أدب وفنون

“تكيتة السوليما”.. قصة طفل يفعل المستحيل لدخول السينما

تقدم سينما “مرحبا” بمدينة أزمور، وهي السينما الوحيدة بهذه المدينة، آخر عرض لها قبل إغلاقها بشكل نهائي، فيلم “سبايدرمان 3” سيمر الليلة على الشاشة العملاقة للسينما، فيقرر الطفل حسن البالغ من العمر 11 عاما، حضور العرض لمشاهدة الفيلم الذي يعشقه، لكنه لا يتوفر على أي درهم لشراء التذكرة، كما أن والدته ترفض ذهابه للسينما، رغم كل ذلك، لا تنتاب حسن سوى فكرة واحدة: مشاهدة الفيلم مهما كلفه الأمر.

فيلم “تكيتة السوليما” المشارك في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، حبك مخرجه أيوب اليوسفي، حبك قصة مزجت بين هموم طفل لتحقيق رغبته ومعارضة أمه لذلك، وإبراز واقع القاعات السينمائية بالمغرب، في فيلم قصير تحت عنوان “تكيتة السوليما” مدته 29 دقيقة.
الفيلم يحكي قصة الطفل حسن الذي فشل في كل محاولاته لإقناع والدته بمنحه 20 درهما لدخول السينما لمشاهدة فيلمه المفضل “السبايدرمان 3″، لتضطر الأم في النهاية إلى إغلاق المنزل عليه لمنعه من الخروج للسينما، قبل أن يستغل ابنها لحظة أدائها الصلاة للهروب عبر سطح المنزل ومسابقة الزمن للوصول إلى القاعة قبل بداية العرض.

الطفل حسن المفعم بروح المغامرة، لم ييأس حين منعه حارس السينما من الدخول بعد بدء العرض، واستطاع الدخول باستخدامه حيلة بالتعاون مع فتاة، وتابع الفيلم من الغرفة التقنية بعدما أقنع أحد العاملين بالسينما.

غير أن الأم طاردت ابنها إلى داخل السينما وطالبت مدير القاعة بإخراج حسن فورا، وذلك في مشاهد درامية تخللتها الكوميديا أحيانا، حيث أقنع مدير القاعة الأم بترك ابنها ليشاهد فيلمه المفضل ومنحها تذكرة الدخول لتشارك طفلها مشاهدة العرض.

مخرج الفيلم أوضح في تصريح لجريدة “العمق”، أن هدفه من هذا السيناريو هو إبراز رغبات الأطفال وطموحاتهم لتحقيقها، معتبرا أن كل من شاهد يمكن أن يجد ذاته هو الطفل المذكور.

وأضاف أنه أبرز أيضا في فيلمه معاناة الطفل مع أمه الصعبة في معاملاتها في ظل غياب الأب الذي خرج ولم يعد، قائلا في التصريح ذاته: “الأم حاولت أن تكون هي الأب والأم والأخت والصديقة لابنها وتسارع الزمن لتحاول العمل هنا وهنا لتوفر لطفلها مستلزمات الدراسة، لذلك كانت قاسية في تعاملها معه”.

فيلم “تكيتة السوليما” من إخراج أيوب اليوسفي وفكرة الممثل سمير السعودي وسيناريو الفرنسي أدريال كغاسكيغ، تناول أيضا مسألة القاعات السينيمائية التي تغلق أبوابها، حيث أشار المخرج في تصريحه لجريدة “العمق”، أن “القاعات السينيمائية التي تُغلق الواحدة تلو الأخرى، هي ظاهرة ليست في المغرب فقط، بل في أوروبا وكل مكان”، مضيفا بالقول: “نريد سينيما تشرف المغرب وتنافس السينيما الأوروبية والأمريكية”.

يُشار إلى أن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، متواصلة إلى غاية 11 مارس الجاري، حيث يتنافس 15 فيلما على مسابقة الأفلام الطويلة، و15 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة.