أخبار الساعة، مجتمع

مهرجان خطابي بخنيفرة تخليدا للذكرى ال96 لاستشهاد موحى وحمو الزياني

خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الخميس بتملاكت (إقليم خنيفرة)، الذكرى ال96 لاستشهاد المجاهد موحى أوحمو الزياني صانع بطولات وأمجاد معركة الهري الخالدة.

وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة خلال مهرجان خطابي نظم بالمناسبة، إن الاحتفاء بذكرى استشهاد المجاهد موحى وحمو الزياني، الذي لبى داعي ربه في 27 مارس 1921 والتحق بقوافل شهداء ملحمة الدفاع عن حياض الوطن والحفاظ عن مقدسات الأمة وثوابتها، تأتي تقديرا وعرفانا وبرورا بهذا الشهيد الفذ، ووفاء لرجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير الذين سقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية والاستقلال، مسترخصين أرواحهم ودماءهم في سبيل الحرية والسيادة والكرامة.

وأضاف خلال هذا اللقاء، الذي حضره، بالخصوص، الكاتب العام لعمالة إقليم خنيفرة بوشعيب بلهروش، ورئيس المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والهيئة القضائية، والمنتخبون ونساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالإقليم، أن هذه المناسبة تشكل مناسبة لاستحضار تضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الاستقلال والوحدة ونضالهم المستميت من أجل عزة الوطن وكرامته، وفرصة ثمينة لإبراز صفحات مشرقة من مسيرة نضال هذا البطل وما صنعه من أمجاد وبطولات وملاحم على رأس مجاهدي هذه الأرض الطيبة الذين سجل لهم التاريخ، بمداد الفخر والاعتزاز، محطات نضالية وازنة وشجاعة نادرة دفاعا عن مقدسات البلاد وإعلاء رايتها خفاقة في سماء المجد والعزة والكرامة.

وذكر بأن الراحل موحى وحمو الزياني تصدى للأطماع الاستعمارية والتدخل الأجنبي في المغرب بتعبئته للفلاحين وساكنة أعالي نهر أم الربيع حتى السهول الأطلسية لمناهضة الوجود الاستعماري، حيث آزر في سنة 1908 قبائل منطقة الشاوية، وانتقل إلى سهول سايس، وبعدها خاض معارك طاحنة وقوية بمنطقتي زمور وزعير منها على سبيل المثال معركة تافودايت في أبريل 1912 ومعركة أكوراي بكروان في ماي من نفس السنة، ومعركة الزحيليكة بمنطقة زعير ومعركة سيدي عبد السلام بمنطقة بني مطير في يونيو 1912، ومعركة وارغوس بوادي زم في 25 مارس 1913 والتي واجه فيها موحى وحمو الزياني القوات الاستعمارية.

وأضاف أن هذا البطل تمكن بفضل كاريزميته من استقطاب المجاهدين من كل هذه المناطق والنواحي المجاورة لها وعمل على شحذ عزائمهم وإذكاء حماسهم وغيرتهم الوطنية ذودا عن حمى الوطن ودفاعا عن هويته ومقدساته، كما تواصلت مقاومته باستماتة وقوة في وجه محاولات المستعمر الرامية إلى السيطرة على مدينة خنيفرة سنة 1914، فكان أن وقف شامخا صامدا في مواجهة المحتل في معارك بطولية ضارية تحتفظ ذاكرة التاريخ وذاكرة الوطن وهذه الربوع المجاهدة بأحداثها وروائعها.

وأبرز أن أكبر انتصار حققه الشهيد هو الفوز الباهر الذي سجله في معركة الهري الشهيرة في 13 نونبر 1914، والتي تمكن خلالها من تحطيم جيوش الكولونيل لافيردير وتكبيدها أكبر الهزائم وخسائر مادية وبشرية تجسدت في مئات القتلى والجرحى والاستيلاء على كميات من المدافع والرشاشات وعددا كبيرا من البنادق.

وأكد السيد الكثيري أنه على الرغم من كل المحاولات التي قامت بها القوات الاستعمارية بشنها هجومات عنيفة على المجاهدين بهدف احتلال مدينة خنيفرة، فإنها لم تتمكن من إخضاع البطل موحى وحمو الزياني، الذي عمد إلى تغيير استراتيجيته وإخلاء المدينة المحتلة حيث اعتصم بالجبال المحيطة بخنيفرة وبالضبط بقرية الهري، مبرزا أن الشهيد أبلى البلاء الحسن في مختلف الملاحم الخالدة إلى أن التحق بخالقه شهيدا في معركة أزلاك نتزمورت بجبل تاوجكالت في 27 مارس 1921، مجسدا بتراثه النضالي أروع صور الإيمان القوي بمقدسات الوطن ووحدته والتمسك الشديد بأهداب العرش العلوي المجيد.

وقال السيد الكثيري، من جهة أخرى، إن الاحتفاء بهذه الذكرى تشكل أيضا فرصة للدعوة إلى ترسيخ شمائل وقيم المواطنة الحقة والوطنية الصادقة في وجدان الناشئة والأجيال المتعاقبة وإعدادها للانغمار في معركة الجهاد الأكبر، والاعتزاز بالأمجاد والذكريات الوطنية الخالدة واستحضار تضحيات الشهداء الأبرار، شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية لاستلهام دلالات كفاحهم وجهادهم وإلى التذكير بتضحياتهم الجسام في سبيل إعلاء راية الوطن وإذكاء الروح الوطنية الخالصة وتوطيد دعائم ارتقائه الموصول على درب الحداثة والديمقراطية والنهضة الشاملة والمستدامة.

وأضاف أن تخليد هذه الذكرى وهذه البطولات والأمجاد، هي فرصة أيضا لاستلهام الدروس والعبر في مسيرات الحاضر والمستقبل واستحضار قيم التضحية والتضامن والتماسك والالتحام، التي تحلى بها المغاربة منذ الأزل وشكلت بذلك مصدر قوتهم في مواجهة الغزو الأجنبي.

وأكد أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، التي خاضت معركة الاستقلال إلى جانب جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني، تغتنم هذه المناسبة الوطنية لتؤكد تعبئتها الشاملة وتجندها التام تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس في ملاحم الجهاد الأكبر لإعلاء صروح المغرب الجديد وللدفاع عن الوحدة الترابية والمقدسات الدينية والوطنية كما تجدد دعمها المطلق للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.

وتم، بالمناسبة، تكريم 12 من صفوة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة، برورا وعرفانا بما أسدوه للدين والعرش والوطن وما قدموه للقضية الوطنية من خدمات، وتوزيع إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين.

كما قام المندوب السامي والوفد المرافق له بزيارة لضريح الشهيد موحى وحمو الزياني، والترحم على أرواح شهداء الوحدة والاستقلال وفي طليعتهم الأرواح الطاهرة لفقيدي الأمة والوطن جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، وبالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

ج/ن م/سر/