مجتمع

تطورات خطيرة للعنف الطلابي.. مقتل شخص بأكادير وأنباء عن آخر بمراكش

توصلت “العمق المغربي” بأنباء عن وفاة الطالب الذي أصيب بجروح خطيرة بجامعة مراكش زوال اليوم السبت، والذي ينتمي لفصيل “الحركة الثقافية الأمازيغية”، فيما لم يصدر إلى حدود الساعة أي بلاغ عن إدارة مستشفى ابن طفيل أو المصالح الأمنية بالمدينة الحمراء.

وفي السياق ذاته، أفاد بلاغ عن المصالح الأمنية بمدينة أكادير عن وفاة شخص جراء مضاعفات الإصابات التي تعرض لها يوم 21 يناير الجاري، على خلفية أعمال العنف التي شهدها الحي الجامعي بأكادير، وأضاف البلاغ نفسه أن المتوفي لا تربطه أية صلة بالجامعة، فيما أفادت مصادر “العمق المغربي” أنه طالب بإحدى المعاهد بأكادير،

وأكد بلاغ الأمن، أن الأبحاث مكنت من “تحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي والذي تم نشر مذكرة توقيف في حقه على الصعيد الوطني”.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية، فإن الهالك وهو من مواليد 1997، قد توفي مساء اليوم السبت بالمستشفى المحلي بأكادير، جراء مضاعفات الإصابات التي تعرض لها، على خلفية أعمال العنف التي شهدها الحي الجامعي بالمدينة.

وأشارت مصادر لـ”العمق المغربي”، أن الهالك ينحدر من مدينة بوجدور، فارق الحياة صبيحة اليوم السبت، إثر مضاعفات تعرضه للطعن بواسطة آلة حادة يوم الخميس الماضي من طرف طلبة آخرين ينحدرون من الأقاليم الجنوبية.

وأضافت المصادر، أن الهالك كان يشارك في حلقية داخل الحي الجامعي بأكادير يؤطرها طلبة صحراويون، إلا أن صراعا نشب بين مجموعة تنتمي إلى “طلبة العيون” وآخرين ينتمون لـ “آسا”، جعل الأمور تنفلت ليتحول بعدها سوء التفاهم إلى صراع دام.

وذكرت المصادر ذاتها، أن الضحية لم يكن من قاطني الحي وليس طالبا داخل كليات جامعة بن زهر، بل كان يدرس في أحد المعاهد بأكادير وجاء لزيارة بعض أصدقائه داخل الحي، وشارك في الحلقية التي ما لبثت أن تحولت إلى صراع بين الأطراف المشاركة فيها.

ويشار إلى أن جامعة مراكش، شهدت مواجهات بين فصيل “الحركة الثقافية الأمازيغية” من جهة، وفصيل “الطلبة الصحراويين” و”النهج الديمقراطي القاعدي” من جهة ثانية، أفضت إلى إصابة طالب بجروح خطيرة قبل أن يلفظ أنفاسه كما أفادت مصادر طبية لـ “العمق المغربي”، فيما أصيب أربعة طلبة آخرين أحدهم لا ينتمي لأي فصيل راح ضحية التراشق بالحجارة.

وسبق لـ”العمق المغربي” أن نشرت يوم أمس خبرا عن بوادر مجزرة بجامعة القاضي عياض بمراكش، على إثر تطور الصراعات الفصائلية بجامعة المدينة الحمراء، حيث انتشر العشرات من الملثمين المحسوبين على مكون “الطلبة الصحراويين” الانفصالي، زوال أمس الجمعة بفضاءات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مدججين بأسلحة بيضاء (سيوف وسواطير) وهروات، بحثا عن طلبة محسوبين على فصيل “الحركة الثقافية الأمازيغية”، قصد تصفية حسابات معهم إثر مواجهات اندلعت بينهما منذ حوالي شهر.

وأفادت مصادر طلابية لـ “العمق المغربي” أن معظم الملثمين الذي طوقوا كل ممرات وأبواب الكلية التابعة لجامعة القاضي عياض، غرباء عن الكلية المذكورة، وظلوا مرابطين في الكلية إلى غاية المساء، دون أن يتمكنوا من العثور على خصومهم، في ظل غياب أي تحرك للقوات العمومية المرابطة بجانب الكلية منذ أيام.

وبدأت فصول المواجهة بين الفصيلين المذكورين يوم الثلاثاء 22 دجنبر الماضي، لما عمد فصيل “النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي”، مع مكون “الطلبة الصحراويين” قصد طرد أعضاء “الحركة الثقافية الأمازيغية” من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش ومنعهم من تنظيم “حلقية” بفضاءاتها.

ولم تقف تطورات الأحداث عند هذا الحد، بل انقلبت ليلا إلى هجوم أعنف من “التحالف” الذي يقوده النهج الديمقراطي القاعدي، على أعضاء الحركة الثقافية الأمازيغية، ومطاردتهم في أزقة حي تالوجت المجاور للحي الجامعي بمراكش، تحولت فيما بعد إلى مواجهات بين الطرفين بالرشق بالحجارة، مما خلق حالة من الفوضى وتسبب في هلع ساكنة الحي المذكور دون تسجيل أي تحرك للأمن حينها، غير أن الفصيل اليساري سرعان ما أعلن تبرأه من “الحرب” تاركا أبناء الأقاليم الجنوبية في مواجهة الفصيل الأمازيغي.

وأصيب يوم الجمعة فاتح يناير الجاري طالب ينتمي إلى “مكون الطلبة الصحراويين” بجامعة القاضي عياض بمراكش بإصابة خطيرة، أدخل على إثرها غرفة الإنعاش بإحدى المصحات الخاصة، بعد الاعتداء عليه ليلا بالسيوف والسواطير من طرف طلبة آخرين محسوبين على “الحركة الثقافية الأمازيغية”.

وحاصر بضعة طلبة من الفصيل “الأمازيغي” الطالب المنحدر من الأقاليم الجنوبية ليلة الثلاثاء الماضي، بأحد أزقة حي الوحدة الرابعة بمدينة مراكش وأبرحوه ضربا، انتقاما من مشاركته رفقة آخرين محسوبين على فصيله، في اعتداء على طالب ينتمي للحركة الثقافية الأمازيغية مساء اليوم نفسه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، حيث أبرحوه ضربا وسط الكلية أمام مرأى ومسمع الطلبة.
الأمر الذي أثار غضب “الطلبة الصحراويين” وأعلنوا عزمهم على الانتقام، وبدؤوا أياما قليلة بعد ذلك بمطاردة خصومهم “الأمازيغ” بالكلية وبالحي الجامعي، مما ينذر بوقوع كارثة بجامعة المدينة الحمراء، في ظل عدم تحرك السلطات الأمنية، رغم مرابضة عدد من القوات العمومية بمحيط الكلية منذ أزيد من شهر.