجال أمام العلماء و الدعاة لنشر الوعي، وبيان ضلال هذا التيار ليحذره المواطنون و يحصن المجتمع من فكرهم الهدام..

نسأل الله أن يحفظ بلدنا من كل شر و أن يجمع كلمة أهله على الهدى و الخير .