وجهة نظر

لماذا السويد ؟

في غمرة الإقتتال العربي العربي، وهبات الصحوة العربية التي ظهرت للوجود على شكل تحالفات حازمة تقصف و تتدخل في اليمن وتدرس التدخل في سوريا و العراق، تظل غزة والضفة وحيدتان معزولتان مهمشتان تئنان من وجع الإحتلال والتقتيل الإسرائيلي الممنهج.

لا شيء غير القلق و التنديد منذ أن أينع جرح فلسطين، ومنذ أن أفلست أنظمت القومية و تلاشى ذكر الأبطال، و ثكلت أمهات الرؤساء والحكام عن إنجاب زعيم يهدد إسرائيل أو يرسل جيشا أو عاصفة أو يعيد أملا، منذ صواريخ سكود صمتت جيوش الدول، ولولا حركات المقاومة الإسلامية بشقيها الفلسطيني و اللبناني لماتت القضية، انتشلت حركات المقاومة علم الدفاع، في غزوة مؤتة تصابر الصحابة وتناولوا الراية حتى لا تسقط شهيدا وراء شهيد.

اليوم حتى حركات المقاومة من حزب الله و حماس و الجهاد أقحموا في حروب غير حروبهم، إما بشكل مباشر كحزب الله، أو غير مباشر كحماس، لا أنظمة و لا حركات، ليس لفلسطين كما يبدوغير الصوت السويدي.

مع الربيع، انطلق المغردون بنشوة الانتصار الفلسطيني الذي سيبعث مع آمال الشباب و زوال العفن المستبد الجاثم المتواطئ مع الصهاينة، تحول الربيع خريفا، و عاد التواطئ من ليل الثورة المضادة، و تحول الممانعون إلى الوراء يحاربون بطولة الإعتدال التي بعثت فجأة.

سمي نبيل العربي بوزير خارجية الثورة، واستقدموه بتوافقات قطرية مصرية إلى جامعة العرب لتنفيذ أجندة معينة، ماتت الأجندة وضاعت كراسي المعارضة و الإئتلاف و المجلس الإنتقالي….و صمت نبيل العربي و لا محل للجامعة العربية الآن، و في ظل القتل الإسرائيلي المقصود و في ظل الإعتداء على الأقصى و على شباب فلسطين، لم نسمع للجامعة صوتا، و لا لمندوبي أعضاءها اجتماعا بشأن القضية الأولى.

لماذا السويد؟ و ليست مصر و ليس المغرب أو الجزائر أو السعودية أو قطر؟ مالذي يميز هذه الحكومة النائية عن الهم العربي وعن تاريخ و جغرافيا الإقليم ليعلو صوتها ضد الصهاينة و ممارساتهم و عنفهم ضد الشباب الفلسطيني في ما يسمى بثورة السكاكين، وتكرر وتفتح جبهات للصراع مع اسرائيل؟