مجتمع

مركز حقوقي: مقاضاة المعطلين المعتصمين في الحافلة قرار جائر

اعتبر المركز المغربي لحقوق الانسان، أن “قرار مقاضاة المعطلين على خلفية خوضهم لأشكال نضالية من أجل حقهم في الشغل قرار جائر، من شأنه تدمير مستقبل المعطلين بدل بناءه، مما سيزيد الوضع احتقانا وسوادا، في ظل مؤشرات وتحديات سياسية خطيرة، تتربص بالمغرب، وبأمنه وسلامته”.

وأوضح المركز المغربي لحقوق الانسان، في بيان توصلت جريدة “العمق بنسخة منه، أنّ “ما تعرض له معتصمو حافلة الفوسفاط، والمعطلين بمدينة العيون بصفة عامة، منذ خوضهم للاحتجاجات من أجل الشغل، ممارسات تعسفية غير مقبولة، حيث تم تغيب لغة الحوار الجاد والمسؤول، والحلول الناحعة، مردفا “فيما تفتقد إلى التناسبية في فض التجمعات في غالبية الأوقات، كما يتم تفريق الوقفات الاحتجاجية بشكل قمعي مبالغ فيه”.

وأدان المركز الحقوقي ذاته، “التدخل الأمني المفرط في حق معتصمي حافلة الفوسفاط”، معبّرا “عن تضامنه مع كافة المعطلين، سواء بالعيون أو بباقي مناطق المغرب”، مناشدين “فلذات أكبادنا بعدم الانجرار نحو تبني أشكال نضالية يائسة، من شأنها إزهاق الأرواح عبثا، خاصة وأن إمكانية تحقيق مطالبهم ليست مستحيلة، في ظل وجود إصرار وإرادة تابثتان من أجل حق دستوري وكوني، في الشغل وفي الكرامة”، يقول البيان.

وعزا المركز الحقوقي، “سبب معاناة الشباب المعطلين بالعيون إلى الفساد الذي تعرفه التوظيفات المشبوهة، والانتقائية، التي يمارسها مسؤولون في المنطقة، معروفون بسلوكهم منطق المنفعة الشخصية، والولاء السياسي والقبلي، غير آبهين لحق هؤلاء الشباب في الشغل والعيش الكريم”، على حد قول البيان.

وذكّر المصدر ذاته، “بما أعلنه عاهل البلاد بتوفير أكثر من 1200 منصب شغل في مؤسسة عمومية كبيرة، لفائدة أبناء المنطقة، في حين لم تتجاوز نسبة الاستجابة للتعليمات الملكية خمسة بالمائة”، يقول البيان، مضيفا “فيما قام مسؤولون، بتوظيف أقرباءهم وأزلامهم، ضاربين عرض الحائط التوجيهات الملكية، مما أجج في نفوس هؤلاء المعطلين مشاعر الغبن والإحباط”.

وطالب المركز المذكور، “الدولة المغربية بمراجعة سياستها في تدبير ملف حق الشغل”، معتبرا أنّ “الكثير من المناطق، الزاخرة بفرص التنمية والثروة بكل أبعادها، مثل مدينة العيون، لا تعاني من قلة مناصب الشغل، بقدر ما تعاني من تحكم لوبيات فاسدة في الكثير من دواليب السلكة ومؤسسات الدولة، جمعت ثروات طائلة، وسحبت كثيرا منها خارج أرض الوطن”.

كما دعا المركز الحقوقي الحكومة المغربية، “لتشكيل لجنة مركزية، للوقوف على حجم التجاوزات التي تعرفها مدينة العيون، واتخاذ الإجراءات الاستدراكية اللازمة، قبل فوات الأوان”، يقول البيان.

تجدر الإشارة أن مدينة العيون، عاشت ليلة الجمعة الماضي، على صفيح ساخن بسبب إقدام مجموعة من المعطلين العائدين من احتجاج بالعاصمة الرباط، على احتلال حافلة نقل عمال تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، والتهديد بإحراق ذواتهم في حالة لم تتم الاستجابة لمطالبهم بإدماجهم في الوظيفة بقطاع الفوسفاط.

وأفاد شهود عيان لجريدة “العمق” أن المحتجين ضد ما اعتبروه إقصاءً من التوظيف بفوسبوكراع، عمدوا إلى إشهار قنينات مملوءة بمادة حارقة، مهددين بإشعال النار في ذواتهم، فيما طوقت قوات الأمن الحافلة وحاولت تفريقهم باستعمال أنبوب لمضخة مائية من أجل طرد المعتصمين في داخل الحافلة.