سياسة

صحافي جزائري يناشد الملك محمد السادس ضم الجزائريين إلى المغرب

ناشد كاتب جزائري سعد بوعقبة، في مقال له على جريدة الخبر الجزائرية، الملك محمد السادس بضم الجزائريين إلى المغرب، “نظرا للإنجازات التي تعرفها المملكة”، وذلك في مقال له تحت عنوان “ضمّنا إليك أيها الملك!”، وفيما يلي نص المقال :

كتبت منذ سنوات في هذا الركن عمودا تحت عنوان: “ضمّنا إليك أيها الملك!” تحدثت فيه عن خيبة نظام الجزائر الذي يتعرض للحصار العالمي بسبب الحرب الأهلية التي نشبت في الجزائر، في وقت كان الملك المرحوم الحسن الثاني يتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول مشاريع اقتصادية واعدة، وصيغ تفضيلية متقدمة مع الاتحاد الأوروبي في مجال التبادل التجاري في الزراعة والصناعة والصيد البحري.

واليوم أثمرت هذه الاتفاقات المغربية مع الاتحاد الأوروبي؛ جملة من الانجازات أرست الأسس لنهضة حقيقية في المغرب الشقيق، دون بترول ولا غاز.. أنجز المغرب عدة مصانع للسيارات الأوروبية والآسيوية، هي الآن تنتج عشرات الآلاف من السيارات تغطي السوق المغربية وتصدر الفائض للخارج.. وشغّلت هذه المصانع عشرات الآلاف من العمال المغاربة.

أنجزوا الطريق السيار المغربي بمواصفات عالمية وبأسعار تصل إلى نصف سعر ما أنجزنا نحن به الطريق السيار وبمواصفات محلية.. وأنجز المغرب طريقه السيار بقرض دولي.. واستغلاله الآن يساهم في تسديد ديون وخدمات هذا القرض! في حين ذهبت أموال الطريق السيار الجزائري في عملية “بارد وحلو”!

المغرب الشقيق أنجز القطار السريع، رغم أن المغرب ليس بلدا مترامي الأطراف كما هو حال الجزائر.. لكن رئيس الجزائر عندما عرض عليه مشروع القطارات السريعة، صاح فيهم بالفرنسية “أريد قطارات سريعة!” هو يريد بلدا يسير كالسلحفاة حتى في القطارات!

الرئيس أيضا وجماعته جمدوا مشروع “ديزارتاك” الذي اقترحه الألمان على الجزائر لإنتاج الطاقة البديلة.. وربما رفضت الحكومة الجزائرية العرض الألماني بنصيحة فرنسية لتبقى الجزائر حديقة خلفية لفرنسا في هذا المجال..

واليوم المغرب الشقيق أنجز مزرعة عملاقة للطاقة الشمسية في منطقة كان يقيم فيها النظام أكبر سجن للمغاربة، فتحولت المنطقة إلى مزرعة للنور تسمى “مزارع النور لإنتاج النور”.. في حين ما تزال منطقة رڤان ووادي الناموس عندنا رمزا للسجن! مفاعل “نور” الذي أنشأه الشاذلي في الثمانينات للطاقة الذرية بمنطقة درارية، تحول إلى مفاعل الظلمة.. فقد أحاطت به العمارات الإسمنتية إحاطة السوار بالمعصم.

اليوم المغرب الشقيق يتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول صيغ تفضيلية للمغاربة في تنقل الأشخاص والسلع.. لأن المغرب وضع الأسس فعلا لإقلاع اقتصادي يشبه إقلاع تركيا قبل 20 سنة، ولهذا لا يتحرج الملك في رؤية المعارضة المغربية تأتي إلى الجزائر تتفاوض مع الجزائريين حول فتح الحدود، ولا تتهم بالخيانة للمغرب، كما هو الحال في الجزائر عند تحرك المعارضة في أي عمل سياسي، وطنيا كان أو دوليا! وقد اتهمت أنا بالعمالة للمغرب بسبب كتابة هذا العمود!

المغرب الشقيق قال ملكه الراحل سنة 1992: “ليت الجزائر سمحت للإسلاميين الذين انتصروا في الانتخابات بأن يمارسوا تجربة الحكم؟!”.. ولكن جماعة إنقاذ الجزائر من بعض الجزائريين اعتبرت ذلك مزايدة من المغرب على الجزائر.. وها هو المغرب يترك التجربة الإسلامية تأخذ مجراها في المغرب.. ويسلم الحكومة للإسلاميين وتحدث المعجزة السياسية والاقتصادية!

وها هي المعارضة العلمانية المغربية تأتي للتفاوض مع الحكم العلماني في الجزائر حول موضوع فتح الحدود، دون أن يتهم إسلاميو الحكم في المغرب المعارضة العلمانية المغربية بالعمالة لتعاملها مع الجزائر.. ألست على حق حين كتبت قبل عقدين “ضمّنا إليك أيها الملك؟”.