وجهة نظر

أهو قفز على المؤسسات ؟

لما كان بنكيران (يحلف بحلوفو) بأن لا مكان للاتحاد الأشتراكي بالحكومة، لقد كان فقط يوصل بطريقته الخاصة التي تعجب البعض وينتقدها الأخرون، ويترجم قرار مؤسسات الحزب: الأمانة العامة للحزب التي فوض لها برلمان الحزب، المجلس الوطني، صلاحيات اتخاد القرارات التي تراها صائبة خلال المفاوضات، وبطبيعة الحال لا تخرج عن ما سطر لها من خطوط لا تتجاوزها.

وبعد إعفاء بنكيران، وتكليف العثماني، لم يخرج بلاغ المجلس الوطني عن الشروط والخطوط التي سطرها لبنكيران. وهي نفسها التي سيدافع عنها العثماني بطبيعة الحال بطريقته ومنهجه.. إذا فالحزب هو مؤسساتي و ليس حزب زعيم ولا أمين و ا رئيس المجلس الوطني. وكما في مفاوضات بنكيران، زكى برلمان الحزب نفس الشروط، لمشاورات ومفاوضات العثماني، ومرر صلاحية اتخاذ القرارات للأمانة العامة.

وبدأ العثماني المشاورات و بعدها المفاوضات ..فبدأت تخرج جرعة جرعة خبر قبول مشاركة حزب الاتحاد الأشتراكي في الحكومة.. لم نصدق الخبر.. لأننا على يقين أن العثماني لن يتجاوز قرار المجلس الوطني… وبعد ذلك بدأت تتقاطر تدوينات فرح المناضلين الاتحاديين.. وتدوينات بعض قيادات العدالة والتنمية إما لتعبر عن حزنها، أو لتدعونا وتعلمنا بأن الظروف الإقليمية والدولية تقتضي الحفاظ على مصلحة الوطن..وخرج بلاغ الأمانة العامة الذي فسر حزن وتهيئ قبول وبلع قرارات الأمانة العامة، دون ذكر صراحة أن ما اتخذ من قرار قبول الاتحاد الإشتراكي في الحكومة.. فهنا يبقى السؤال المحير، هل الحزب هو مؤسساتي؟ ومؤسساته هي التي تتخذ القرارات. وهذه المؤسسات لم يعاد انتخابها، أي أن نفس الأشخاص الذي قرروا لبنكيران منهج وخطوط المفاوضات، هي نفسها التي قررت في المرحلة الأولى والثانية لمشاورات ومفاوضات العتماني.

وبما أن الحزب هو مؤسساتي، فالتحول الذي عرفته المشاورات ليست قرارا شخصيا للعثماني لأنه يحترم مؤسسات حزبه، إذا فهي قرارات الأمانة العامة المفوضة من المجلس الوطني… وبما أنه لا تغيير في الأشخاص ولا الظروف الإقليمية والدولية التي تحتم علينا استحضار مصلحة الوطن…و هي نفسها التي كانت في شهر أكتوبر و لازالت في شهر مارس… فلماذا لم يتخذ قرار قبول الاتحاد الاشتراكي منذ أن ضغط به على الحزب، ووفر عنا الحزب تضييع كل هذه الشهور، التي كلفت وستكلف المغرب خسائر اقتصادية واجتماعية وسياسية.. لماذا لم توافق الأمانة العامة (حلوف بنكيران) و(تحنتو) ويكفر عن هذا بصيام ثلاثة أيام… ينقد بها الحزب مصلحة البلاد. . ؟!!
لماذا بما أن الحزب هو حزب مؤسسات…هنا نتسائل نحن كذلك، تساؤل عضو المجلس الوطني ذ بلال التليدي :هل هي مؤشرات للقفز على المؤسسات ؟؟؟!!

لا نخون ولا نتهم الحزب وقياداته بالانبطاح…نحن جد واثقين أنهم يضعون مصلحة البلد فوق مصلحة الحزب…. و لكن نعتقد هو سوء تقدير تحت الضغط الرهيب الظاهر والخفي الذي يعيشونه، لتدبير مرحلة خطيرة وحرجة..

.حفظ الله المغرب