وجهة نظر

برلمان عكاشة

كان من بين المبادئ الأساسية لثورة 23 يوليو 1952 فى مصر، أو انقلاب الضباط الأحرار على الملك فاروق، مبدأ إقامة حياة ديمقراطية سليمة ، ألغى الضباط الدستور الملكي و أعلنوا الجمهورية و تم حل الأحزاب … فى عام 1956 صدر الدستور الجديد ، وتم بمقتضاه انتخاب برلمان سنة 1957 ، ظلت الحياة النيابية بعدها في مصر رهينة العسكر ورؤساءه المتعاقبين حتى آخر انتخابات برلمانية قبيل الثورة أي برلمان 2010 و الذي كان أحد أسباب ثورة يناير 2011.

تتكرر القصة، في سنة 2013 انقلب السيسي على أول رئيس مدني، وعد السيسي وزير الدفاع برسم خارطة طريق تعيد مصر إلى أحضان حكم المدنية و بديمقراطية سليمة، دستور و انتخابات رئاسية و برلمانية تحقق آمال ثورتي التضاد.

لرسم صورة ما وعد به السيسي و ما أراده من خارطة الطريق وليفضح المتضح، يكفي أن نقول أن خاتمة الطريق أوصلت توفيق عكاشة للبرلمان هو وصحبه مرتضى منصور و ابنه الصغير.

توفيق عكاشة الأعلى تصويتا في انتخابات برلمان مصر 2015، توفيق و رفيقه في المسخرة و البذاءة مرتضى منصور الأعلى تصويتا في الجمهورية، و الأول يريد رئاسة البرلمان، و هو الأجدر بها، فبرلمان السيسي في صيغته الأخيرة هو بحق برلمان عكاشيات، و ما لم يقله الإعلامي في برنامجه عن حروب الجيل الرابع و عن المؤامرات الكونية و عن أساطير اليهود و الصهاينة و الماسونية و الإخوان و الشيطان…سيعلنه خطبا لربما برلمان السيسي 2015.

فشل السيسي في معركة الحلقة الأخيرة من خارطة الطريق التي صاغها الإنقلابيون و رفقاء الثورة المخدوعين به، انتخابات برلمانية فاشلة و فاسدة و فاقدة للشرعية الشعبية، ضعف إقبال و فساد و رشاوي و تدخل للأمن و السلطات و عودة قوية لرجال مبارك، السيسي في بحث عن ديمقراطية بلا تعددية أنتج قائمتين و أحزاب تتنافس على حبه، أغلبية مستقلين وأحزاب عريقة وحديثة بعضها اجتمع في حلف ضم الثلاثين و لم يتجاوز في محصوله العشرين مقعدا، بل أن حزبا يساريا من مساندي مظاهرات 30 يوينو حصل على مقعد واحد، أما الوجه الملتحي لإنقلاب السيسي و الذي ترجى تركة الإخوان لم يتجاوز العشرين مقعدا كذلك بعد ما كان قد حصل على أكثر من 112 مقعدا في انتخابات 2011 ، عموما و حسب ترتيب الأحزاب تصدر حزب ساوريس النتائج حسب النتائج الأولية بنسبة العشرة في المئة تقريبا من مقاعد البرلمان، لتبقى صناعة التحالف الممكن من رئاسة الحكومة بيد المستقلين أغلبية الدولة و يد السيسي دون الأحزاب في البرلمان.

برلمان يعبر عن السيسي لا عن الشعب المصري، و أجمل ما فيه أن قد يصنع الفرجة لملايين من التعساء، كم ستدوم تلك الفرجة؟ هذا شيء يحدده من رفض المشاركة و قاطع رغم نداء الرئيس بالاحتشاد.