أدب وفنون

“غوغل” يحتفي بـ 93 سنة على ولادة “شاعر المرأة” نزار قباني

احتفل اليوم الاثنين 21 مارس محرك البحث العالمي “غوغل” بمرور 93 سنة على ولادة الشاعر السوري الراحل نزار قباني، المشهور بـ “شاعر المرأة”، وصاحب 35 ديوانا.

ولد قباني يوم 21 مارس من سنة 1923 من عائلة سورية أسرة دمشقية عربية مثقفة، ويوصف جده أبو خليل القباني بـ “رائد المسرح العربي”.

ودرس شاعر الحب والياسمين عرف مآسي عديدة في حياته الحقوق في جامعة سوريا، قبل أن يتخرج منها سنة 1954، ثم عمل بعدها بالسلك الدبلوماسي في بلدان مختلفة حتى استقال عام 1966.

وأصدر “رئيس جمهورية الشعر” كما أسماه أحد الشعراء السوريين الكبار الذين عاصروه، 35 ديوانا شعريا، كان أولها ديوان باسم اسم “قالت لي السمراء” عام 1944، ثم استمر في مجال كتابة الشعر والنشر لمدة 50 عاماً.

وتميز شعر نزار قباني بقدرته العالية على التعبير عن آماله في استرجاع أمجاد الأمة المتكالب عليها من الخارج، والغارقة في استبداد حكامها وظلمهم، في صورة امرأة يحبها ويتغزل بها.

سَأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..

حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه

فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ..

أو يفعلونَهْ..

عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي

في تغيير حجارة هذا العالمْ

وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ

شجرةً بعد شَجَرَة

وكوكباً بعد كوكبْ

وقصيدةً بعد قصيدَة

سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..

وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري

ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا

وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة

هي يدي أنا..

سأقولها، عندما أصبح قادراً،

على استحضار طفولتي،

وخُيُولي، وعَسَاكري، ومراكبي الورقيَّهْ..

واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ..

حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي..

فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ،

بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..

سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..

وسنابلَ القمح حتى تنضجَ..

بحاجةٍ إليكِ..

والينابيعَ حتى تتفجَّرْ..

والحضارةَ حتى تتحضَّرْ..

والعصافيرَ حتى تتعلَّمَ الطيرانْ..

والفراشات حتى تتعلَّمَ الرَسْم..

سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..

عندما تسقط الحدودُ نهائياً

بينكِ وبين القصيدَهْ..

ويصبح النّومُ على وَرَقة الكتابَهْ

ليسَ الأمرُ سَهْلاً كما تتصوَّرينْ..

خارجَ إيقاعاتِ الشِّعرْ..

ولا أن أدخلَ في حوارٍ مع جسدٍ

لا أعرفُ أن أتهجَّاهْ..

كَلِمَةً كَلِمَهْ..

ومقطعاً مقطعاً…

إنني لا أعاني من عُقْدَة المثقّفينْ..

لكنَّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلَّمُ بذكاءْ…

والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلَهْ..

إن شَرْطَ الشّهوَة عندي، مرتبطٌ بشَرْط الشِّعْرْ

فالمرأةُ قصيدةٌ أموتُ عندما أكتُبُها..

وأموتُ عندما أنساها..

سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..

عندما أبرأُ من حالة الفُصَام التي تُمزِّقُني..

وأعودُ شخصاً واحداً..

سأقُولُها، عندما تتصالحُ المدينةُ والصّحراءُ في داخلي.

وترحلُ كلُّ القبائل عن شواطئ دمي..

الذي حفرهُ حكماءُ العالم الثّالث فوق جَسَدي..

التي جرّبتُها على مدى ثلاثين عاماً…

فشوَّهتُ ذُكُورتي..

وأصدَرَتْ حكماً بِجَلْدِكِ ثمانينَ جَلْدَهْ..

بِتُهْمةِ الأُنوثهْ…

لذلك. لن أقولَ لكِ (أُحِبّكِ)..

اليومْ..

ورُبَّما لن أَقولَها غداً..

فالأرضُ تأخذ تسعةَ شُهُورٍ لتُطْلِعَ زهْرَهْ

والليل يتعذَّبُ كثيراً..

لِيَلِدَ نَجْمَهْ..

والبشريّةُ تنتظرُ ألوفَ السّنواتِ..

لتُطْلِعَ نبيَّاً..

فلماذا لا تنتظرينَ بعضَ الوقتْ..

لِتُصبِحي حبيبتي؟؟