سياسة

كتاب حول الصحراء يهدد استقرار الجزائر

استنفر كتاب لمؤرخ عراقي مهتم بالقضايا المغاربية حول مغربية الصحراء وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من دوائر النظام العسكري متقمصة دور المراقب الأمني.

ويتعلق الأمر بكتاب “الصحراء الغربية: حقائق الانتماء والآفاق المستقبلية” لكاتبه المؤرخ العراقي والأستاذ بجامعة الموصل محمد علي داهش، والذي نسبت انتماءه وحولته بقدرة قادر إلى كاتب مغربي.

إلى ذلك، أوردت جريدة “النهار الجديد” الجزائرية عرض “الصالون الدولي للكتاب في طبعته 20 كتبا تهدد اسقرار البلاد، حيث يتحدث بعضها عن النزاع الحاصل حول الصحراء الغربية ونسبتها للمغرب.”

ولم يتوقف غضب كاتب المقال في الصحيفة الجزائرية عند هذا الحد، بل استشاط غضبه حينما أورد أن هناك كتبا أخرى، ولعلها تعنى بالتاريخ الاستعماري، تذهب إلى “اعتبار كل من ولايات وهران تلمسان وتندوف وبشار وأدرار ولايات مغربية.”

وأورد المقال عبارة وردت في مقدمة الكتاب الذي تضمن غلافه العلم المغربي وصور المغفور له محمد الخامس والراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس، ويقع في 269 صفحة، وصدر عن “الدار العربية للمنشورات” في لبنان : “إن الحديث عن الصحراء الغربية والأصح الصحراء المغربية” بدا أنها لم ترق صاحبه.

ويتحدث الكتاب في سياق الحديث عن النزاع في الصحراء عن “الحالة السياسية المعقدة التي استعصت على الحل طيلة 40 عاما”، مؤكدا على أنها “نتيجة مخطط استعماري نسجت خيوطه في مقرات الحكومات الأوروبية عامة منذ نهاية القرن الـ19، وفي مقرات حكومتي إسبانيا وفرنسا مطلع القرن 20″، مشيرا في هذا السياق إلى “أن الولايات الجزائرية: وهران وتندوف وتلمسان وأدرار وبشار مغربية في الأصل.”

كما وردت في إحدى فصول الكتاب “أن طبيعة الحكم الذاتي الموسع للصحراء الغربية والذي جاء من خلال المبادرة المغربية لحل مشكلة الصحراء لم يكن جديدا على المحفل السياسي المغربي، ولم يكن لانعكاسات أو محصلة أو استنتاجا لمشاريع أممية طرحت في نهاية القرن الـ20 وبداية العقد الأول من القرن الـ21″، ما أدى بالكاتب إلى الاستنتاج: “إننا نجد جذور التفجير بالخصوصية المحلية وتخويل سكان الصحراء الكلمة في تسيير شؤونهم المحلية قد كانت تمتد إلى سنتة 1975، وعلى لسان الملك الراحل الحسن الثاني أثناء مخاطبته لسكان الصحراء.”

ومن سخافات المقال التي تثير الشفقة، حتى كلمة الكاتب التي تضمنت إهداءه بمناسبة إصدار طبعته لم تسلم من استياء كاتب المقال التي رأى فيها: “تعبير مستفز يبين الغل والحقد لبعض المغربيين.” إذ أهدى الكاتب عمله إلى أرواح شهداء التحرير والاستقلال الوطني المغربي وإلى كل من دافع وعمل من أجل الاستقلال.