سياسة

تحقيق..الوجه الخفي “لخوكوم” منصف بلخياط

 “إذا تحدثتم عني بالسوء أو بالخير، لا يهم، المهم هو أن تتحدثوا عني”،  هذا هو شعار وزير الشباب والرياضة السابق منصف بلخياط، حسب المجلة الأسبوعية “تيل كيل” التي أنجزت تحقيقا مفصلا عنه،  مشيرة إلى أن الرجل في خرجاته وتصريحاته دائما ما يثير الجدل، لكن حسب منصف بلخياط، تقول المجلة، فرجل الأعمال يتحمل مواقفه وتجاوزاته اللفظية، حيث كل شيء مدروس ومحضر له”.

وفي تفاصيل التحقيق، عرجت “تيل كيل” على التفاصيل المختلفة لحياته، مذكرة بالحدث الذي خلق الجدل مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما وصف الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، بالمرأة الجميلة والبرجوازية.

وقالت المجلة، إن منصف بلخياط من خلال حسابه على “تويتر” يحاول الظهور بمظهر الرجل الأقرب إلى البرجوازية منه إلى البروليتاريا، “يجب علي العودة إلى الساحة السياسية،  وخلق حسابي على تويتر  الجدل، لقد وصلت إلى هدفي”. يقول بلخياط في تصريح للمجلة، هذه الأخيرة التي وصفته، بالرجل الذي يخلق ويكسر التحالفات من خلال تقدير السياقات وكذا الظروف، “إنه  ينتهز الفرص”، تقول المجلة ذاتها. 

وذكرت المجلة، أن منصف بلخياط، ينتمي لأسرة برجوازية، وتقلد سنة 1991 منصب مساعد مدير العلامة التجارية (procter& gambl) براتب يصل إلى 6500 درهم، بالرغم من أنه كان لازال يدرس في السنة الثالثة من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، “أنا رجل متحمس للنجاح في مجال الأعمال ومقتنع أننا في بلد يعتبر فيه النجاح الاجتماعي رهينا باحترام قواعد، منها العمل وتطوير شبكة المعارف”. يقول بلخياط.

وأضافت المجلة أن هذه هي الصيغة التي اتبعها منصف خلال فترة تعاونه مع الشركة المذكورة، والتي من خلالها استطاع تحقيق الصعود في مجاله قبل مغادرة المغرب في اتجاه “الخليج العربي”، حيث أصبح مدير المنطقة الغربية بالسعودية براتب شهري يصل إلى 165 ألف درهم، وبعد 4 سنوات اقترح عليه منصب المدير التجاري للمجموع بالمغرب، لكن نشوة العودة اضطربت بسبب المفاوضات على الراتب، تقول المجلة في التحقيق ذاته.

من مشروع إلى آخر

وفي هذا الجزء من التحقيق، حاولت المجلة الأسبوعية “تيل كيل”، الحديث بالتفصيل عن المشاريع التي انخرط فيها منصف بلخياط، بدءا من الشركة التسويقية ” بروكتر آندكامبل”، ثم فوزه بصفقة الرخصة الثانية للهاتف النقال التابع للشركة الإسبانية للاتصالات “تليفونيكا”، مع  شريكه عثمان بنجلون، والتي تولى من خلالها بلخياط مهمة التسويق، وصولا إلى إطلاقه مشروع “حانوتي أت كوم”.

وأضاف التحقيق ذاته، أن عثمان بنجلون صاحب “فينانس كوم”، عينه مرة أخرى على رأس شركة “أت كوم” التابعة لمجموعته، مشيرة إلى أن طموح بلخياط  كان الحصول على رخصة لمشروع إنشاء قناة تلفزيونية خاصة  لكن الهيئة العليا للسمعي البصري لم ترخص له بذلك.

 استخدام المحسوبية في تمرير المناقصات

عين منصف بلخياط، في 29 يوليوز 2009، وزيرا للشباب والرياضة، وخلال هذه الفترة، تقول المجلة، قام بلخياط بتعيين مقربين منه في مجموعة من المناصب، حيث عين الصحافي يونس جوهري مديرا للشباب والأطفال وشؤون المرأة، وصديقه في المدرسة خليل بنعبد الله، الذي أصبح المدير العام لـ”سونار”، وابن عمه سعيد بلخياط الذي عين مستشارا إعلاميا في ديوانه، ومديرا عاما لمؤسسة محمد الخامس للأبطال الرياضيين.

وأوضح التحقيق، أنه خلال هذه الفترة، حدث تغير في أسلوب العمل بالإضافة إلى العبثية في صرف الأموال، حيث قام بتزويد موظفيه بهواتف “بلاك بيري”، متجاوزا الوزير الأول السابق عبد اللطيف الفيلالي الذي كان يحظر تزويد الموظفين بالهواتف المحمولة، تقول المجلة.

وأضاف التحقيق ذاته، أنه وخلال هذه الفترة من توليه الوزارة، اتهم بلخياط بالمحسوبية، حيث تمكنت شركة “bulle maroc” لصاحبها المهدي كتاني، في 2 فبراير من سنة 2011، من الحصول على صفقة  تتعلق بتجهيز وزارة الشباب بمعدات إلكترونية، رغم أن التاريخ الذي كان محددا لاستلام طلبات العروض هو 9 من فبراير.

وفي تعليق على الموضوع، تقول المجلة ذاتها، أكد منصف بلخياط، أنه يعمل على أساس الثقة، وفي هذه الصفقة وحدها شركة “bulle maroc” استجابة لطلب المناقصة، “هل يجب علي أن أعاقب رائدا في هذه الصناعة لأن ذنبه الوحيد هو أنه من العائلة” يقول بلخياط.

كما أضاف التحقيق، أن الوزير السابق اعترف، أنه من بين “المهندسين المعماريين الذين تكفلوا بمشروع المركز الرياضي للقرب، تظهر زوجة أخيه”.

ومن جهة أخرى، ذكرت “تيل كيل”، أن الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2012 أنهت ولايته، ليتفرغ لمشاريعه، مع الاستمرار في عمله السياسي، والحفاظ على ظهوره في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، ليظهر مرة أخرى في الانتخابات الجماعية الأخيرة لسنة 2015، مع الحملة التي خاضها “خوكم منصف” بخرجاته عبر فيديوهات للترويج للحملة الانتخابية، بمنطقة سيدي بليوط بالدار البيضاء التي ترشح بها، والتي أثار من خلالها ضجة إعلامية، خاصة على “تويتر”.