أخبار الساعة

باحثون جامعيون يناقشون بفاس تأثيرات تغير المناخ على التنوع البيولوجي

ناقش أكاديميون وباحثون جامعيون متخصصون، أمس الخميس بفاس، التأثيرات الكبيرة لتغير المناخ على التنوع البيولوجي والآليات التي يجب اعتمادها من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها هذه الظاهرة.

وأكد المتدخلون خلال هذا اليوم الدراسي، الذي نظمه نادي الطلبة / التنوع البيولوجي، التابع لكلية العلوم والتقنيات، أن ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنوع البيولوجي أضحت إشكالية دولية تحتاج إلى تظافر جهود الجميع من أجل مواجهة انعكاساتها وتأثيراتها الكبيرة على الإنسان والمحيط ونمط الحياة.

وقال مصطفى إيجعلي عميد كلية العلوم والتقنيات بفاس خلال هذا اللقاء العلمي، الذي نظم بشراكة مع جامعة سيدي محمد بنعبد الله، أن إشكالية التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنوع البيولوجي تكتسي راهنيتها من الاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي لانعكاساتها والمبادرات التي انخرط فيها من أجل مواجهتها وآخرها المؤتمر الدولي حول تغير المناخ (كوب 21) الذي احتضنته باريس خلال شهر نونبر الماضي، وكذا المؤتمر الدولي (كوب 22) الذي ستحتضنه مدينة مراكش خلال السنة الجارية.

وأكد أن التغيرات المناخية تحظى بالنظر لانعكاساتها وتأثيراتها السلبية الكبيرة على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، باهتمام وعناية خاصة من طرف المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أغلبية مجمعات البحث العلمي والأكاديميين والمتخصصين يعتبرون اليوم أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية يشكلان أحد الرهانات الكبرى للعالم خلال القرن 21.

ودعا إلى اعتماد استراتيجية استباقية من أجل التقليل من المخاطر والانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية والعمل على تقليص مسبباتها، مضيفا أن هذا اللقاء يروم التحسيس بمخاطر الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة المناخية على التنوع البيولوجي وعلى مختلف الأنظمة الإيكولوجية.

من جهته، أكد الباحث الجامعي عبد السلام الخنشوفي على أهمية التزام جميع المتدخلين والمعنيين والمهتمين من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن المدن المغربية تحتاج إلى مجهود كبير من أجل إعادة توجيه تأهيلها الحضري حتى تصبح مدنا ذكية وتتمكن بالتالي من مواجهة المشاكل البيئية، خاصة ما يرتبط منها بمشاكل النقل وغيرها من الإكراهات التي يطرحها تغير المناخ.

وقال إن المؤتمر الدولي حول المناخ، الذي ستحتضنه مدينة مراكش خلال السنة الجارية يشكل حدثا استثنائيا بكل المقاييس، باعتباره سيتوج مختلف الأنشطة والمبادرات التي سيتم تنظيمها بالعديد من المدن المغربية والمرتبطة بالبيئة وسبل المحافظة على الأنظمة الإيكولوجية.

بدورها، أكدت الباحثة أمينة باري على أهمية تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي يستهدف تنمية وتطوير العمل الجماعي في ميدان المحافظة على البيئة وضمان التنمية المستدامة.

كما استعرضت مكونات مختلف المشاريع التي تم اعتمادها على مستوى مدينة فاس والموجهة لحماية الموروث الحضاري والتاريخي للعاصمة العلمية والروحية للمملكة، مشيرة إلى أن تنوع الأنظمة الإيكولوجية وحمايتها وضمان ديمومتها واستمراريتها أضحى ضرورة ملحة.

وبحث المشاركون في هذا اليوم الدراسي تأثير التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي من خلال مجموعة من المحاور همت بالخصوص التحسيس بظاهرة تغير المناخ، وإبراز دور التنوع البيولوجي مع توضيح آثار تغير المناخ على التنوع البيولوجي، إلى جانب إظهار مؤشرات المواطنة البيئية.