سياسة

المعتصم يدعو الدولة لإقناع باريس وواشنطن بالحكم الذاتي والتواصل مع روسيا

دعا المصطفى المعتصم، الأمين العام للبديل الحضاري، الدولة إلى بذل الجهود بغية إقناع باريس وواشنطن، بأن الحل الوحيد الممكن في إطار لا غالب ولا مغلوب في قضية الصحراء، هو الحكم الذاتي، وإلى المبادرة في التواصل مع روسيا، وبالتحركات الهادفة لكسب تعاطف القوى الدولية المؤثرة في القرار الأممي.

وكتب المعتصم، في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، “إن التصريح الذي أدلى به بان كي مون حول ما وصفه باحتلال المغرب للصحراء، خطير وخطير جدا، وانحياز صارخ للطرف المعادي للمغرب لا شك في ذلك”.

وأضاف، “طبيعي جدا أن يغضب المغرب الرسمي، وطبيعي أيضا، أن يغضب المغرب الشعبي ويعبر عن غضبه”.

وأشار المعتصم في ذات التدوينة، إلى أن المغرب الرسمي، لا يجب أن ينسى أنه يتعامل مع الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يحظى بدعم القوى الكبرى، مؤكدا على أنه لا يمكن تصريف الموقف الرسمي إلا عبر موقف والتحرك الدبلوماسي المحسوب والمضبوط، “أما إطلاق الألسنة للتصريحات غير المسؤولة، فقد نجني منها مصائب وويلات، وقد نحرج بها أصدقاءنا والداعمين لقضيتنا”.

وفي ذات السياق، استحضر تجربة المغرب مع المبعوث الأممي، كريستوفر روس، عندما انتصرت له أمريكا، بعدما اتخذ المغرب موقفا سلبيا منه، وأضاف: “لا يمكن أن نقبل أن تتحول كل مناسبة لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى مناسبة لإثارة النزاع مع مسؤولين أمميين، وأي مسؤولين؟”.

وذكر بأنه حينما قبل المغرب باللجوء إلى الأمم المتحدة لإيجاد حل لقضية الصحراء، في إطار حل سياسي متوافق عليه بينه وبين خصومه وأعدائه، فهو بالتالي، قد قبل بالدور الذي ستلعبه هذه المؤسسة، “في إطار دفتر تحملات، تحدده القوانين الدولية والمقررات الأممية والسوابق القانونية في هذا المجال”، حسب قوله.

وأردف قائلا، “بهذا يكون المغرب قد سلم بالقيام بكل ما يستلزم هذا اللجوء، من عمل دبلوماسي واضح المعالم”، منوها بضرورة أن يعرف العالم، “أننا لا نمانع في زيارة بان كي مون للصحراء في أي وقت شاء، في إطار القوانين والمقررات الدولية، وأيضا في إطار المهمة المخولة له، لكن يلزم الجميع، بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة، أن يعرفوا خصوصية الوضع اليوم في الصحراء، في سياق التهديدات التي باتت تطلقها جهات إرهابية عبر-حدودية، تنشط في بلاد الساحل والصحراء الكبرى، ما يتطلب إجراءات وقائية قبلية وتنسيقا مع السلطات المغربية لإنجاح الزيارات والمحافظة على أمن وسلامة الوفود والمبعوثين الأمميين”.

وطالب المغرب، بالموازاة مع هذا، بالقيام “بكل الخطوات المصاحبة التي تدعم مواقفه واقتراحه لحل قضية الصحراء ضمن حكم ذاتي، أي القيام ب”اللوبيزم” المناسب، وبالتحركات الهادفة لكسب تعاطف القوى الدولية المؤثرة في القرار الأممي”، قبل أن يضيف، بأنه “لا يمكن أن نبرر أخطاءنا وإخفاقاتنا بالغضب الشديد المرفوق بالتشنج، فقد يكون هذا عنوان الفشل في إدارة صراع لا يمكن أن ينجحه إلا الأذكياء حاضري البديهة والمتمتعين بنفس طويل والمشتغلين بشكل دؤوب”.

وحذر المعتصم مما أسماه ب”مغالطة” الرأي العام، “حينما نوهمه بتجديد فرنسا لدعمها للمقترح المغربي لحل قضية الصحراء”، معتبرا أن فرنسا واضحة، ولا يجب أن نحمل موقفها فوق ما يحتمل، وهو موقف مشابه إلى حد ما للموقف الأمريكي، مستشهدا في هذا السياق بما سبق وأن صرح به الناطق الرسمي للخارجية الفرنسية، رومان نادال، في جوابه على سؤال وجه إليه حول زيارة بان كي مون لمنطقة النزاع في الصحراء، حين قال: “زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة، مكنت من التطرق إلى مواضيع من بينها قضية الصحراء الغربية، حيث ينتشر القبعات الزرق التابعين ل”المينورسو”، والتي تعتبر موضوع وساطة الأمم المتحدة التي تدعمها فرنسا في الإطار المحدد من طرف مجلس الأمن.

وشدد على أن الموقف الفرنسي من القضية معروف جيدا ولم يتغير، “نحن ندعم البحث عن حل عادل، دائم ومقبول من الأطراف، تحت رعاية الأمم المتحدة”، رغم أنه بالنسبة إلى فرنسا، فإن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، يشكل قاعدة جدية ذات مصداقية، من أجل التوصل إلى حل متفاوض بشأنه، يورد المعتصم.

وأوضح كون اعتبار فرنسا، كما الولايات المتحدة، مقترح الحكم الذاتي، مقترحا واقعيا وجادا وذا مصداقية، لا يعني أنهما يعتبرانه الحل الوحيد أو الاقتراح الوحيد الممكن لحل قضية الصحراء. داعيا المغرب إلى بذل الجهود بغية إقناع باريس وواشنطن، بأنه الحل الوحيد الممكن في إطار لا غالب ولا مغلوب. وإلى المبادرة في التواصل مع روسيا، لما أسماه “لتجسير الهوة التي، قد تكون، قد نشأت بيننا وبينها نتيجة اصطفاف المغرب مع السعودية ودول الخليج فيما يخص الأزمة في سوريا واليمن، وذلك لتوضيح، من جهة، أن اصطفافاتنا مرتبطة بالأساس بتطويق التهديد الإرهابي وبالحرب على داعش والقاعدة من دون أن نبتعد قيد أنملة عن تشبثنا بضرورة إيجاد حلول سياسية لمعضلتي سوريا واليمن، ومن جهة أخرى لمحاولة إقناعها بقيمة وأهمية مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لمعضلة الصحراء.

كما دعا المعتصم إلى التوجه نحو دول الصين، وبريطانيا، وألمانيا، واليابان، والبرازيل، وكندا، وأستراليا… لإقناعها بقيمة وأهمية اقتراح الحكم الذاتي، بناءا على معطيات ميدانية عالمية، من قبيل تجارب إقليم آتشي ( إقليم في أندونيسيا ) الناجحة في إطار الحكم الذاتي، مقابل المشاكل والتعقيدات التي تواجه وتهدد اليوم استقلال وأمن ووحدة تيمور الشرقية والسودان الجنوبي، دون أن يغفل ضرورة “إقناع أصدقائنا العرب خصوصا في الخليج أن المغرب ينتظر منهم تبني مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لمعضلة الصحراء “.