وجهة نظر

بوكرن يكتب.. ما البنكيرانية؟

البنكيرانية هي: أن يخطب الملك خطاب العرش في 30 يوليوز 2016، ويوجه نقدا لاذعا لابنكيران دون أن يسميه، أنه يروج المفاهيم التي تسيء إلى الوطن، لغاية انتخابية، ثم تجد بنكيران بعد أسابيع يضحك في ندوة قائلا:”أن يغضب علي الملك فهذا أمر عادي”.

البنكيرانية هي: أن تقول في جمع امام أعضاء حزب البجيدي، يا مولاي استمر، فلو أدخلتني إلى السجن، فانا معك، ثم بعد أيام يسأله صحافي موقع الأول في حوار شهير عن رضا الملك، فيجيبه الرضا لأمي، والاحترام للملك.

البنكيرانية: أن تخرج وزارة الداخلية، في يوم الخميس الأسود، فتسلخ الأساتذة المتدربين، شر سلخة باكادير، ثم تقف أمام البرلمان، وتدافع عن نفسك بقوة، أن لا علم لك بسلخ المتظاهرين وإن كنت رئيس الحكومة، في إشارة إلى أن وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية ثم تعترف في الاخير أنك المسؤول.

البنكيرانية: أن تكون لك الجرأة، بعد سماعك أن وزير المالية بوسعيد، عقد لقاءا مع إلياس العماري ولشكر، لإيجاد حل للأساتذة المتدربين، ثم تستثمر رئاسة مجلس الحكومة، فتؤدب بوسعيد تأديبا قاسيا، ويصور الفيديو وينشر في موقع رئاسة الحكومة.

البنكيرانية: أن تتحدث عن الملك باستمرار فتمدحه وتشيد به في السر والعلن، لكن لك القدرة نفسها أن ترسل الرسائل المشفرة إلى الملك نفسه، فتشبه علاقته مع الأحزاب، بعلاقة الأب بأبنائه، وتقول إن الأب لا يتخلى عن الابن البار ثم يتشبث بالابن العاق، لو فعلها اتصف بصفة الحمقى، أي أن تقول للملك بلغة التلميح إياك أن تتصف بصفة الحمق كن عاقلا.

البنكيرانية: أن تقف امام القضاة، وتخطب طويلا، وتكسر بروتوكول المحاضرة، وترسل رسالة مباشرة إلى الملك، وتقول سأطلب من صاحب الجلالة أن يبقي الرميد وزيرا للعدل، وحتى لو لم نكون في الحكومة.

البنكيرانية: أن تكون لك القدرة وسط حزبك، على تأديب أرفع المناضلين، دون خوف أو تهيب، فتؤدب مثلا أفتاتي، وتصفه بالمجذوب وصاحب العقل الخفيف، وتهدد بمغادرتك الحزب، إذا استمر أفتاتي في الخرجات التي تشوش على المشاورات الحكومية.

البنكيرانية: أن تكون لك القدرة على التخلي على شباب الحزب، الذين لعبوا دورا محوريا عبر الفايسبوك للتصويت على حزب العدالة والتنمية، لكن لأن بعضهم لم يلتزم باوامر الصمت، كانت لك القدرة أن تصفهم بالصكوعة والمداويخ.

البنكيرانية: أن تخرج حميميات المكالمات بينك وبين الملك، الواجب التحفظ عليها، وتخبر بها المواطنين، فتقول مثلا إن الملك أخبرني أن سبب حادثة سير تيشكا، أن “الروايض” ملحوسين.

البنكيرانية: هي كما أن لك جرأة التحدث عن مستشاري الملك كما تريد، لكن تمتلك نفس الجرأة لتكتب بيان الاعتذار للملك ولمستشاريه دون تردد.

البنكيرانية: هي ان تكون لك القدرة على أن تصرح بأنك ملكي إلى النخاع، لكن في المقابل لا تقبل الانبطاح فتسمي نفسك “بالملكي غير المنبطح”.

البنكيرانية: هي أن تقول عزيز أخنوش ولد الناس، في أزمة صندوق التنمية القروية، لكن في المقابل لك القدرة على أن تتواصل مع الرأي العام وتسرب كيف اقتنص مادة الآمر بالصرف الخاصة بالصندوق من قانون المالية.

