سياسة

“زوج فرانك” تجرجر الوزيرة أفيلال من على شرفتها

جملة لشرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، كانت كفيلة لاستفزاز شعور الفيسبوكيين، الذين أحسوا وكأن رصاصة اخترقت صدورهم، وزادتهم إحساسا آخر بالغبن، بعدما قالت شرفات، خلال برنامج حواري على القناة الأولى في جواب عن سؤال لمقدم البرنامج حةل بخصوص الجدل الدائر عن معاشات البرلمانيين، بأن “زوج فرانك” هو ما يتبقى لهم.

وعوض أن ترد على السؤال الصحافي كمسؤولة حكومية بكل تواضع وأريحية، فضلت الوزيرة اليسارية أن تأخذ الموقع المطل من الشرفة، وتطلق جملة سرعان ما أحدثت الوقع وانتشرت نيرانها انتشار النار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

التفاعل على الفضاء الأزرق بلغ ذروة لا توصف، ولعل الوزيرة لم تفهم إلا متأخرة ما نطق به لسانها، “اللي ما فيه عظم” حسب أحد المعلقين، وهو ما دفعها إلى استغلال الفرصة، حين حوار أجرته معها إحدى المواقع الإلكترونية، لتعبر “إنها تسحب عبارة “جوج فرنك”، التي وظفتها وهي تتحدث في برنامج تلفزيوني عن معاشات البرلمانيين والوزراء، بعدما كثرت عليها ضغوط من انتقادات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى “هاشتاغ” للسخرية منها”.

إلا أن محاولة الاستدراك هذه من قبل الوزيرة التقدمية ووجهت برد قاسي وقوي من داخل “الهاشتاغ”، حين التقط أحدهم، بسرعة البرق كلامها، ليرد: “الوزيرة أفيلال، أكدت أنه في حالة ما لم تعجب عبارة “جوج فرانك” رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة “فأنا أسحبها”، المغاربة يردون خلينا جوج فرنك=8000 درهم وانسحبي أنت؟!”

بينما وضح آخر: “غير باش نتفاهمو فهاد القضية ديال سحب شرفات أفيلال تعبير “جوج فرنك” لي صرحات بيه، إنها لم تتراجع عن الفكرة من أصلها، بل صرحت أنها تسحب العبارة إذا كانت قد أقلقت رواد مواقع التواصل الاجتماعي. بمعنى أنها دايرة الخاطر لشعب الفايسبوك باش يقيلوها، والدليل هو أنها رجعات فنفس التصريح كاتشرح قانونية المعاشات وأحقية البرلمانيين والوزراء “بها الفايدة والحاصول”: “اللسان مافيه عظم…”

 انطلق “هاشتاغ” للسخرية، (#‏بغينا_جوج_فرنك) مباشرة بعد تصريحات الوزيرة، هو بالفعل ما أوصلت إليه الجملة “التاريخية” للوزيرة، وفق تعليق أحد الفيسبوكيين، وصارت موضوعا لتدفق سيل من “النشاط” الفيبسبوكي الساخر.

علق أحدهم، بكثير من الإيحاء الساخر: “ربما كانت أجوبتك كلها تافهة وأهم ما في الحوار هو ارتفاع عملة المغرب، ههه.” قبل أن ينصحها “كفاك من توجيه الرأي العام، هم أحرار يأخذوا ما يريدون ويتركوا ما يريدون. وما استخلصته هو أن حوارك طغى عليه حب التسلط والتغلب على محاورك وهذا أكبر خطأ قد يقع فيه الضيف.”

أما آخر، فإنه اكتفى بكتابة جملة مقتضبة في تعليق له: “المسيح الدجال والعياذو بالله.”

لم يسلم مضمون ما جاء في حوار الوزيرة، من ملاحظات المعلقين، من مثل ما عبر عنه أحدهم من أن سيادة “لغة الخشب والتسلط ” خلال أجوبة الوزيرة أفيلال، قبل أن يؤكد على أن “المهم هو جوج فرنك الشعب بأكمله يريدها”.

معلق آخر، موجها كلامه لأفيلال كاتبا: “كان برنامجا جميلا، ولكن النقطة الأجمل حين استفزك بمعاش البرلمانيين والوزراء وكنت قاب قوسين أن تتفوهي بكلمات… المهم إنكم تتضامنون مع جيوبكم وليس مع الشعب لأن كل المغاربة شعبويين ماعدا من مروا من البرلمان.”

معلق ظريف جدا كتب في تعليقه: “أنا والله مابغات تخرجلي 8000 درهم كتساوي جوج فرنك واش أنا أحمق ولا الوزيرة عندا الحق”، في رده على تصريحات أفيلال التي جاء فيها أن ما يتبقى من معاش البرلمانيين “سوى زوج فرنك.”

ياسين، معلق آخر دخل على خط هذا الجدل، داعيا المعلقين: “سولو هديك الوزيرة شرفات ومابغاتش تحشم، إلى كان بالنسبة ليها 8000 درهم غير ‫#‏جوج_فرانك، تقول لينا شحال كشد بحال هذا مسكين إلى سهل ليه الله فشي بريكول ؟؟ علما أنه محروم من التقاعد !!”

بينما طلب آخر من “زملائه الفايسبوكيين”: “شي حد فيكوم إدبر علينا بشي جوج فرنك.”

في حين، رأى أحد المعلقين أن من واجبه تصحيح المعلومة، كاتبا: “جوج فرنك= 8000 درهم مضيفا “فتقاعد البرلماني فقط، وليس الوزير، أما الوزراء فتقاعدهم يصل إلى 39000 درهم يعني فقط 9،75 فرنك…و تورث لأبنائهم.”

وطالب آخر، بدا أنه من منطقة سوس معلقا: “بلغة تمازيغت نطالب النائب البرلماني ديال منطقتنا يزيد يرشح واحد آخر من اولاده، بعد الأول للي حتى هو نائب برلماني باش تجيهوم 6 فرنك فالتقاعد راه الخدمة للي قدمو المنطقة وتمارة للي كيضربو فسبيل النهوض بتمازيغت تستاهل أكثر من ستة فرنك..”

تعليقات قاسية، محاكمة واستفتاء، بشكل آخر لمواطنين عبروا من  تلقاء حسهم أحيانا، ومن عمق وعيهم أحيان أخرى، إثر صدور جملة كانت كالرصاصة التي إن خرجت فإنه يستحيل تداركها.