مجتمع

جمعيات ثقافية بزاكورة تستنكر هزالة منح الدعم والرئيس يوضح

احتجت مجموعة من الجمعيات العاملة بالحقل الثقافي بمدينة زاكورة على رئيس المجلس الجماعي، لحسن وعرى، الذي تصرّف -على حد تعبيرها- بطريقة غير منطقية أثناء توزيع منح الجمعيات، بالإضافة إلى هزالة هذه المنح، وكذا دعم الجماعة لجمعيات لا علاقة لها بالثقافة.

واستغربت فعاليات جمعوية، حصول جمعيات لا تشتغل بالمجال الثقافي على مبالغ أكبر من الجمعيات المختصة في الثقافة والتي تنشط بشكل دائم في مجال القصة والحكاية والسينما وتنظم مهرجانات بصبغة دولية، مؤكدين أن دعم الجمعيات لا ينسحب عمليا على جمعيات آباء وأولياء التلاميذ لأن مجال عملها هو داخل المؤسسات والانخراط فيها اجباري.

وقال محمد الحفيضي رئيس نادي الهامش القصصي، في تصريح لجريدة “العمق”، إن المجلس الجماعي السابق، كان يقدم منحا مهمة للجمعيات تصل الى 20 ألف درهم، بالاضافة الى أنه يساعد الجمعيات فيما يخص اللوجستيك وتوفير وسائل التنقل خلال الأنشطة التي تنظمها، مضيفا أن المجلس الجديد الذي يترأسه لحسن وعرى عن حزب العدالة والتنمية يعطي منحا هزيلة للجمعيات لا ترقى لتطلعات الفاعلين الجمعوين بالمدينة، ولا يمكن معها تنظيم أنشطة كبيرة كالمهرجانات والملتقيات.

وأوضح الحافيظي، أن الجمعيات التي احتجت على المنح الهزيلة، طالبت رئيس المجلس الجماعي بعقد اجتماع من أجل توضيح سبب هزالة هذه المنح، وهو ما استجاب له الرئيس الذي قدم “تبريرات خطيرة” –على حد تعبير الحافيظي- مفادها أن جميع “الصنابير” التي يمكن له أن يأتي منها بميزانية إضافية أغلقت في وجهه وأن جهات لم يسمها هي التي تقف وراء هذا الأمر.

وأضاف المتحدث ذاته، أنه ان كانت هناك جهات لا تريد للعدالة والتنمية أن تترأس المجلس الجماعي لزاكورة، فما ذنب مواطني المدينة والفعاليات الجمعوية التي تؤدي ضريبة هذا الصراع، مضيفا أنه لا يجب معاقبة مواطني المدينة بسبب أن رئيس الجماعة من البيجيدي.

وتابع الحافيظي، أن هناك جمعية لتحفيظ القرآن تم إدراجها في خانة الجمعيات الثقافية وتم منحها مبلغ 7 ألاف درهم، بالإضافة الى أنه تم دعم جمعيات آباء وأولياء التلاميذ مع أن هذه الجمعيات تتوفر على موارد خاصة كانخراطات التلاميذ، مستغربا أن تتوصل الجمعيات بالمنح المالية قبل أن يتم التوقيع على شراكات بينها وبين الجماعة.

ومن جهته، تساءل سعيد باشنا، رئيس جمعية الفينق للإبداع الفني والثقافي، عن المعايير التي اعتمدها المجلس الجماعي في توزيع المنح على الجمعيات، مضيفا أن المجلس الجديد منذ توليه مهام التسيير خفض قيمة المنح التي تقدم للجمعية بشكل كبير وأًصبحت هزيلة بل كانت في سنة 2015 منعدمة.

وأضاف باشنا، أن المنح الهزيلة المقدمة للجمعيات الثقافية لن تستطيع انجاح مهرجان دولي في المسرح أو الفيلم مثلا، مشيرا الى أن المجلس السابق كان يقدم منحا نقدية مهمة للجمعيات فضلا عن الدعم في كل الأمور المتعلقة باللوجستيك والتنقل والتغذية.

وأردف المتحدث ذاته، أن الجمعيات الثقافية طالبت الرئيس بتقديم توضيح عن هذه التراجعات، حيث أكد خلال اجتماع له مع الجمعيات أن مداخيل الجماعة منذ توليه الرئاسة جد ضعيفة ولا تسمح بالرفع من الدعم الموجه للجمعيات.

وأشار باشنا، في التصريح ذاته، أن هناك جمعيات أخرى حصلت على منح أكبر من المنح المقدمة للجمعيات المشتغلة بالحقل الثقافي والتي تنظم مهرجانات وملتقيات دولية.

وفي رده على الجمعيات المحتجة، قال لحسن واعرى، رئيس المجس الجماعي لزاكورة، في تصريح للجريدة، إن الوضعية المالية للجماعة لا تسمح بالرفع من الدعم الموجه للجمعيات، خصوصا وأن الجماعة لازالت تعتمد فقط على مواردها الذاتية ولم تستفيد منذ منذ 2015من قروض صندوق التجهيز الجماعي، ومن التراخيص التي تقدمها وزارة الداخلية، في حين أن المجلس السابق كان يستفيد منها.

وأوضح وعرى، أن ميزانية الجماعة تبلغ 23 مليون درهم، 11 مليون درهم منها تذهب للموظفين، و5 ملايين مخصصة لتسديد دوين صندوق التجهيز الجماعي الخاصة بالمجلس السابق، ومليون درهم تخصص لتسديد فواتير الماء والكهرباء، ومليون درهم مخصصة للأراضي التي قامت الجماعة باقتنائها، في حين يتم تخصيص 30 مليون سنتيم لدعم الجمعيات، و20 مليون سنتيم كتعويضات لتنقل الطلبة الى الجامعات.

وأكد المتحدث ذاته، أن هناك لجنة مختصة موكول لها منح الدعم للجمعيات حسب معايير وضعتها سلفا، وأن الدعم يوزع حسب برامج الجمعيات، مضيفا أنه لو كانت الجماعة تتوفر على موارد كبيرة لوقعت شراكات مع الجمعيات ورفعت من قيمة المنح المقدمة لها.