البنكيرانية: هي أن تتحمل شباط طيلة سنتين كاملة من السب والقذف، وان تضحك في وجهه حينما يصفك بانك من الدواعش والمواساد، لكن حينما تعلم بموقف شباط في اجتماع 8 اكتوبر، خرجت ووصفت موقف شباط بالرجولي، وسامحته نهائيا.

البنكيرانية: هي أن المرجعية الإسلامية لا تتناقض مع الانفتاح، على كل أطياف المجتمع، فتقول للمذيعة عجبتيني أمام زوجتك، وتقبل يد الأديبة خناثة بنونة، وان ترقص فوق المنصات، وان تسمع لأم كلثوم، وأن تكون لك الجرأة لتقول في حوار مع مجلة الرجل، أحب ملاطفة النساء، وأعشق سماع عبد الحليم حافظ وأم كلثوم.

البنكيرانية: أن تحكي العشرات من النكت كلما حللت بمكان ما، مع الملك تحكي نكتة حامضة، في المجلس الحكومي تحكي نكتة، في البرلمان تحكي الكثير من النكت، في اللقاءات التاطيرية تحكي الكثير من النكت، لكن في المقابل تبكي وسط البرلمان تأثرا بالمعاقين، تبكي في تارودانت تاثرا بالجماهير الحاشدة أن تبكي كلما تذكرت باها.

البنكيرانية: ان تكون إسلاميا ولك القدرة على أن تؤثر في الفنانين في نجاة اعتابو، ونعمان لحلو، وعادل الميلودي، وإيكو، ومومو..،وأن تقف بجوارك عارضة الأزياء الحديوي فتأخذ سيلفي معك.

البنكيرانية: أن تنتهي من لقاء في رئاسة الحكومة، ثم تزور المقبرة، لتلقي موعظة مؤثرة على وفاة الشعبي، أو أي رجل تحبه أو تعرفه، فتجمع بين التدبير السياسي والوعظ الإيماني.

البنكيرانية: أن تكون لك القدرة على هجر مقر رئاسة الحكومة، وأن تحول بيتك إلى “بلاط الزعيم” فتستقبل فيه المئات من الناس، فيصبح البيت ذا رمزية سياسية باذخة.

البنكيرانية: أن تهدم البروتوكل، وان تقاوم التنميط، ولو بأن تحمل سبحة، تذكر الله قائلا في سرك: سبحان الله، الله أكبر، ولا إله إلا الله، والحمد لله.

البنكيرانية: أن تحكي حكايات كثيرة حول أسرتك وزوجتك، فأصبح المغاربة يعرفون نبيلة بنكيران، ويعرفون قصة حب بنكيران لها، وقصة زواجهما.

البنكيرانية: أن تغامر بشعبيتك الكاسحة وتقدم خدمة عظيمة للدولة لتنقذ صندوق المقاصة وصندوق التقاعد، ولو تضرر المواطنون والموظفون.

البنكيرانية: أن تدخل القسم بالله إلى السياسية، وان تدخل الله إلى السياسية، فتكرر مرارا وتكرارا أن الله فاعل في السياسة.

البنكيرانية: معجم لغوي مثير، يجمع بين الفصحى وأكثره من الدارجة، وهذا المعجم يحمل رؤية سياسية في تدبير الوضع السياسي.

البنكيران باختصار أسلوب، والأسلوب يموت مع صاحبه لا يتوارث

فهل انتهت البنكيرانية؟

نعم

تعليقات الزوار

  • حسن
    منذ 7 سنوات

    اتحداك ان تكتب بنفس الجراة عن الاخنوشية، الحصادية، المزوارية ... كاتسيف على السيد خارج راسو مرفوع و كاتفعفع قدام خدام الدولة

  • ابو منار
    منذ 7 سنوات

    وكل ما قلته انت يسمى في لغتنا تبركاكت.

  • محمد
    منذ 7 سنوات

    لم تنته االبنكيرانية , وستواصل النضال الى نهاية العمر انشاء الله