خارج الحدود

لماذا يدفع إخوة أشقاء بأنفسهم نحو الجنون الانتحاري ؟

إثر الهجمات التي هزت العاصمة البلجيكية بروكسيل، الثلاثاء الماضي، والتي نفذها انتحاريان، هما الإخوة البكراوي، طرح محللون في علم النفس الاجتماعي، وفي تفكيك التطرف، سؤالا عميقا، بعد تعدد حالات لانتحاريين قاموا بتفجيرات إرهابية، الرابط بينهم علاقة الأخوة، وكان السؤال: لماذا يدفع إخوة بأنفسهم نحو الجنون الانتحاري؟

الإخوة مراح في تولوز خلال العام 2012، الإخوة “تزارناييف”، خلال ماراتون “بوسطن”، في أبريل 2013، والإخوة كواشي أثناء الهجوم على مقر “شارلي إيبدو”، في يناير عام 2015، ثم عبد الحميد أبا عوض الذي أرفق أخاه الأصغر معه، 13 سنة، إلى سوريا، والإخوة عبد السلام أثناء تفجيرات باريس، والآن الإخوة البكراوي يتورطان في تفجيرات بروكسيل.

وفقا لدراسة أمريكية، يبدو أن أكثر من ربع الجهاديين الغربيين، يكون أحد أفراد الأسرة، على الأقل، ضالع أيضا في هذه الحرب الهمجية. في كثير من الأحيان، أخ أو أخت. ولكن، لماذا علاقة الأخوة تكون إلى هذه الدرجة من الحساسية في استقطاب الجهاديين؟

يكمن الجواب في علم النفس الاجتماعي وبناء الهوية داخل الأسرة، “إنها ظاهرة طبيعية تماما”، يفسر الطبيب النفسي، والعامل السابق في المخابرات المركزية، “مارك ساغمان” (Marc Sageman). “تتطور هويته الاجتماعية، أولا، من خلال التحدث إلى أقربائه. وأقرباؤه، هم بالطبع، في المقام أولا، إخوته وأصدقاء الطفولة”.

“ويواصل الطبيب النفسي حديثه: “هذا هو ما أسميه “تفعيل الهوية الاجتماعية”، إنه سؤال القرب، لهذا السبب، نجد داخل المجموعات الجهادية، كثيرا من الإخوة، وأحيانا، الأخوات”.

بالإضافة إلى عامل الأخوة، هناك أيضا الكثير من أصدقاء الطفولة. هذا هو الحال مع كل من الأشقاء عبد السلام والبكراوي. ويوضح المختص في قضايا التجنيد الجهادي، إنهم “يكبرون معا، يتذمرون، يبتكرون هوية مدافعين عن إسلام هجومي ومتطرف، عن نساء وأطفال قتلوا في غارات جوية، إنهم، هكذا، يتطرفون، ويدعمون بعضهم البعض”.

واحد من إحدى محركات هذا التلقين، هي الثقة العمياء التي يكرسها الإخوة فيما بينهم، أيضا أصدقاء الطفولة، ومالوا نحو معارضة المجتمع. بالنسبة لإرهابيي بروكسيل، إنها إحدى التحديات المستعصية، هي جريمة صغيرة أو خطيرة، وفي الواقع إنه الانحراف الكبير.

بالنسبة للمحلل النفسي، “باتريك أموييل”، (Patrick Amoyel)، العامل في مجال تفكيك التطرف، فيرى بأن الإخوة يؤثرون في بعضهم البعض، “ينغلقون بسرعة في نوع من الارتباك النفسي”، يضيف، “يبدو أن ثمة بعض الجنون، وقليلا من اللامنطق في هذه المسارات، ومجازفة بالخطر، تبدو شيئا ما مراهقة، رغم أنهم ليست دائما لمراهقين”.

بالنسبة إليهم، لأجل الوصول إلى هذه المرحلة من الفعل، فإن هذا يعتبر نوعا من الإنجاز الذي يريدون أن يتركوا له أثرا. تسجيل للذاكرة، وأيضا، أن يصبحوا خالدين. إنه نوع من عقد دم حيث العلاقة تكون أقوى من الموت.