مجتمع

فيسبوكيون يهاجمون خطبة “إحراق الذات” لعدم حديثها عن مصير الظالمين

انتقد عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حديث خطبة الجمعة اليوم، حول “تحريم إحراق الذات”، الذي عممته وزارة الأوقاف على عدد من مساجد المملكة، مقابل تغييبها الحديث عن المسؤولين الذين دفعوا بهؤلاء إلى الإقدام على هذا الفعل، وذلك على خلفية إقدام عدد من المواطنين مؤخرا على إحراق ذواتهم احتجاجا على عدد من الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها.

وفي هذا الإطار، اعتبر محمد لغروس، أن الخطيب لم يتحدث عن مصير الظلام من المسؤولين قائدا كان أو غيره، ولم نسمع منه وممن أوحى له بالخطبة المنبرية ولو سطرا واحدا عن الشطط في استعمال السلطة وعن قهر الناس باستغلال النفوذ، وعن امتهان الكرامة الإنسانية ولم يذكرنا بقوله عز وجل “إن كرمنا بني آدم” كما لم يخبرنا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وأن الظلم لا يدوم وإذا دام دمر، وأن الله يمهل ولا يهمل”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن هذا هو مشكل التربية الدينية دائما تعطيك الوجه الأملس في الدين، الوجه الذي يزيد الصابر صبرا، لكن لا تعطيك وجه الحقوق والحريات والتي لا تخرج بدورها عن دائرة الأجر والثواب وترسيخ مفهوم الاستخلاف، بكلمة إديولوجية الدولة لا يخلوا منها لا المسجد ولا المدرسة ولا المهرجانات ولا أي صغيرة أو كبيرة”.

واعتبر الناشط “فهيد نيستور”، أنه كان على خطباء الجمعة أن يتكلموا كيف أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وكيف أن على القادرين من الناس، أن يدافعوا عن حقوق مواطنيهم المستضعفين وأن يقفوا إلى جانبهم ويؤازروهم بإعمال القانون والإرشاد والتوجيه والفضح والتنديد”

وقال الإطار في وزارة التربية الوطنية عز الدين العاوسي، إن الخطبة كانت ظالمة، ظلمت المرأة وهي على قيد الحياة وهاهي تظلم وهي بين يدي ربها، الدين الإسلامي كما حرم قتل النفس حرم الظلم وجعله محرما بين عباده وتوعد الظالمين بأشد العذاب.

وفي نفس السياق اعتبرت الصحافية سارة الطالبي، أن الدولة بحديثها عن الموضوع، تستغل الدين أبشع استغلال، وهو نفس الأمر الذي ذهبت إليه لمياء، التي قالت إن الفقيه الناطق الرسمي باسم المؤسسات الحكومية، وهو عبد مأمور.

الناشط الحزبي عبد الباري بوتغراصا كان له رأي مخالف، حيث تقدم بالشكر لوزارة الأوقاف على الخطبة، لأن “موضوع الانتحار مرفوض وحرام مهما كانت الذرائع والدوافع، لأنه يهدد أمن المجتمع ويدمر حياة الأسر ويسيء إلى الأمة”، وتابع “يجب أن نناضل وندافع عن الناس وهم أحياء ونرشدهم إلى كيفية الدفاع عن نفسهم دون قتلها”.

وتابع بوتغراصا، “خطبة الجمعة اليوم الموحدة حول آفة الانتحار وشيوعها ستعرف انتقادات وملاحظات من طرف بعض الأصدقاء وستأخذ طابعا سياسويا ضيقا، وقد يعتبرها البعض أنها جاءت لتغطي على تجاوزات السلطة لأن مصدرها وزارة الأوقاف، والحق أحق أن يقال ويتبع شكرا وزارة الأوقاف على الموضوع”.