وجهة نظر

نجوى.. الحفيدة طيريز وكذبة أبريل الفايسبوكية

تدوينة فايسبوكية تدعو بالرحمة والمغفرة للشابة نجوى بعد استشهادها في بورما، تليها تدوينة اخرى عبارة عن صور لها وهي تطعم فقيرا في سيريلانكا ، وتجالس فتيات في البنغلاديش ، صور صور، تضامن ثم تضامن، فدعوات بالرحمة واخرى بأخذ العبرة من هذه الفتاة التي تجاوزت فقط عقدها الثاني ، لكنها سطرت ملاحم انسانية احتاجت الام طيريزا الى اكثر من نصف قرن كي تسطر بعضا منها.

لم اكتب ولو سطرا عن الحفيدة طيريزا المزعومة ، الحفيدة طيريزا التي جابت الكرة الارضية شرقا وغربا شمالا جنوبا ودخلت الة كل بؤر الصراع ، من العراق الى السودان وصولا الى بورما البلد الذي قتلت فيه او بالاحرى استشهدت فيه الحفيدة طيريزا. لانني اعتقد والمسؤولية على فراستي التي لا تخطئ ، ان العمل الانساني الي قامت به الحفيدة طيريزا اكيد ستكون وراءه منظمات انسانية ستكون اول من ينعي شهيدة الواجب الانساني الكبير ، وهو الامر الذي لم يحصل ، ثانيا كيف لم يعرف العالم الحفيدة طيريزا الى خلال هذا الاسبوع لحظة استشهادها المزعوم في بورما ؟ لماذا لم نتعرف على هذه الشخصية وهي تزور فلسطين مثلا ؟

لقد اكتشف شعب الفايسبوك الانساني جدا والمتعاطف جدا مع القضايا الانسانية انه تعرض الى اكبر كذبة ابريلية فيسبوكية في تاريخه المجيد ، فلم تكن نجوى او الحفيدة طيريزا سوى شخصية وهمية لها حساب فايسبوكي ، به بعض من صورها وهي في اسقاع الارض تناضل من اجل الانسانية ، نضال انتهى بالاستشهاد في دولة بورما على يد اعداء الانسانية ، استشهاد يجعل من شعب الفايسبوك المغربي يفتخر ببطلته الجديدة ، انها بطلة انثى جميلة مقدامة وفوق هذا وذاك مغربية ، يا الله ، انها كل العناصر التي نتمنى ان تجتمع في البطل ، بطل صنعته افلام هوليود وصرفت على انتاجه ملايين الدولارات ، اما نحن فلم نحتج الى الى حساب فايسبوكي مزور به صور بطلتنا التي استشهدت ، وبعده ذلك عشرات التدوينات التي تنعي البطل .

لقد سقط الف البطل واصبح البطل بصل فاين انت يا ابى الحروف.